العدد 4383 - السبت 06 سبتمبر 2014م الموافق 12 ذي القعدة 1435هـ

مجزرة سبايكر».. أقارب صدام بالغدر بدأوها... و "داعش" أكملها

غطت معلومات جديدة عن حقائق مجزرة قاعدة سبايكر في تكريت التي يقترب عدد ضحاياها من ألفين من الجنود العراقيين، والتي كشف عنها السياسي العراقي مشعان الجبوري، على أنباء تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، بل خلقت ضجة كبيرة في عموم العراق دفعت مجلس النواب العراقي لأن يخصص جلسته الأسبوع الماضي للاستماع لإفادات شهود ولأهالي الضحايا ولوزير الدفاع وكبار القادة العسكريين بعدما اقتحم أهالي الضحايا مبنى البرلمان.

المجزرة التي حدثت ظهر يوم 12 يوني/ حزيران الماضي، والتي حاولت الحكومة العراقية المنتهية ولايتها برئاسة نوري المالكي التستر عليها لفداحتها بحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط نشرته اليوم الأحد (7 سبتمبر/ أيلول 2014)، إذ جرى إنكارها في البداية وتكذيب تفاصيلها من قبل نواب وإعلاميين وكتاب ومحللين سياسيين مقربين من المالكي، لكن الصور ولقطات الفيديو التي جرى تسريبها عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أجبرت رئيس الحكومة المنتهية ولايته على أن يصرح عبر التلفزيون بأن «"داعش)" قتلت 157 من طلبة القوة الجوية في قاعدة سبايكر بتكريت»، في وقت نفى فيه كبار القادة العسكريين والناطق باسم القيادة العامة للقوات المسلحة قاسم عطا مقتل طلبة القوة الجوية، مؤكدين أن الطلبة جرى نقلهم إلى قاعدة الإمام علي طليلة بالناصرية.

الصور والمعلومات التي كشف عنها الجبوري أكدت أن عدد الضحايا من الجنود العراقيين قد يتجاوز الألفي ضحية، جرى إعدامهم جماعيا من قبل مسلحين من أبناء تكريت قبل أن تشترك "داعش" في اليوم التالي بالإجهاز على الآخرين.

وقال الجبوري، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ببغداد، أمس السبت، إن «هؤلاء الجنود لم يقتلوا في ساحة معركة أو أنهم استشهدوا وهم يتصدون لعدوان خارجي، هم قتلوا غيلة وغدرا من قبل أشخاص يفترض أنهم من أبناء وطنهم»، مشيرا إلى أن «هذه المجزرة لم ترتكبها "داعش" كما يصور البعض من أجل تضييع دماء الضحايا، بل إن هؤلاء الأشخاص قتلوا على أيدي أشخاص عراقيين، وهم من أقارب صدام حسين، يتقدمهم إبراهيم سبعاوي إبراهيم الحسن، ابن الأخ غير الشقيق لصدام حسين الذي جرى إعدامه بعد 2003، وأبناء عمه، أحدهم يدعى فارس ابن شقيق عبد حمود مرافق الرئيس الأسبق، هو الآخر جرى إعدامه استنادا إلى قرار من المحكمة الجنائية الخاصة، وآخر ابن مزاحم عبد الله الحمود وآخرون».

وحسب الجبوري، فإن «عدد الضحايا لا يقلون عن ألف وخمسمائة، هؤلاء من المؤكد جرى إعدامهم خلال أربع ساعات ظهر يوم 12 يوليو، وهناك أرقام أخرى غير مؤكدة قد تصل إلى ألفين وثلاثمائة، وفي اليوم الأول جرى قتل السنة والشيعة من دون أن يجري سؤال الضحايا عن أسمائهم أو مناطق سكنهم أو دينهم، وهي تكرار مأساوي لجرائم النظام السابق ولمشاهد تصفية المنتفضين من الشيعة عام 1991، وللمقابر الجماعية للأكراد وجرائم الأنفال، حيث كانوا يعدمون المئات من أبناء الجنوب جماعيا»، مضيفا أن «جريمة سبايكر نفذت من قبل الجيل الثاني من عائلة صدام، وهناك 8 أشخاص من عائلة واحدة، أربعة أشقاء مع أربعة من أبناء عمهم، هم أبرز من شاركوا في تنفيذ الجريمة وهم من مدينة تكريت وليسوا من أقرباء صدام حسين، أحدهم كان يقود الضحايا إلى شخص آخر يطلق رصاصة على رأس الضحية ويرميه في نهر دجلة».

ويوضح الجبوري تفاصيل ما حدث، قائلا: «الضحايا هم جنود كانوا في قاعدة سبايكر التي كانت سابقا كلية القوة الجوية، وباعتبارها مكانا محصنا فقد نقلت القيادة العسكرية جنودها إليها بعد احتلال "داعش" للموصل، ولكن كيف خرجوا من القاعدة ليقعوا بأيدي هؤلاء المسلحين الذين قتلوهم، فهناك إفادات متناقضة، ففي حين يقول القادة العسكريون في القاعدة إن الجنود خرجوا من تلقاء أنفسهم وبلا أوامر، فإن بعض الناجين قالوا لي بأن الضباط أبلغوهم التمتع بإجازة لمدة 15 يوما للذهاب إلى عوائلهم، وأنا تأكدت أن بوابة القاعدة فتحت بقرار من قيادتها، ولم تكن "داعش" وصلت إلى تكريت بعد وقتذاك، وخرج الجنود للعودة إلى منازلهم بملابس مدنية، غير عسكرية، ولم يكونوا مسلحين لأنهم لم يخرجوا للقتال، وهكذا أرادوا أن يعبروا للآخرين الذين هم خارج المعسكر، وساروا أفواجا في الطريق العام في انتظار أي وسائط نقل تقلهم لمرآب الحافلات أو لأي مكان قريب من بغداد، فخرجت لهم سيارتان تحملان 10 مسلحين يقودهم نجل سبعاوي، وأقنعوهم بأنهم يريدون مساعدتهم وأنهم ليسوا مع "داعش"، وإنما من عشائر تكريت وطلبوا منهم السير خلفهم لتوفير حافلات تقلهم إلى بغداد، وهذا ما فعله الجنود، خلال ذلك وصل عدد آخر من المسلحين وهم ليسوا من "داعش)"، وأمروهم بأن يضعوا أيديهم فوق رؤوسهم وصعدوا سيارات حمل مكشوفة لينقلوهم إلى القصور الرئاسية، 56 قصرا، في منطقة العوجة (قصور صدام حسين سابقا) في تكريت».

وأضاف: «كان الجنود أخذوا غيلة، إذ سرى التخاذل والخوف بين صفوفهم، ولم يكونوا يتخيلون ولو للحظة أن هؤلاء المسلحين، وهم من أبناء تكريت، سيقتلون ما يقرب من ألفي جندي، وأدخلوا إلى منطقة القصور الرئاسية وبدأت هناك عملية الإعدامات الجماعية بهم فور وصولهم»، منوها إلى أن «مقر فضائية (الشعب) العائدة لي تبعد 100 متر عن الموقع الذي حدثت فيه المجزرة، وكنا نسمع أصوات إطلاق النار، وكنا نتصور أن المسلحين أخذوا هؤلاء الجنود أسرى لاستخدامهم ورقة ضغط على الحكومة ببغداد، وأن ثمة مواجهة مسلحة حدثت هنا أو هناك، ولم نكن نتصور أن هناك عمليات إعدام جماعية تنفذ من قبل عراقيين ضد أبناء بلدهم بعد أن أمنوا بهم ووثقوا بكلمتهم، ولا ذنب لهم سوى أنهم جنود في الجيش العراقي، ومن العار أن نسكت عن مثل هذه الجريمة»، مشيرا إلى أن «هناك من استطاع الهروب منذ البداية أو قبل ساعات من المجزرة أو بعدها بأيام وآوتهم بعض عشائر تكريت وأعادوهم إلى ذويهم».

وقال الجبوري إن «هؤلاء الذين نفذوا الجريمة تسامح المجتمع معهم على جرائم النظام السابق التي تورط فيها آباؤهم وأعمامهم، ونحن في تكريت مجتمع عشائري يؤمن بالثأر والانتقام، ومع ذلك منعنا أي أحد أراد الثأر منهم، بل حميناهم في العوجة، مسقط رأس صدام حسين، لكنهم عادوا وشعروا بالقوة وتصوروا أن الحكومة ببغداد ستسقط وأنهم سيسيطرون على السلطة، ناهيك بأنهم أرادوا الانتقام لصدام حسين وآبائهم الذين أعدموا بعد تغيير النظام السابق».

وحمل الجبوري «قادة وضباط الجيش العراقي مسئولية ما حدث في سبايكر لسماحهم للجنود بالخروج من القاعدة مع أن "داعش" كانت قريبة منهم، والأوضاع الأمنية بعد سقوط الموصل كانت سيئة للغاية، فكيف يسمحون لهذا العدد الكبير من الجنود بالخروج وترك معسكر تابع للجيش العراقي؟!»، مؤكدا أن معلوماته تستند إلى «أشخاص كانوا شهودا على المجزرة داخل منطقة القصور الرئاسية ولم يشاركوا فيها والتقيتهم بعد حدوث الجريمة». وقال إن «"داعش" دخلت تكريت بعد يوم من حدوث المجزرة وأعدمت الشيعة من الجنود وأبقت على السنة منهم، وما يزال هناك عدد كبير من الأسرى لديهم».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 4:22 ص

      من القاتل الحقيقي ؟

      هو من تستر على القضية وحاول أن يكتمها مهما كان القاتل وهم لم يجندوا إلا للقتال والحرب وفيها قاتل ومقتول وما تقول للذين قتلوا السجناء العراقيين هل قتلوهم لأنهم مقاتلين بل مسجونين ليس لهم أي حيلة وفي كلتا الحالتين القاتل هو نوري المالكي حيث قام بعد ذلك بنكثيف الهجمات بالبراميل المتفجرة على أهل الفلوجة وهم نساء وأطفال وشيوخ علاوة على المستشفيات بهدف تحسين صورته أمام الشيعة .

    • زائر 12 | 1:35 م

      الله برحمهم

      الله يرحمهم استشهد 1700 طالب عراقي

    • زائر 11 | 8:28 ص

      أموال الخليج

      السبب أموال الخليج الذي ينفق للدعم الإرهاب ومحاربة الديمقراطية في المنطقة

    • زائر 9 | 5:46 ص

      العراق

      لاتستقر اكثرهم حراميه .....المسئولين وليس الشعب

    • زائر 8 | 4:29 ص

      الغدر

      الغدر والمكر والخديعة والقتل

    • زائر 3 | 2:17 ص

      العراق

      يجب محاسبة رئيس الوزراء العراقي لتقصيره.... وعند القبض على القتله سيخرجون و تعاد الكره من جديد

    • زائر 2 | 2:14 ص

      ابراهيم الدوسري

      الا يكفى قتل صدام يوم عيد المسلمين فالجزاء من جنس العمل

    • زائر 4 زائر 2 | 4:02 ص

      من احب عمل قوم حشر معهم

      كان اعدام المجرم القاتل صدام عيدان لكل المسلمين هذا البشع الذي لم يكن مسلما فنكل بالمسلمين و لم يكن عروبيا فقتل العرب العراقيين و السعوديين و كاد يصل للسعودية لو لا اوقف
      و القوم ابناء القوم و ابناء هولاء السفاحين الساديين كما سلفهم

    • زائر 6 زائر 2 | 4:25 ص

      !

      على اساس ان صدام مسلم ؟ ترى مو كل من نطق الشهادتين مسلم..الي يقتل الناس ويظلمهم ويتكبر ويتجبر هذا المفروض مسلم ؟ انزين حتى فرعون لما جا بيغرق آمن بالله سبحانه هل نجاه رب العالمين ؟ هل غفر له ؟..! عموماً الي عاجبنه صدام..الله يحشره وياه وعليكم بالعافية بهالرمز الدكتاتور المجرم الي في رقبته دماء واشلاء آلاف الضحايا من الابرياء

    • زائر 1 | 2:13 ص

      يامنتقم

      يامنتقم

    • زائر 5 زائر 1 | 4:10 ص

      ابراهيم الدوسري

      شكلك متعاطف مع المقبور صدام من تسبب بقتل الألف من العراقين من السنة والشيعة والأكراد وتبرر قتل اكثر من الألفين من الأنفس كانت سنية او شيعية بسبب إعدام من يستحق الإعدام مع اعتراضك اليوم الذي قتل فية صدام ؟ مع أحب عمل قوم حشر معهم فانظر لما كتبت يداك

اقرأ ايضاً