العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ

لا أتحمل تعاقدات المحترفين... وعضو مجلس إدارة اتهمني بذلك

مدرب الحالة السليمي يتحدث لـ «الوسط الرياضي» بعد سداسية البحرين والعودة الشبابية

من مباراة انهيار البرتقالي أمام الغزال
من مباراة انهيار البرتقالي أمام الغزال

عاش الفريق الحالاوي أوضاعاً صعبة للغاية بعد الخسارة الثقيلة في الجولة الثالثة من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم على يد البحرين بستة أهداف لهدف واحد، ولذلك حصل استنفار فني وإداري كبير في النادي أثمر عن تغيير تلك الصورة في اللقاء الذي تلاه أمام الشباب مساء الأربعاء الماضي، حينما مسح (البرتقالي) صورة اللقاء السابق وظهر بشكل مُغاير ولذلك فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.

«الوسط الرياضي» التقت مع مدرب الحالة التونسي لطفي السليمي لمعرفة كل الأمور عن التحول الكبير في الفريق من مباراة البحرين للشباب، فإليكم اللقاء كاملاً:

هل بالفعل كنتم تحت الضغط قبل مباراة الشباب إثر خسارتكم الثقيلة من البحرين؟

- في الحقيقة بعيداً عن تأثير مباراة البحرين، أود أن أشير إلى أمر هام في نادي الحالة، وهو إن الكل يعيش تحت تأثير شبح الهبوط، فالكل هنا يُفكر فقط في ألا يهبط للدرجة الثانية من دون النظر بشكل جدي للأمام ومزاحمة فرق المقدمة، وهذا الذي يضع النادي كله تحت الضغط وليس تأثير مباراة واحدة فقط، وما حصل من مردود جيد في مباراتي البداية ضد البسيتين والحد على الرغم من حصولنا على نقطة واحدة فقط منهما، إلا أنه جعلنا نتفاءل خيراً بالمباريات المقبلة انطلاقاً من مباراة البحرين، لكن الانهيار المُفاجِئ وغير المتوقع الذي حصل في ذلك اللقاء أربك كل الحِسابات، وهو الأمر الذي جعل الفريق في تحدي أمام الشباب من أجل استعادة التوازن، فكان اللقاء مفترق طُرق، فإما إن نفوز فيه ونخرج من تأثير سداسية البحرين أو نخسر ونستمر في الدوامة، وهذا التحدي جعل الكل يُرجع نفسه ويسأل نفسه الأسئلة الصحيحة وهي لماذا حصل كل ذلك أمام البحرين وكيف ومن المسئول عنه؟، وطبعاً المدرب في مثل هذه الأمور هو أول من يتحمل، وأنا لدي خبرة كبيرة كمدرب ولاعب لسنين طويلة ووقعت تحت ضغوطات كثيرة أكبر من هذه، ولذلك عمدت إلى امتصاص كل الأمور وتحمل الجزء الأكبر من مسئولية خسارة البحرين للتخفيف على اللاعبين وجعلهم يلعبون بأريحية وهذا ما حصل، فهذه الأريحية جعلتهم يقدمون مستوى أفضل ويفوزوا بالمباراة.

ولكن التغييرات الكثيرة التي حصلت على مستوى اللاعبين في مباراة الشباب، هل جاءت عن قناعة فنية أم بسبب ضغوطات تلقيتها وخصوصاً بشأن المحترفين الذين أبعدت 3 منهم عن التشكيلة الأساسية؟

- لا، ليست ضغوطات، فأي مدرب في العالم عندما يخسر في أية مباراة بمثل هذه النتيجة الكبيرة فلابد منه أن يقوم ببعض التغييرات في المباراة التي تليها ولا يبقى بالتشكيلة نفسها التي خسرت، والمحترفين في أول مباراتين ظهروا بصورة جيدة جداً، ولكن في المباراة الثالثة فإنهم يتحملون جزءًا كبيراً مما حصل، وأنا كمدرب لابد أن أعمل تغييرات في خط كان سيئاً كما شاهد الجميع، وبسبب إن الوقت كان قصيراً بين المباراتين وحِفاظاً على الانسجام والتأقلم، لابد أن أدخل لاعبين يعرفون بعضهم البعض وسبق أن لعبوا بجوار بعض كثيراً، وقلبا الدفاع لم يعدوا مع الفريق بل جاءا في اليوم الأخير للتسجيل.

لماذا شاهدنا الفريق يُضيع فرصاً سهلة للغاية كانت من المُمكن أن تفقده نقاط المباراة؟

في مباراة البسيتين أضعنا فرصتين أو 3 لحسم النتيجة، وبلقاء الحد كنا الأفضل في الشوط الأول لكن لم نتمكن من التسجيل، وفي لقاء الشباب الأخير كان بالإمكان حسم الأمور مبكراً والخروج بنتيجة كبيرة، ولكن أعود إلى نقطة شبح الهبوط، فهي تؤثر على الجميع، وأنا أحسها بها في كل أركان النادي وخفاياه وفي تفكير كل اللاعبين، وهذه تجعل إمكانية الخطأ وقلة التركيز واردة بشكل أكبر لديهم، والمدربون الذين يأتون للحالة يجب أن يُغيروا صورة الخوف من الهبوط إلى إمكانية الفوز، وهذا ما أعمل عليه حالياً، واللاعبون بدأوا يفهمون إنهم إذا ما أرادوا الانتصار فعليهم أن يتعبوا أكثر ويوجهوا تركيزهم للمرمى أكثر ولا ينتظروا أي هدايا من المدافعين، ولذلك شاهدنا تحولاً كبيراً للهجوم أمام الشباب ولكن ما يحصل أمام المرمى هو عمل لاعبين وليس مدربين، وبالمناسبة أحب أن أشيد بدور اللاعب يوسف زويد، فهو يقوم بدور القائد كما يجب وهو من أسباب تغير التوجه لدى اللاعبين وبدأ تخلصهم شيئاً فشيئاً من شبح الهبوط.

وهل تعني أن الانتصار على الشباب يعود للاعبين في المقام الأول؟

- بكل تأكيد، الفوز يعود للاعبين في الأكثر، وإن شاء الله يكون هذا الانتصار دافعاً للإدارة لتعديل كل العيوب الموجودة في الفريق بسرعة، مهما كان المدرب الذي سيعمل إن كان لطفي السليمي أو غيره، وبرأيي إن نادي الحالة يجب أن يُراجع كل معطيات العمل في السنوات الخمس الأخيرة حتى يتمكن من التعديل، لأن الدوري صعب جداً والأندية تطورت وتحسنت، ولا يمكن بالعمل نفسه الذي قام به كل الحالاويين الموسم الماضي أن تضمن بقاءك مع تطور الفرق، فالمجهود يجب أن يكون مضاعفاً من كل حالاوي سواءً مجلس إدارة أو لاعبين أو غيرهم.

إمكانية المنافسة

أنت تقول إن الفريق يجب أن يتخلص من شبح الهبوط، فهل كلامك يوحي بان الحالة لديه إمكانات تسمح بالمنافسة؟

- لا، بالنسبة للمنافسة لا، صحيح إن اللاعبين إمكاناتهم محترمة، وأنتم شاهدتم بعض اللاعبين في مباراة الشباب، عندما أرادوا أن يقدموا أفضل ما لديهم فقدموه وظهروا بصورة رائعة، ولو كانوا على مثل هذا الوضع في كل مباراة فستكون وضعيتهم أفضل، وأنت يجب أن تشير خطوة بخطوة، فلا يُمكن أن تتخلص من شبح الهبوط لتذهب للمنافسة مباشرةً، فلابد أن تتخلص في البداية من ذلك الشبح، وتتقدم للأمام شيئاً فشيئاً ثُم تنظر للمنافسة، فمثلاً الخسارة من البحرين جعلت النادي في حالة إرباك كبيرة جداً على رغم إن الدوري لا يزال في بدايته وأسفلنا فريقين حينها، ولكن الآن انتصار الشباب أعطى الجميع انتعاشاً أكبر، وأحب أن أشكر اللاعبين على جهودهم الكبيرة التي بذلوها، فهم تعبوا كي يتحقق هذا الانتصار.

تقول حصل ارتباك كبير في النادي بعد خسارة البحرين، ماذا حصل بالضبط منذ الخسارة حتى ما قبل لقاء الشباب؟

- أنا قلت بأنني أتحمل خسارة البحرين كي أبدأ بالقيام بدوري في التصحيح، وكانت هنالك بعض المشاكل الموجودة التي لا يمكن أن نغفلها إطلاقاً.

مشاكل تُحيد بالفريق

قاطعته وسألته، هل هي مشاكل فنية أو إدارية؟

- لا تستطيع التحديد، وربما كانت تتعلق غالباً بالأجواء المُحيطة بالفريق، وأنا كجديد على النادي لا أعرفها، لكن المردود بعد أول مباراتين جعلنا نسير نعمل بشكل طبيعي، ولكن بعد مباراة البحرين خرجت أحاديث واتهامات بأنني المسئول عن التعاقدات مع المحترفين وتسجيلهم، وهذا ما أثر بي شخصياً كونه جاء من أحد أعضاء مجلس إدارة النادي، وهذا الكلام غير صحيح وهو يعرف أن هذا غير صحيح، وكانت هنالك لجنة لاختيار المحترفين وهو موجود في اللجنة أصلاً وأنا معهم فيها، وأتينا بلاعبين في آخر الوقت، ولكن أن تُحاول تحميل المدرب كل المسئولية وراء هذه التعاقدات فأنا أرفض ذلك، أنا أتحمل جزءًا من المسئولية، ولكن لابد من الهدوء والرصانة في التعامل مع الحدث، فأمامنا مباراة قريبة جداً، وكان هنالك بعض اللاعبين متأثرين كثيراً بهزيمة البحرين ولم يظهروا فيها بصورة جيدة مثل المحترف ذي الأصول البرازيلية، ولذلك لا يُمكن أن أُجازف بهم وأشركهم من جديد، وخرجت بعض الأحاديث إن هذه آخر فرصة للمدرب وما شابه، وأنا لي تعليق على هذا، أنا لدي 12 سنة خبرة في التدريب وقبلها 15 سنة لاعباً في أندية تحت الضغوط بوجود أكثر من 20 ألفاً من المتفرجين في كل مباراة وبالتالي فإنني متعود على الضغوطات، ولكن يجب أن يكون الضغط وفق انتقاد نزيه من أجل التصحيح لا أكثر ولا أقل، ومن المُمكن أن تتجاوز وتقول المدرب مخطئ في كل شيء وتُلغي التعاقد معه وتأتي بغيره لكنه لن يعمل شيئاً لأن المشاكل هي نفسها لم تُحل، والآن أظن أن بعض الأشخاص بالتأكيد فهموا وعرفوا ما هي نوعية المشاكل الموجودة.

هل تقصد أنهم عرفوا وفهموا بعد هذا الفوز على الشباب؟

- لا، قبل مباراة الشباب بيوم أو يومين.

كيف؟، هل من توضيحات بهذا الخصوص؟

- فقط كانت هنالك أشياء غير واضحة لديهم، وعندما اقتربوا من الفريق اتضحت لهم الكثير من الأمور.

وهل صحيح أن قبل مباراة الشباب تحدثت معك الإدارة بأنها الفرصة الأخيرة لك وإلا سيتم إلغاء عقدك؟

- لا، لم يتحدث معي أحد بهذا الخصوص إطلاقاً، وأنا علاقتي بالإدارة محترمة جداً.

تدخل المُنسق

هنا أتى المنسق الإعلامي لنادي الحالة من غرفة الملابس ومنع المدرب من إكمال اللقاء بصورة لم نكن نتمناها، وعلى رغم ذلك فالمدرب طلب منه الكف عن ذلك كي يواصل حديثه لكن المنسق رفض لينتهي اللقاء إجبارياً، علماً بأننا قابلنا المدرب بعد انتهاء مباراة الشباب مباشرةً في الملعب.

السليمي (يسار) وفرحة العودةأمام الشباب
السليمي (يسار) وفرحة العودةأمام الشباب

العدد 4411 - السبت 04 أكتوبر 2014م الموافق 10 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً