العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ

يوم المرحاض العالمي في البحرين

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

على بعد 600 كيلو متر من مدينة حيدر أباد الهندية تقع قرية تشاوتابالي، وترأس مجلس هذه القرية امرأة، اسمها سانديا راني، وفي مقابلة صحافية كانت الشكوى الأولى لها من فقدان وقت العمل الثمين بسبب سوء الصرف الصحي، فمكتب الرئيسة لا يوجد فيه لا مياه جارية ولا مرافق صرف صحي.

وتوضح سانديا راني غاضبة في لقاء مع وكالة إنتر بريس سيرفس: «كل مرة أريد استخدام المرحاض، أضطر إلى الاندفاع إلى منزلي... كيف يمكن العمل في مثل هذه الظروف؟».

مع ذلك، تعتبر سانديا راني أكثر حظاً من زميلاتها، وهن تسع نساء في المجلس القروي المكون من 10 أعضاء... فهي الوحيدة التي لديها مرحاض في المنزل، وهذا يوفر عليها خجل قضاء الحاجة في العراء أو بين الأشجار

ويعتبر عدم وجود المراحيض مشكلة شائعة في مختلف أنحاء الهند، وهي دولة تأوي 1.2 مليار نسمة 60 في المئة منهم من دون مراحيض.

ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن منظمة الصحة العالمية، تتصدر الهند أيضاً قائمة البلدان التي لديها أكبر عدد من الأهالي (58 في المئة من السكان بما في ذلك النساء والفتيات) الذين يضطرون لقضاء الحاجة في العراء.

عندما قرأت هذا التقرير الذي نشرته «الوسط» في عددها أمس صدمت من هذا الوضع فقد سمعنا وقرأنا عن كثير من الأمم التي لا تستطيع أن تأكل، ولكن قلَّما نسمع عن أمم لا تستطيع أن تصرف فضلات ما تأكل، والهند ليس بلداً متخلفاً، وعلى رغم أنه لم يستطع توفير المراحيض لأبنائه إلا أنه بلد نووي، وصناعي، ولعل أفضل وأشهر أنواع المراحيض تصنع في الهند.

هذا التقرير لم يزد قناعتي فقط بضرورة إعلان منظمة المرحاض العالمية يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام يوماً للمرحاض العالمي، بل جعلني أغض الطرف عن ما تعانيه الهند ويعانيه أكثر من مليارين ونصف من البشر يعيشون بدون مراحيض، وألتفت إلى أننا في البحرين لسنا أفضل حالاً من أولئك البشر بكثير، فعلى رغم أن منازلنا تحتوي عدة مراحيض، إلا أن محطة توبلي للصرف الصحي كانت غير قادرة على معالجة كل ما تحوّله هذه المراحيض المتوافرة بكثرة في منازلنا، فقد أكدت وزارة البلديات في تصريح سابق أن استيعاب محطة توبلي - وهي الوحيدة حينها في البحرين - هو 200 ألف متر مكعب من الفضلات يومياً فقط، بينما تستقبل المحطة يومياً 280 ألف متر مكعب، وهذه الإحصائية قبل نحو أربع سنوات والله أعلم أين وصلت الأمور الآن.

الآن وبعد تفاقم المشكلة صار للفضلات نصيب من المارشال الخليجي، بعد الإعلان عن مناقصة لتطوير محطة توبلي، كما أنه تم الانتهاء من محطة المحرق أيضاً، ونتمنى أن تواكب مشروعات الصرف الصحي الزيادة السكانية غير الطبيعية في البحرين، قبل أن ترتدّ الفضلات إلى منازلنا وتصبح المراحيض الكثيرة لدينا، قنوات ليس لصرف الفضلات بل لفيضانها، فحينها سيكون حالنا أسوأ من رئيسة مجلس قرية تشاوتابالي.

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 4345 - الأربعاء 30 يوليو 2014م الموافق 03 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 4:17 ص

      ضحكتني

      الصراحة ضحكتني من قلب
      ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

    • زائر 9 | 2:41 ص

      ...

      لدينا مراحيض طائفية منتشرة وهذه يراد لها محطة وطنية لمعالجة مخلفاتها السامة ضمن خطة طويلة الأمد تنتهي بإزالة هذه المراحيض
      شكرا على مقالك الرائع

    • زائر 8 | 2:06 ص

      أبدعت يا أستاذ

      ههههههههههههههه
      والله أبدعت يا أستاذ عقيل،،،
      ما نراه إنما غيض والقادم فيض.
      وترقبوا ....
      أبو عادل

    • زائر 7 | 2:04 ص

      لاعت جبدي بس من العنوان

      هذي ديرة نفطية ابتلشنا بالغجر الي متحكمين في هالديرة ..
      وين الواحد تتعدل نفسيته وهو يجوفالاوضاع متردية في الحضيض اخاف نرجع مئة سنهورا مرة وحدة من هالسياسات الفاشلة في هالبلد

    • زائر 6 | 1:45 ص

      باختصار

      كأس صغير مليء بما تحمله جرة كبيرة
      هذا هو حال البحرين

    • زائر 4 | 12:16 ص

      خذها مني ابو فراس

      مشكلة الهند سلولكيات المواطني تميل للوساخة وعدم الاهتمام بنظافة الاكل أو المكان مثال حي وواضح في البحرين
      بمجرد تنشأ حمام عام في البحرين يعتريه الاهمال والتوسيخ من هذه الفئة بالذات
      لا يميلون للنظافة ابدا ولا اعرف السب هل هو غاندي !
      طالما البقر تقضي حاجاتها في ارقى شوارع الهند فلا تفكير في النظافة امباع امباع امباع

    • زائر 3 | 11:37 م

      صباح الخير وعندي ملاحظة إلى المسئولين في وزارة الثقافة عن هذا الموضوع

      هذا الخبر أكيد وأيضاً مُعظم الاسيويين هنا في البحرين ولأنهم مُتعودون وهذا ما أكده الخبر، نراهم ومع الأسف الشديد يقضون حاجتهم في مُعظم الدواعيس وفي كل مناطق الأسواق وبالذات دواعيس أسواق المنامة ومع شديد الأسف ولأكثر من مرة رايتُ هذا المنظرعندما يظهر السواح من باب البحرين الجميل والذي صرف عليه الكثير لتجميله يتفاجأ السائح بتلك الدواعيس التي تحتوي على الروائح المقززة - وبالإضافة إلى ما يُقذف من بلغم وبشكل يومي وأمام الجميع فلماذا لا تأخذ وزارة الثقافة اجرائات بايقاف تلك العادات السيئة؟

    • زائر 2 | 11:06 م

      سأل المعاودة عن 16 مليار إختفت

      وسؤاله في خطبة المسجد ولم يحرك الموضوع في البرلمان المعوق أساسا وهو وغيره من زاد في تعويقه ونزع صلاحياته المهم 16 مليار من سرقها مو هال16 مليار بدل سرقتها تنفق في مصلحة العباد والبلاد ويش رأيك يلوافي.

    • زائر 1 | 10:49 م

      مشاكل التجنيس كثيرة.. لا تعد ولا تحصى.. الله يستر من الأيام القادمة

      نتمنى أن تواكب مشروعات الصرف الصحي الزيادة السكانية غير الطبيعية في البحرين، قبل أن ترتدّ الفضلات إلى منازلنا وتصبح المراحيض الكثيرة لدينا، قنوات ليس لصرف الفضلات بل لفيضانها ...

اقرأ ايضاً