العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ

القطان يُحذِّرُ الشباب من فتاوى تُكفِّرُ المسلمين وأخرى شاذّةٌ لا يتبنّاها علماء الأمة

أكد أن التحليل والتحريم حق لله وحده...

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

حذّر إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، الشباب من فتاوى لا مصدر لها، أو فتاوى تكفر المسلمين، وتبيح سفك دمائهم وذبحهم، أو من فتاوى شاذة لا يتبنَّاها علماء الأمة، ولا تجتمع عليها كلمتُهم، خاصة في المسائل العامة والحوادث والنوازل التي تنزل بالأمة الإسلامية اليوم.

وأكد القطان أنه «ليس كل من لبس بشتاً أو عباءة أو كوّر عمامة، هو شيخ الإسلام والأنام».

القطان الذي تحدث في خطبته يوم أمس الجمعة (29 أغسطس/ آب 2014) عن «خطورة الفتيا والقول على الله بلا علم»، شدد على أن «شأن التحليل والتحريم حق لله وحده، فالحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله، ولقد أنكر سبحانه على أقوام جعلوا مصدر التحليل والتحريم من قبل أهوائهم».

وقال: «إن من أكبر الجنايات أن يتصدر المرء للخوض في دين الله تحريماً وتحليلاً، من غير علم ولا بصيرة، وهذا مع كونه جناية عظمى، ففيه سوء أدب مع الله تبارك وتعالى، حيث يتقدم بين يديه فيقول في دينه وشريعته ما لا يعلم، وتلك والله أمارة ضعف الإيمان وقلة الديانة، بل ونقص العقل والمروءة».

وأفاد بأن السلف الصالح رسموا المسلك الوضاء في هذه القضية، ديانةً وتثبتاً وورعاً، فهذا أعلم الأمة وسيدها وإمامها (ص)، يسأل عما لم ينزل عليه فيه وحي، فينتظر حتى ينزل عليه الوحي، وآيات يسألونك في الكتاب العزيز غير قليلة، وهكذا كان الأجلاء من صحابة رسول الله (ص).

وسرد القطان مواقف للصحابة والسلف الصالح تؤكد أنهم كانوا يسألون ويأخذون الفتيا من مصادرها الصحيح، متسائلاً: «إذا كان هؤلاء الأئمة الأعلام مع جلالة قدرهم وعظيم مكانتهم، يسلكون مسالك التورع والتثبت فكيف هي الحال الآن؟ وكيف بنا معاشر المسلمين؟».

وذكر أنه «إذا سمعت أحدهم يتكلم، فكأنما يتنزل عليه وحي؛ من جَزْمه وجرأته في قوله، وعدم تورعه في كلامه، ولربما نسب ما يراه إلى الإسلام، ترى أحدهم يجيب في عظيم المسائل مما لو عرض على عمر بن الخطاب لجمع له أهل بدر، وكم يتملكك العجب، وأنت تسمع عبارات التعظيم لذواتهم، والتعالي في نفوسهم! شعارهم: العلماء رجال ونحن رجال. وقاموسهم: رأينا كذا، ترجيحنا، اختيارنا، والذي نراه، ونحن نرى، والراجح عندنا».

واعتبر أنه «ليس كل من لبس عباءة وبشتاً، أو كور عمامةً، أو أطلق لحية أو نال شهادةً، أو أمّ مسجداً أو ألّف مؤلفاً أو كتيباً، أو عمل مدرساً، أو أبلغ في موعظة؛ يُعد شيخ الإسلام ومفتي الأنام، يحكم في العقائد والرقاب والأموال والأعراض، يبدع ويفسق بل ويكفر الناس لأقل شبهة، ويستحل الدماء ويثير الشبهات بإطلاق الفتاوى الشاذة والغريبة، وكأن الأمر شربة ماء! أما علم هؤلاء أن الجرأة على الفتوى جرأة على النار، وأن التجاسر عليها اقتحام وطريق لدخول جهنم، عياذاً بالله عياذاً، بل لقد وصل الحال ببعض العامة إلى أن يفتي بعضهم بعضاً».

ورأى أن «الحديث في علوم الشريعة أصبح بضاعة كل متعالم مأفون، وتكلم كثير من الرويبضة في العلم الشرعي، واستطالوا على منازل العلماء ومقامات العظماء والفقهاء، وعمد بعضهم إلى أمور من الثوابت والمبادئ، وجعلوها عرضة للتغيير والتبديل، بحجة التنوير والتطوير، ووجد من يتجرأ على الفتوى بأمور جاء تحريمها، مما علم من الدين بالضرورة، وكثر التحايل على أمور الشريعة، فاستحلت كثير من المحرمات بأدنى الحيل».

وأضاف أن «بعض مثقفي العصر طالبوا ممن تأثروا بالثقافة الغربية، بالترخص بل بالتفلت من الأحكام الشرعية، فطالب بعضهم بإعادة النظر في حرمة الربا أو بعض صوره، وآخرون بالتعجل المذموم والتجاسر المحموم على حجاب المرأة المسلمة وقضاياها،أو الجرأة على أحكام الأسرة المسلمة تحليلاً وتحريماً، وهكذا في سيل من التلاعب المرذول بأمور الشريعة».

وتابع «تجرأ بعض حملة الأقلام، بل وبعض وسائل الإعلام وقنواته؛ المسموعة والمقروءة والمرئية، إلى إثارة قضايا كلية من الدين، باحثين عن الإثارة، زاعمين استقطاب القراء والمشاهدين، فالويل كل الويل لكل من ارتقى هذا المرتقى الصعب على حساب الدين وتعاليمه، فأضل فئاماً من الأمة ممن سيحملون أوزارهم وأوزاراً مع أوزارهم ولذا فإنه من الواجب أن يقوم بالفتوى الأصلاء دون الدُخلاء، والمتأهلون لا المتطفلون والمتعالمون؛ حفظاً لدين الأمة، وتوحيداً لكلمتها، وضبطاً لمسالكها ومناهجها؛ لتكون مبنية على الكتاب والسنة، بفهم سلف الأمة، وبذلك تسلم الأمة من غوائل المحن وبواعث الفتن، وتوجد العواصم بإذن الله من قواصم الجريمة الشنعاء، ألا وهي القول على الله بغير علم، والله المسئول أن يعصمنا من الزلل، ويحفظنا من الشرور والخطل، وأن يرزقنا نافع العلم وصالح العمل، فهذا هو عظيم الرجاء وكبير الأمل.

وقال القطان: «إذا التمستم وبحثتم عن أسباب هذه القضية، (أعني الفتوى والقول على الله بغير علم، والجرأة على الفتيا) فإن أهمها ضعف الوازع الديني، وقلة الرادع الإيماني، والتقصير في التقوى والإيمان ومخافة الواحد الديان، وعدم المنهج الصحيح في التلقي والتحصيل، إضافة إلى قاصم الظهور داء الشهرة وحب الظهور، واستشراء التعالم المذموم، وغلبة الهوى، وقعود الأكفاء والمؤهلين عن البلاغ والبيان، ولا يدفعنَّ بعض المؤهلين ورع كاذب، وتثبت بارد في تبليغ ما يعلموا من دين الله عز وجل، فلا تنافي بين التثبت مما لا يعلم، وتبليغ ما يعلم».

وأوضخ أن «علاج هذا الداء بتقوية الإيمان والخوف من الله في النفوس، والسير على المنهج الصحيح في التعلم والأخذ من أهل العلم والرد إليهم للعلم والإيضاح، لا سيما في المعضلات التي تحتاج إلى مرجعية علمية موثوقة، وما عم فيه التنازع والاختلاف، فيجب الرجوع إلى أهل العلم الثقات، وإلى الهيئات والمجامع الفقهية، والجهات الشرعية المختصة في الفتيا وسؤالهم عما أشكل على المسلمين».

وذكر أن «من العلاج لهذه الظاهرة الخطيرة: القراءة في سير الأسلاف الصالحين، والتحلي بأدب الخلاف، والتواضع الجم، والورع الصادق، وقبل ذلك وبعده إخلاص النية لله عز وجل، وسؤاله التوفيق والتسديد.

ونبّه إلى أن «القول على الله بلا علم، ضرب من الكذب عليه سبحانه، ومن ذلك الكذب على رسول الله (ص)، وترويج الأحاديث الموضوعة والمكذوبة عليه، ويدخل في ذلك الكذب على علماء الإسلام المعتبرين، وتلفيق الأكاذيب عليهم، أو الأخذ بالشواذ والإغراب في المسائل، أو ما يعمد إليه بعض السفهاء من تتبع رخص الفقهاء، أو التعصب لأحد من العلماء، وادعاء العصمة له، وحكر الحق فيما يراه، أو نحو ذلك مما يصد عن المنهج الصحيح بالتلقي».

العدد 4375 - الجمعة 29 أغسطس 2014م الموافق 04 ذي القعدة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 6:20 ص

      دائما خطباتك معندله

      بارك الله فيكم ياشيخ

    • زائر 9 | 6:06 ص

      الشيخ عدنان

      شيخنا الفاضل نبي منك فتوى تحرم هدم المساجد(بيوت يذكر فيها اسم الله) والهجوم على اعراض المسلمين فجرا............................

    • زائر 6 | 4:51 ص

      بنت المناعي

      ايام الرسول ماكان احد يلبس عمامه .يعني هذي شي دخيل على امه محمد.

    • زائر 7 زائر 6 | 5:58 ص

      بعد ايام الرسول ماكانو النسوان يلبسون جينز هذا شي دخيل على امه محمد

      ايام الرسول ماكانت العروس تلبس فستان ابيض وخربطة هذا تشبهة بالغرب ودخيل على امة محمد

    • زائر 11 زائر 6 | 6:51 ص

      عقب خراب مالطة

      وينكم من قبل هذه الأرواح التي راحت كلها في أعناقكم ستحاسبون عليها

    • زائر 5 | 4:51 ص

      اكيد

      قبل حلو بارد لما يقتلون غيركم اما الحين افتروا عليكم صرتون تعطون محاضرات ونصح

    • المتمردة نعم | 4:51 ص

      المتمردة نعم

      رغم معرفتي بط.... الا انه ما يمنع انك قلت كلام فيه نوع من الصحة ليس كل ذي ... اصبح شيخ الاسلام والانام ومثل ما قلت التحايل من اجل امور الشريعة بحجة التطوير والتنوير هذه حقيقة والرجل لم يخطيء الحين بيقولون حسود وطائفي صفوا النية يا جماعة

    • زائر 2 | 2:07 ص

      7

      ما ينعرف اليكم تشتغلوون على كذا موجه

    • زائر 1 | 10:45 م

      تو الناس توه وينك من زمان

      فتاوي تكفر المسلمين راحت آلاف الأرواح وقطعت الرقاب وانتم تصفقون والان لما التكفيريين دارو على بعضهم وعليكم صار حرام !!!

    • زائر 3 زائر 1 | 3:13 ص

      لا يجوز التكفير

      لايجوز التكفير عند اهل السنه .. فاي شخص يكفر اخر فحسابه عند رب العالمين .. وهالخطب لتعليم الناس وتوعيتهم

اقرأ ايضاً