العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ

الشارقة الأميركية... منجز حضاري

شبر إبراهيم الوداعي

باحث بحريني

شهدت الشارقة مهرجاناً وعرساً ثقافياً ضمن احتفال رسمي بتخريج فوج من مختلف التخصصات ضم 527 طالباً وطالبة من جامعة الشارقة الأميركية من مختلف البلدان، وازدحمت قاعة الاحتفال بأولياء أمور الخريجين الذين كانوا يعيشون لحظة فرح عارم بتخرج أبنائهم. تلك اللحظة التاريخية التي كانت تنتظرها جميع الأسر لتزيح عنها هماً كان دائم الحضور طوال سنوات الدراسة الجامعية، وكنت أرقب الحدث وأعيش لحظات من الوجل والتأمل في قيمة هذا المشهد الإنساني والحضاري. مشهد خروج ابنتي مريانا التي تخرجت مع ذلك الفوج من الطلبة في تخصص «الاعلام والعلاقات المجتمعية»، وتوجهها للسلام على راعي الثقافة والعلم والمعرفة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة الأميركية.

كانت لحظة تاريخية في حياتنا الأسرية حيث أمكن إنجاز ما سعت الأسرة إلى إنجازه على الرغم من المصاعب غير البسيطة التي أحاطت بواقع ذلك الحدث، ويبقى ذلك الانجاز ثمرة للجهد الدراسي المتواتر والمثابرة والحرص على تحقيق الأهداف الدراسية؛ وهو أيضاً ثمرة للجهد التعليمي الذي قدمته الهيئة التدريسية في جامعة الشارقة الأميركية.
تشييد حاكم الشارقة الصرح العلمي غير الربحي الذي غدا منارة للعلم والمعارف اﻻنسانية، وأكد حضوره ومكانته الأكاديمية في مصاف الصروح العلمية العالمية، يشكل منجزاً حضارياً يرتكز في منظومة أبعاده الفكرية والعلمية على أهداف استراتيجية موجهة لبناء مجمع علمي يوفر وسيلة ميسرة لمواطني الإمارات وأبناء الأمة العربية واﻻسلامية للتحصيل العلمي وتعضيد مقومات اقتصاد المعرفة وبناء مجتمع المعرفة القويم، الذي يمكن بفعله إيجاد قطاع واسع من الشباب المتعلم القادر على قيادة مسيرة التطور الحضاري والنماء الاجتماعي لبلداننا.
بناء جامعة الشارقة الأميركية يدخل ضمن الأهداف استراتيجية الشارقة في تشييد البنى العلمية والتعليمية ذات الجودة العالية، وذلك ما بينه حاكم الشارقة حيث قال إن «حلمنا بإنشاء هذا الصرح العلمي يتجه الآن إلى آفاق أرحب ليسطر مرحلة جديدة من مراحل تطور الجامعة، ونأمل بالمحافظة على ما تميزنا به من استقطاب المتفوقين والمبدعين من الطلبة ومن تعزيز السمعة الأكاديمية العالمية لأعضاء هيئة التدريس، ونحن أيضاً ماضون بدعم وتطوير وتحديث هذه الجامعة ورفدها بالمزيد من المنشآت وتوفير أحدث المعدات لمختبراتها ومبانيها». وقال على سبيل المثال «لم نكتفِ بأن تكون كلية الهندسة في هذه الجامعة هي الأكبر على مستوى المنطقة من حيث عدد الطلبة وتكامل البرامج الدراسية المطروحة والتي تغطي معظم التخصصات بدرجتي البكالوريوس والماجستير، بل فكرنا بالمزيد، وها نحن الآن في مراحل تصميم إضافة مبنى جديد للكلية مما يضيف لها أحدث المختبرات الهادفة لتطوير مهارات الطلبة، وليصل بالعدد الإجمالي لهذه المختبرات فيها إلى أكثر من 100 مختبر في مختلف التخصصات».
إن ذلك التوجه يتسق ومبادئ المشروع الدولي الذي جرى التأكيد عليه في وثيقة مؤتمر القمة العالمية للتنمية المستدامة «ريو+20» حيث يؤكد المبدأ (235) على أن الدول تشدّد على «أهمية دعم المؤسسات التعليمية، ولا سيما المؤسسات التعليمية العليا في البلدان النامية، كي تضطلع بإجراء البحوث والتوصل إلى ابتكارات من أجل التنمية المستدامة، بما في ذلك في مجال التعليم، ﺑهدف وضع برامج جيدة ومبتكرة تشمل التدريب على مهارات مباشرة الأعمال الحرة والأعمال التجارية، والتدريب المهني والتقني والحرفي، والتعلم مدى الحياة، وتكون موجهة نحو سد الفجوة في المهارات المطلوبة من أجل المضي قدماً على طريق بلوغ الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة».
ويتوجب القول أن استراتيجية العمل الذي اتبعته جامعة الشارقة الأميركية للارتقاء بالمناهج العلمية والتعليمية، ساهم في حصولها على التقدير العالمي وصارت من الجامعات القلائل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي وصلت إلى هذا التصنيف، فقد ارتقت في العام 2013 إلى فئة أفضل 440 جامعة في العالم، مقارنةً بفئة أفضل 500 جامعة كانت تحتلها في العام الماضي، وذلك بحسب واحد من أفضل التصنيفات المعتمدة للجامعات في العالم.
الجامعة نجحت في تميزها كونها جامعة مرموقة على المستوى العالمي، تزوّد طلبتها بأجدى طرق التفكير اللازمة في هذا العصر، وتقدم تعليماً يصقل شخصية الطالب ويطلق أفق إبداعه، والجامعة انبثقت في زمن قياسي ونمت بشكل مطرد، من حيث أعداد الطلبة والأساتذة من الباحثين المتميزين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والمباني والمختبرات، وتتكون تركيبة مجتمعها الطلابي من 92 جنسية جاءوا من مختلف دول العالم.
ما يميز الجامعة أنها مؤسسة غير ربحية، فهي تسعى لتوفير فرص الدراسة لمختلف الطلبة من مختلف الإمكانات المالية من خلال اتباع نظام خفض الرسوم الدراسية على ذوي الدخل المحدود بدعم راعي هذا المشروع الحضاري، وتوفر الجامعة بذلك مساعدات مالية للطلبة الذين لا يستطيعون تحمل أعباء تكاليف الدراسة المرتفعة، وساهم ذلك في جعلها من أهم المؤسسات الرائدة للتعليم العالي في المنطقة، ونجحت في تلبية احتياجات دولة الإمارات والمنطقة من الأجيال المؤهلة علمياً وعملياً للإسهام في مسيرة التنمية المستدامة للمجتمع.
الشكر لراعي هذا المشروع الحضاري الذي أشعل بفعله قناديل العلم والمعرفة وأضاء دروب الحضارة الانسانية.

إقرأ أيضا لـ "شبر إبراهيم الوداعي"

العدد 4297 - الخميس 12 يونيو 2014م الموافق 14 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 7:27 ص

      شكرآ شكرآ

    • زائر 5 | 2:51 ص

      توضيح للقارئ

      القارئ الكريم شكرا على الاهتمام ونود التوضيح أننا استفدنا من النظام المتبع في الجامعة بشان خفظ الرسوم الدراسية وابنتي لم تحصل على منحة من أحد.
      نحن نتحدث في مقالنا عن نظام خصم الرسوم الدراسية يجري اتباعه في الجامعة وهو غير موجود في الجامعات الاخر ويبدو القارئ الكريم ليس على اضطلاع على هذا النظام وعلى ابنك أن يتوجه الى قسم المعاونات المالية ويأخذ استمارة المعونة الطلابية ويقدم الوثائق المطلوبة الآن للتتمكن اللجنة المختصة دراسة حالته وتحديد نسبة خصم الرسوم الدراسية.
      مع صادق تقدير .. الكاتب.

    • زائر 4 | 4:03 م

      جامعة ربحية

      جامعة متقدمة ومتطورة وكذلك الحال للجامعات الاخرى في الشارقة والإمارات مستوى علمي عال وإمكانيات هائلة ومتطورة ولكن غير صحيح يادكتور ان الجامعة التي تحدثت عنها غير ربحية نحن لنا أبناء هناك ونفخر بمستوى الدراسة لكن الرسوم مرتفعة جداً ونشعر بها حيث لم يمنح أبنائنا المتفوقين نتيجة تفوقهم واضطررنا لإ رسالهم على حسابنا غير صحيح يادكتور ان الجامعة غير ربحية .

    • زائر 3 | 4:02 م

      جامعة ممتازة لكنها ربحية و ربحية

      كيف تقول يادكتور ان الجامعة غير ربحية ربما ابنتك وفقها الله تدفع رسوم دراستها جهة اخرى وانت لم تشعر بحرارة الرسوم كما نحن نحس بها كنت أتابع مقالاتك وكلمة غير ربحية اثرت في يادكتور. ..

    • زائر 1 | 3:56 م

      جامعة ربحية

      جامعة متقدمة ومتطورة وكذلك الحال للجامعات الاخرى في الشارقة والإمارات مستوى علمي عال وإمكانيات هائلة ومتطورة ولكن غير صحيح يادكتور ان الجامعة التي تحدثت عنها غير ربحية نحن لنا أبناء هناك ونفخر بمستوى الدراسة لكن الرسوم مرتفعة جداً ونشعر بها حيث لم يمنح أبنائنا المتفوقين نتيجة تفوقهم واضطررنا لإ رسالهم على حسابنا غير صحيح يادكتور ان الجامعة غير ربحية .

اقرأ ايضاً