العدد 4413 - الإثنين 06 أكتوبر 2014م الموافق 12 ذي الحجة 1435هـ

جولة إعادة في انتخابات الرئاسة البرازيلية

برازيليون يشاهدون إعلان نتيجة الانتخابات العامة البرازيلية - AFP
برازيليون يشاهدون إعلان نتيجة الانتخابات العامة البرازيلية - AFP

تواجه الرئيسة البرازيلية اليسارية المنتهية ولايتها ديلما روسيف في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، الاجتماعي الديمقراطي آيسيو نيفيس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة شديدة في هذا البلد الناشئ العملاق من أميركا اللاتينية.

وتصدرت روسيف مرشحة حزب العمال الحاكم منذ 12 عاماً نتائج الدورة الأولى أمس الأول (الأحد) بفارق كبير بحصولها على 41.48 في المئة من الأصوات بحسب النتائج الرسمية شبه النهائية.

غير أن خصمها من الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي آيسيو نيفيس حصل على 33.68 في المئة، ما يزيد بفارق كبير عن استطلاعات الرأي التي توقعت السبت أن يحصل على 26 إلى 27 في المئة من الأصوات، وسيسعى لتشكيل تحالف في وجه حزب العمال.


جولة إعادة في انتخابات الرئاسة البرازيلية بين روسيف ونيفيس

ريو دي جانيرو - أ ف ب

تواجه الرئيسة البرازيلية اليسارية المنتهية ولايتها ديلما روسيف في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الاجتماعي الديمقراطي آيسيو نيفيس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة شديدة في هذا البلد الناشئ العملاق من أميركا اللاتينية.

وتصدرت روسيف مرشحة حزب العمال الحاكم منذ 12 عاماً نتائج الدورة الأولى أمس الأول (الاحد) بفارق كبير بحصولها على 41,48 في المئة من الأصوات بحسب النتائج الرسمية شبه النهائية.

غير أن خصمها من الحزب الاجتماعي الديمقراطي البرازيلي آيسيو نيفيس حصل على 33,68 في المئة، ما يزيد بفارق كبير عن استطلاعات الرأي التي توقعت السبت أن يحصل على 26 إلى 27 في المئة من الأصوات، وسيسعى لتشكيل تحالف في وجه حزب العمال.

وبذلك يكون الحاكم السابق الواسع الشعبية لولاية ميناس، ثاني أكبر ولاية عددياً في البرازيل، أخرج المرشحة المدافعة عن البيئة مارينا سيلفا التي أثارت مفاجأة بتصدرها التوقعات والتي لم تحصل سوى على 21,29 في المئة من الأصوات.

ومن المتوقع أن تشهد حملة الدورة الثانية من الانتخابات معركة ضارية بين روسيف ونيفيس للفوز بأصوات ناخبي مارينا سيلفا المنشقة عن حزب العمال والتي كانت تدعو إلى سياسة تميل إلى اليسار اجتماعياً وإلى اليمين اقتصادياً.

وأعلن نيفيس «يشرفني أن أمثل أمل التغيير في الدورة الثانية» داعياً على الفور الحزب الاشتراكي البرازيلي الذي دعم ترشيح سيلفا إلى الانضمام إليه لهزم روسيف.

وقال «الوقت الآن هو لتوحيد قوانا. ترشيحي ليس ترشيح حزب سياسي بل مجموعة من التحالفات» في خدمة «جميع البرازيليين الذين ما زالت لديهم القدرة على أن يغضبوا».

ويترقب القادة السياسيون والمعلقون والناخبون بفارغ الصبر التعليمات التي سيصدرها الحزب الاشتراكي ومارينا سيلفا إلى الناخبين بشأن الدورة الثانية المقررة في 26 أكتوبر الجاري، بعدما كانت المرشحة تدعو إلى «سياسة جديدة» في قطيعة مع عشرين عاماً من الاستقطاب السياسي ما بين حزب العمال والحزب الاجتماعي الديمقراطي.

ولم تشأ مارينا سيلفا إصدار تعليمات على الفور وقالت «سننظم اجتماعات ونتحاور فيما بيننا» قبل اتخاذ «قرار مشترك» يقوم على مضمون البرامج لكنها أضافت أن «البرازيل قال بوضوح إنه غير موافق على الوضع الحالي».

وشكرت ديلما روسيف من برازيليا الناخبين على الفوز الذي منحوها إياه في الدورة الأولى.

وقالت إن «المعركة مستمرة وسننتصر فيها لأنها معركة الشعب البرازيلي. هذه المعركة هي معركة بناة المستقبل الذين لن يسمحوا أبداً بأن تعود البرازيل إلى الوراء».

وقال المحلل السياسي، أندري سيزار من مكتب «بروسبيكتيفا» للاستشارات إن «آيسيو نيفيس ينطلق من جديد ويصل إلى الدورة الثانية بكثير من القوة. أعتقد أن روسيف ونيفيس لديهما فرص متكافئة في الفوز، ستكون الحملة قصيرة جداً ومكثفة جداً».

وقال جواو أوغوستو دي كاسترو نيفيس من مجموعة «أوراسيا»: «هناك رغبة في التغيير، أشخاص مستاؤون من تدهور الاقتصاد، وخصوصاً في الطبقات الأكثر فقراً، لكن الدفاع عن مكتسبات حزب العمال قوي أيضاً بين الناخبين» مرجحاً فوز روسيف.

وأدلى أكثر من 142 مليون ناخب برازيلي بأصواتهم الأحد لانتخاب رئيسهم المقبل وكذلك 513 نائباً فيدرالياً و1069 نائباً محلياً و27 حاكماً وثلث أعضاء مجلس الشيوخ (27 مقعداً) من بين 26 ألف مرشح.

ولم تعرف حتى الآن نتائج الانتخابات التشريعية.

وينقسم ناخبو البرازيل بين الوفاء لحصيلة المكاسب الاجتماعية التي باشرها لولا (2003-2010) سلف روسيف ومرشدها السياسي، والانعطاف الليبرالي إلى الوسط من أجل تحريك الاقتصاد الذي ضعف.

وتجرى هذه الانتخابات في ظل وضع مختلف تماماً عن انتخابات 2010 التي فازت فيها ديلما روسيف في ظل نهاية حقبة «الازدهار» التي شهدتها سنوات لولا.

فقد تبدلت الرياح منذ ذلك الحين بالنسبة لسابع قوة اقتصادية في العالم حيث سجلت أربع سنوات من النمو البطيء قبل الدخول في مرحلة انكماش في النصف الأول من السنة على خلفية تزايد التضخم (6,5 في المئة) وتدهور الحسابات العامة.

وهي حصيلة هزيلة تعوض عنها نسبة بطالة متدنية إلى حد تاريخي إذ لا تتخطى 4,9 في المئة.

وشهدت البرازيل في يونيو/ حزيران 2013 حملة احتجاجات شعبية تاريخية هزت الطبقة السياسية، حيث نزل جيل حقبة لولا إلى الشارع في تظاهرات حاشدة احتجاجاً على الفساد المتفشي بين النخب، مطالباً بتحسين التعليم والصحة والمواصلات عوض إنفاق المليارات على تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014.

كما حصلت فضائح فساد لطخت صورة حزب العمال.

غير أن تاريخ الحزب من البرامج الاجتماعية وحصيلته في تحسين المستوى المعيشي يضمنان له دعم الطبقات الشعبية والمناطق الفقيرة الوفية له، ومنها معقله في شمال شرق البلاد.

العدد 4413 - الإثنين 06 أكتوبر 2014م الموافق 12 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً