العدد 4351 - الثلثاء 05 أغسطس 2014م الموافق 09 شوال 1435هـ

رسائل لم تنشر

جعفر الشايب comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

نحن مجموعة من نساء هذا الوطن (السعودية)، ما زلنا نعاني من صعوبة ومشكلات في ممارسة حقوقنا، وخصوصاً تلك المتعلقة بالعمل والتنقل، ومراجعة الإدارات الرسمية، فعلى الرغم من أن بيننا أكاديميات بارزات وطبيبات وتربويات، إلا أننا لا نزال نعامل بصورة منقوصة، ولا يزال الرجل في مجتمعنا لا يعترف بحقوقنا التي وهبها الله لنا.

نتطلع إلى أن نعطى المجال للمشاركة في بناء وطننا، وأن نشارك بفعالية دون وضع قيود تحول بيننا وبين ذلك، كما هو حال المرأة في الدول الشقيقة المجاورة لنا، التي فيها نفس العادات والتقاليد.

نحن مجموعة من أبنائكم الطلبة والطالبات في مراحل التعليم المختلفة، نشكو من ثقل المناهج التعليمية وكثرة الحشو فيها، وكذلك أساليب التعليم التي تعتمد على الحفظ والتلقين، دون أن يكون هناك مجال للتفكير والإبداع، كما هو موجود في مدارس المجتمعات الأخرى. وإن كثيراً من المعلمين لا يقومون بواجبهم كاملاً، بل إن بعضهم يغرس في أذهاننا أفكاراً متطرفة، ولا يقبل أن نناقشه فيها أو نرد عليه، ونتطلع إلى أن تكون المناهج والبيئة التعليمية محفزة وداعمة للإبداع والتفكير الحر، وتنمي فينا روح الاستقلالية والجدية والبحث العلمي.

نحن مجموعةٌ من كتّاب الرأي، نشعر بأننا لا نتمكن من التعبير عن آرائنا وأفكارنا بحرية، وأن الرقيب يصادر منا هذا الحق تحت حجج واهية، مما يضطر كثيراً منا إلى الكتابة والمشاركة في وسائل إعلام في الخارج، كي يتمكنوا من التعبير عن آرائهم. إننا نتطلع إلى أن تتاح أمامنا حرية التعبير حتى نساهم في إبداء آرائنا ووجهات نظرنا حول قضايا مجتمعنا، ونعمل سوياً على معالجة أية نواقص نراها والتنبيه لها.

نحن مجموعة من المحامين الذين يجتهدون في الدفاع عن أشخاص متهمين وموقوفين في قضايا مختلفة، نواجه مصاعب جمة في عملنا حيث تتأخر معاملات موكلينا كثيراً، مما يؤدي إلى بقائهم في التوقيف لفترات طويلة، كما أنه لا تقبل منا أحياناً المرافعات بطريقة نظامية وعادلة، مما يعني إضعاف دورنا القانوني في الدفاع عن موكلينا، ونتطلع إلى أن نمارس دورنا بصلاحية كاملة حسب الأنظمة، حتى يتحقق الغرض من وجودنا للدفاع عن موكلينا.

نحن مجموعة من المراقبين الماليين في إدارات مختلفة، نعمل جادين على القيام بمسئوليتنا في مراقبة الإجراءات بغرض حماية المال العام وصيانته، لكننا نواجه دائماً تحفظات من بعض الجهات لتقديم معلومات معينة تخص أطرافاً محددة يبدو أن فيها تجاوزات، لكننا لا نتمكن من التحقيق فيها لأسباب مختلفة. إننا نتطلع إلى أن تكون لدينا الصلاحية الكاملة للتدقيق والرقابة على كل الأشخاص، وإلزام جميع المسئولين بالكشف عن ذممهم المالية.

نحن مجموعة من أعضاء مجلس الشورى، نسعى لأن نكون قادرين على القيام بمسئولياتنا التي يحددها النظام من تشريع القوانين والأنظمة ومساءلة الأجهزة التنفيذية، لكننا نواجه دائماً بتلكؤ من عديد من هذه الأجهزة في التجاوب معنا، ونجد أنفسنا محرجين أمام المواطنين، ونتطلع إلى أن يكون مجلسنا مجلساً وطنياً منتخباً، وأن يفوض بصلاحيات مثل المجالس النيابية الأخرى، ومساءلة أية جهة تنفيذية، وأن يكون قادراً على إقرار القوانين التي تصب في مصلحة المواطن أولاً.

وأخيراً، نحن مجموعة من المسئولين في إدارات مختلفة، نقول لكم كفوا عن هذا الكلام الذي لا ينفع، فمثل هذا الكلام يستفيد منه الأعداء الذين يحسدوننا على ما نحن فيه، ويعملون على شق الصف ووحدة الوطن، ويهدفون إلى إثارة الفتنة. انظروا حولكم وسترون المجاعات والحروب كالصومال ورواندا وبورما، واحمدوا ربكم أنكم تعيشون في خير ورفاه، وتعلمون أن كثرة الكلام تجلب العداوة والبغضاء، وأن السكوت من ذهب، ولا تنسوا أننا نسهر الليالي بحثاً عن مصالحنا – عفواً مصالحكم - فكلوا واشربوا وناموا ولا تستيقظوا.

إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"

العدد 4351 - الثلثاء 05 أغسطس 2014م الموافق 09 شوال 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً