العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ

قاسم: غلق الجمعيات السياسية وهدم المساجد وسجن العلماء سياسة اضطهاد وتصفية

رأى أن الموقف العربي تجاه غزة يزداد تخاذلاً

الشيخ عيسى قاسم
الشيخ عيسى قاسم

اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، الشيخ عيسى قاسم، أن التوجه الرسمي لغلق الجمعيات السياسية و«زج» العلماء في السجون، وإغلاق المجلس العلمائي، هي سياسة «اضطهاد وتصفية»، وأنها تأتي في إطار «تجفيف كل المنابع الصافية التي تسمح بحركة فكرية قويمة بنّاءة».

وفي خطبته يوم أمس الجمعة (25 يوليو/ تموز 2014)، تحدث قاسم عما وصفه بـ «تجفيف المنابع»، مبيناً أن «للفكر منابع بقائها مفتوحةً والتعامل معها قائماً، ويُستقى منها بالتصاعد في الحركة الفكرية، واتساعها واشتدادها وتعمّقها في المجتمعات. وهذا من شأنه أن يرشد حركة الحياة عند الناس وينشطها ويدفع بها إلى مستويات متقدمة، ويوقظ روح الإبداع والإضافة النافعة في المسارات المختلفة التي تشهد حركةً وتقدماً في الفكر نفسه».

وأوضح أن «كل تقدّم فكري إيجابي صالحٍ له نتاجاته الثرّة النافعة، مما يضيف خيراً إلى خير المجتمع الإنساني وقوةً إلى قوته، وصلاحاً فوق ما له من صلاح»، معتبراً أن «تجفيف منابع الفكر أو الحيلولة بين الناس وبينها، وقطع تواصلهم بها، أو تعطيلها، يجمّد الحركة الفكرية في أوساطهم والنشاط الفكري ويشلّهما».

وأضاف «لا عليك حتى تتخلّف بحياة مجتمعٍ أو جماعة من الناس، وتتراجع بها مسافات في مستواها، وتصيبها بالضعف والوهن والضمور، وتخضّعها لإرادتك إذا كنت من أهل الإرادة الظالمة، إلا أن تقطع التعامل بينهم وبين المنابع الفكرية ذات المردود الجيّد الكريم والعطاء العملي البنّاء».

وقال: «إن الذي يظهر واضحاً من السياسة القائمة في البحرين، أنّها تبنت بصورة جدّية وممنهجة هذا التوجه الهدّام في استهدافٍ للشعب أو مكوّن رئيس خاص من أبنائه».

ولفت إلى أن «الاستهداف يتناول كل منابع النهوض والقوة، ومنها منابع الفكر الديني والسياسي الإيجابي الرشيد، فكل المنابع من هذا النوع في إطار هذا المكوّن على الأقل مستهدف؛ لشلّ الحركة المعطاءة النافعة في حياة هذه الجماعة والقضاء على أسباب تقدّمها، لتكون تحت السيطرة الكاملة والتصرّف الكيفي المطلق».

وبيّن أن «هذه السياسة صارت آخذة في تسارع الخطى التنفيذية في هذا الاتجاه، تعجّلاً في تحقيق النتائج المدمرة المطلوب لها تحقيقها».

وأردف أن «الاتجاه لهذه السياسة الجهنمية التصفوية المدمرة ألا يشعّ نور دين، ولا تنطلق كلمة معرفة دينية صادقة، ولا يكون وعيٌ ديني لهذه الجماعة، ولا يسلم لها مذهب ودين، وأن تعيش عزلة تامة عن فكرها المذهبي وتُحرم فهم مذهبها وتُطمس معالمه ويُصاب بالتحريف والتشويه ويخسر هويته ويُعاد إخراجه ممسوخاً موافقاً لهوى السياسة الدنيوية المنحرفة صالحاً لتسخيره لخدمتها».

وأوضح أن «من الخطى التنفيذية لهذه السياسة الجائرة ما حصل ويحصل من زجّ علماء الدين الأحرار في السجون، قبراً لكلمتهم الواعية المخلصة، وتغييباً لهداهم الرسالي المشعّ، وتهجير البعض منهم، والمحاكمة لآخرين من أصحاب الدور التربوي الرشيد، والتهديد لقسمٍ آخر».

وتابع «ومن هذه الخطى المتتابعة المرسومة لسياسة الاضطهاد والتصفية على أكثر من مستوى، غلق جمعية العمل الإسلامي وهي جمعية سياسية مرخصة، وما تلا ذلك من غلق المجلس الإسلامي العلمائي، وهو أكبر مؤسسة إسلامية رسالية في البحرين».

وأضاف «ويأتي في السياق نفسه ما بدأته السياسة من التحضير لغلق جمعية الوفاق السياسية الإسلامية».

وقال قاسم: «وعلى خط الاضطهاد والتصفية نفسه، ما كان من هدم المساجد والتخريب لعددٍ من الحسينيات، والمنع المستمر لحدّ الآن من إقامة الصلاة في عددٍ من بيوت الله المهدمة ظلماً وعدواناً وجرأةً على الله العزيز القهار».

ورأى أن «كل هذه الحوادث التي شهدتها البحرين في فترة قصيرة وفي صورةٍ متسارعة والتي لا يُدرى إلى أين تصل في مداها، تكشف عن مخططٍ لتجفيف كل المنابع الصافية التي تسمح بحركة فكرية قويمة بنّاءة... أو حتى بالمحافظة على أدنى مستوى لفهم ديني ومذهبي صحيح، وأقل درجة من الارتباط بهما، والإبقاء ولو على درجة مقبولة من الفهم والحس السياسي والحقوقي الذي يُمكن أن يقف وراء المطالبة بالحقوق والموقع السياسي اللائق»، متسائلاً: «أليس هذا اضطهاداً؟ أليس هذا استئصالاً؟ أليس هذا مصادرة للوجود؟».

وفي جانب آخر من خطبته، تحدث قاسم حول يوم القدس العالمي، مشيراً إلى أنه «هو يوم فلسطين التي نسيتها الأكثرية من الحكومات العربية، أو باعتها رخيصة لحساب تبعيتها لخارج الأمة وتنّكراً لها، وهو يوم الشعب الفلسطيني الذي خذلته هذه الحكومات وتاجرت بقضيته استشفاعاً عند أعداء الأمة والإسلام لدعم بقائها، وهو يوم الأمة ودينها اللذين لا تقيم هذه الحكومات وزناً لهما».

وقال: «مع إهمال القضية الفلسطينية والتآمر أحياناً عليها، كيف لا يُهمل يوم القدس ولا يُحارب؟ وكيف لا تُقمع المسيرات التي تحاول أن تبقي له صدىً في الأمة؟

إحياء يوم القدس العالمي فيه إحياءٌ للقضية الفلسطينية، ولقيمة القدس والمسجد الأقصى في فكر الأمة وضميرها، ووعيها وشعورها وواقعها. وكل ذلك لا يتلاءم وإهمال القضية والتآمر عليها والتخلّص من شبحها، وهو الشيء الذي تسعى له الحكومات المتخاذلة المتآمرة... ومن هنا لابد أن يُمنع إحياء يوم القدس، ولابد أن يُواجه بالقوة وإن استلزم الأمر استعمال لغة النار والحديد».

وأضاف «إنما أنتج يوم القدس العالمي هو همٌ إسلامي كبير، وحسٌ رساليٌ وقّاد، ووعيٌ إيماني، ورؤيةٌ موضوعية ثاقبة، وإصرارٌ على وحدة الأمة، وحرصٌ على عزّتها وحريّتها، واستعلاءٌ على الآفاق الطائفية الضيّقة، وإلمامٌ بخطورة الوجود الصهيوني في المنطقة، ويأسٌ من جدّية من الموقف الرسمي من أنظمة الحكم في الأمة من القضية المركزية في الصراع الوجودي القائم بينها وبين أعدائها الحضاريين».

وذكر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، أن «قضية القدس، قضية المسجد الأقصى، قضية فلسطين، قضية الأمة، قضية قرآنها، قضية رسولها، قضية حريتها، قضية وجودها كلّه، وإذا كان يوم القدس نتاج هذا كلّه وكل ذلك لا تعيره كثير من حكومات الأمة أي درجةٍ من الاهتمام، بل ترى فيه منافاة لوجودها فكيف سيكون موقفها من إحياء يوم القدس الذي يستدعي معه كل هذه القضايا ويثير الاهتمام بها؟».

وبيّن أن «يوم القدس في عامه هذا يتميّز عن أعوامه السابقة، بما تتعرض له غزة اليوم بشيوخها وأطفالها ورجالها ونسائها وبنيتها التحتية ورطبها ويابسها، من حملات صهيونية تصفوية استئصالية، لا تستثني إنساناً ولا ثروة ولا مقدساً ولا حرمةً من استهدافها بالتدمير والاجتثاث بترسانة أسلحتها المتطور جوّاً وبرّاً وبحراً».

ورأى أن «الموقف العربي يزداد تخاذلاً على تخاذله، وفضائح على فضائحه، وتقهقراً على ما هو عليه من التقهقر، وتآمراً على ما هو عليه من التآمر».

العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 12:44 م

      البحريني

      وحرق البلد وإغلاق الطرق وقتل رجال الامن والتجمهر الغير مصرح والاضرار بمصالح العباد ووضع السلاسل والمتفجرات وسلب إرادة الشعب وسرقة صوت الشعب والانقلاب على الشرعية وووو شنو يعني ؟

    • زائر 24 | 10:53 ص

      الله لا يسامح من ظلمنا

      حسبنا الله على من قتل و اعتقل و عذب المعتقلين و هتك البيوت و هدم المساجد و قطع الارزاق و قام بالتمييز و التجنيس و بث الكراهية بين الناس و استخدم الطائفية وووو شنقول و شنخلي و لكن وعد الله حق " و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون" ما لنا غير الصبر و الثبات

    • زائر 23 | 10:05 ص

      بالقانون

      اذا في تجاوز للقانون فبالقانون يرجع الحق وبهذا يحترم الاخر فلا يجوز الدفاع عن مخالف والا اصبحنا ( ..... )

    • زائر 21 | 9:26 ص

      كله عبوو وربوو

      بسكم عاد من التحريض اعذبالله ما تملون ايش هل حقد هذا على حكومة البحرين وشعبها عمركم ما قلتو كلمة طيبه عن البحرين كله ذم وتجريح في الاعلام ضد البحرين بدئنا نشك انكم لستم من اهل البحرين بل اعداء لها

    • زائر 20 | 8:38 ص

      نشكر الشيخ على الطرح

      نشكر الشيخ على الطرح،، ولكن ملاحظتي على الخطبة وكأنها عرض لمقال صحفي بوصف الأحداث فقط... بمعنى أنه لا يوجد رأي مباشر للشيخ بالمطالبة أو الرفض، إنما وصف للواقع الحاصل فقط، وهذا ما يقوم به الصحفي، وما يتحدث به الناس عند مشهاهدتهم لحادثة او مباراة،، مجرد وصف للأحداث!!! ومن خلال متابعتي لخطب الشيخ فحتى وإن أضاف رأيه فعادة ما يكون على استحياء...

    • زائر 19 | 7:53 ص

      اتحاربون شرع الله

      لا حول ولا قوة الا بالله ، كل هذة الانتهاكات والتعدي على شرع الله تحصل في البحرين

    • زائر 16 | 6:59 ص

      سياسية الاعتداء على المعارضين وعلى مقدسات المعارضين سياسة قديمة كان .....ينتهجها

      من زمان ومن القدم كان المعارض مستهدف هو وعرضه ومقدساته

    • زائر 14 | 5:59 ص

      الله

      الله يحفضك ياشيخنا اقول لشعبى لاتملل من الصبر فالنصر قادم باذن الله

    • زائر 11 | 4:29 ص

      لن يدوووم هذا الظلم

      الظلم والإضطهاد وما نتعرض له ........................ لن يدووم، وأن ما يقومون بفعله من تنكيل وهتك للأعراض وهدم المساجد إنما لكشف الغطاء عن وجوههم أمام العالم. و.................

    • زائر 7 | 2:17 ص

      انتظر يوم تدور الدوائر

      لست انتقاميا ولا عدوانيا لكن في أي تغيير يحصل لن اوافق على شيء تم رفضه وهذا عهدا علي وسااصر على تقديم الكثير للمحاكم من أمر بقتل المتظاهرين اوتعذيب الموقوفين أوامر ونفد هدم المساجد والقائمة تطول ورب العرش الكريم لن يسمح لهكذا متجاوزين بالافلات دينويا من العقاب

    • زائر 3 | 10:07 م

      كلامك صحيح يا شيخنا الجليل

      نؤمن باله عز وجل وعاقبت هادم المساجد كبيرة و الظلم لن يدوم طويلا" وان وصل للاجيال القادمة

    • زائر 2 | 9:48 م

      يوم القدس

      قريب نتمنى ان نرى الحب الصادق وليس مجرد مسيرات وشربت

اقرأ ايضاً