العدد 4412 - الأحد 05 أكتوبر 2014م الموافق 11 ذي الحجة 1435هـ

سلطات هونغ كونغ تطلب من المتظاهرين التفرق اليوم و تهدد بـ «اتخاذ اللازم»

متظاهرون مؤيدون للديمقراطية خلال تجمع حاشد في هونغ كونغ  - AFP
متظاهرون مؤيدون للديمقراطية خلال تجمع حاشد في هونغ كونغ - AFP

طلبت سلطات هونغ كونغ من المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية التفرق بحلول اليوم (الإثنين) لتتمكن المدينة من استئناف أعمالها بينما جرت صدامات جديدة بين المحتجين والشرطة.

وأكد رئيس السلطة التنفيذية المحلية لونغ شون يينغ الذي يطالب المحتجون باستقالته لأنهم يتهمونه بأنه «دمية» بيد بكين، تصميم السلطات على «اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإعادة النظام العام».

وقال لونغ عبر التلفزيون إنه يجب أن يسمح لسبعة ملايين نسمة «باستئناف حياة ونشاط طبيعيين»، بينما كان عشرات الآلاف من المتظاهرين يتجمعون في وسط هونغ كونغ لإدانة أعمال العنف التي يرتكبها ضدهم سكان في المدينة مستاؤون من التظاهرات، انضم إليهم ناشطون موالون لبكين وعناصر من المافيا الصينية.

وردد المتظاهرون الذين احتشدوا في حي أدميرالتي بالقرب من مقر السلطة المحلية «سلام! لاعنف!».

وتراجع عدد المتظاهرين صباح أمس الأحد (5 أكتوبر/ تشرين الأول 2014). لكن لم يعرف ما إذا كان المتظاهرون عادوا إلى بيوتهم للاستراحة قليلاً كما يفعلون منذ أسبوع، أو يلبون نداء لونغ.

وكانت صدامات جديدة متفرقة اندلعت ليل السبت الأحد في هونغ كونغ حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب الهراوات وغاز الفلفل لتفريق متظاهرين يتهمون الشرطة بالتعامل مع المافيا لإحباط الاحتجاجات السلمية المطالبة بالديمقراطية، كما أفاد مراسلو وكالة «فرانس برس».

ومع دخول الحركة الاحتجاجية ليلتها السابعة، تدفق عشرات آلاف من أبناء المدينة إلى شارع أدميرالتي قرب مقر الحكومة المحلية لهذه المستعمرة البريطانية السابقة للمشاركة في تجمع احتجاجي سلمي.

ولكن في مونغ كوك، الحي التجاري المقابل لجزيرة هونغ كونغ والمكتظ بالسكان، ارتفعت حدة التوتر مجدداً إذ عمد متظاهرون إلى تطويق عناصر من الشرطة متهمين إياهم بالتعاون مع أفراد من المافيا، كما أفاد مراسلو «فرانس برس». ورد عناصر الشرطة بإطلاق غاز الفلفل على هؤلاء.

وفي خطابه أكد رئيس السلطة التنفيذية الذي يسمونه «سي واي» في هونغ كونغ ضرورة «ضمان أمن مقر الحكومة» التي يجب أن تستعيد وتيرة عملها الطبيعية. وقال إن «المهمة الملحة هي إعادة فتح الطرق» المؤدية إلى المباني الرسمية ليتمكن حوالى ثلاثة آلاف موظف يعملون فيها «من العودة إلى العمل وخدمة الناس».

وحذر من عواقب استمرار التحرك. وقال إن «الوضع قد يتحول إلى فلتان ما قد يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على الأمن العام والنظام العام».

ودعا أساتذة جامعيون ومعلمون الطلاب إلى العودة إلى بيوتهم خوفاً من تعرضهم للعنف في حال حاولت الشرطة فتح الطرق.

وقال أستاذ في التاريخ يبلغ من العمر 57 عاماً «أعتقد أن سي واي سيخلي أماكن الاعتصام اليوم وكل ما يمكنني أن أطلبه من طلابي هو أن يلتزموا الحذر. أعرف أنني إذا طلبت منهم مغادرة المكان فلن يفعلوا ذلك».

وأكد ايفان ها الذي يدرس علم النفس أنه «سيبقى حتى الحصول على حوار حقيقي».

من جهتهم، أعلن قادة الحركة الطلابية الاحتجاجية فجر الأحد أنهم على استعداد لاستئناف الحوار مع الحكومة ولكن بشروط.

وبشأن أخطر أزمة تشهدها هونغ كونغ منذ عودتها إلى السيادة الصينية، قالت صحيفة الشعب الصينية الرسمية أمس (الأحد) إن المتظاهرين الذين يحتلون الشوارع منذ أكثر من أسبوع في هونغ كونغ يؤججون مشاعر «الكراهية» داخل المجتمع في المنطقة ويخالفون مبادئ الديمقراطية.

وكتبت الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن «حركة أوكوباي سنترال التي يقودها بشكل غير مسئول بعض الأشخاص الخاضعين لنزعاتهم الفردية، تحتقر رأي غالبية الرأي العام وتخالف الديمقراطية وسلطة القانون».

وأضافت أن هذه الحركة «تؤجج الخلافات الاجتماعية وتقوض أرضيات التفاهم بين مختلف مجموعات المجتمع (في هونغ كونغ) ما يؤدي إلى جو خطير من الكراهية».

وفي غياب التصريحات الرسمية للقادة الصينيين في بكين بشأن تظاهرات هونغ كونغ، تعكس هذه الصحيفة «خط» الحزب الحاكم بشأن حملة العصيان المدني هذه.

من جهتها، بثت «إذاعة الصين الدولية» الحكومية تقريراً مطولاً عن الانتفاضات الأخيرة في العالم، محذرة من خيبة الأمل في تطور الديمقراطية. وقالت في افتتاحية على موقعها الإلكتروني مساء السبت إن «ما يصدم المراقبين في الخارج بينما يشهد السكان معاناة لا يمكن وصفها، هو أن الربيع العربي لم يصل إطلاقاً وما وصل هو الشتاء العربي».

العدد 4412 - الأحد 05 أكتوبر 2014م الموافق 11 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً