العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

لغة «الديم فول»

 

من أجمل اللحظات التي تمر على الإنسان هي تلك اللحظة التي تستقر في جيبه (رخصة قيادة المركبات)، تلك البطاقة ذات اللون الأخضر الزاهي. نعم! يتذكر حيناً كيف أنه قد حضر محاضرة مركز التدريب... حيث يتعرف على قوانين القيادة بالمملكة والإشارات الإرشادية والتحذيرية بالطريق.

يتذكر - أيضاً - إرشادات المحاضر ونصائحه بشأن (سلوكيات وأخلاق السائق في الطريق) ناهيك عن نصائح عن (آداب تجاوز المركبات في الطريق) وإرشادات عن استخدام (بوق السيارة). يتذكر أيضاً تعليمات (مدرب السياقة) الدقيقة بشأن كيفية استخدام المركبة داخل مركز التدريب وخارجه.

بعد ذلك يتذكر (الممتحن) وهو يلاحظه أثناء (امتحان السياقة) مدققاً في طريقة استخدامه للمركبة ومراعاته لقواعد السياقة... يتذكر كيف كان الأخير يدقق في ملاحظته للمتدرب، ربما سأله بعض الأسئلة التي كان يهدف منها للتأكد بأن الأول يعرف ماذا يفعل وكيف يتصرف. كل ذلك - يدور بذهن هذا الشاب - ليطمئن الممتحن بأن المتدرب يستحق أن يحصل على إذن باستخدام المركبة بحيث يستخدم الطريق بأقل نسبة من الحوادث أو خسائر مادية أو ضرر للآخرين.

كل ذلك مرّ لبرهة... كالشريط السينمائي الذي له بداية ونهاية. بدايته ونهايته قد انتهت بعد أن يكتشف بأن الواقع (في الطريق) مغاير - نوعاً ما - لما تعلمه بمركز التدريب. هذه الحقيقة التي ربما بعض الناس يعرفها سلفاً تحمل في طياتها سلوكيات متعارف عليها بين مستخدمي الطريق. هناك لغة خاصة - أو سلوكيات شائعة - يبدأ السائق الجديد في تعلمها عند استخدامه للطريق. ومن أبجدياتها: السرعة الجنونية والمتهورة في الشارع، استخدام (الديم فول)، مضايقة الآخرين للسائق أو العكس، استخدام (بوق السيارة) لمضايقة الآخرين أو العكس، وإيقاف المركبة مع عدم المراعاة للآخرين في المواقف الأخرى. هناك أيضاً (السباقات) التي يقوم بها بعض الشباب في الطرق السريعة العامة من غير الانتباه لسلامة الآخرين في الطريق. كذلك، استخدام (مضخمات صوت عادم السيارات ومصابيح الزينون الزرقاء غير الأصلية) التي يعشقها الشباب المهتم برياضة (سباق السيارات). الحق يقال بأن هناك سلوكيات (محمودة)، إضافة لما سبق ذكره. بيد أن المجموعة الأولى أكثر انتشاراً في الطريق - والحق يقال. وتقوم الجهات المختصة - مشكورة - بشنّ حملات لمحاربة معظم هذه المظاهر التي غزت الطريق بالمملكة. مع ذلك، نجد بأن هذه السلوكيات في تزايد ملحوظ.

السرعة الجنونية في الشارع ملحوظة، وكنا نقول بأنها سمة بعض مستخدمي الطريق الجدد، حيث إن السرعة في السياقة توفر متعة لا متناهية لهم. لكن هذا سابقاً: الآن هناك الكثير من الناس ممن يقودون بسرعة جنونية بغض النظر عن أعمارهم. والغريب أنه مع رؤيتهم للحوادث المرورية إلا أن ذلك لا يولد فيهم أدنى عبرة! ربما تكون هذه السلوكية متمخضة عن مجموعة من العوامل التي نسرد منها: التهور وحب السرعة اللامتناهية والعجلة التي هي وليدة عدم إدارة الوقت بصورة فعالة.

قديماً... عندما بدأنا باستخدام الطريق كان يقال لنا: «انتبهوا... احذروا من مضايقة الآخرين». والآن أفضل عبارة تقال: «انتبهوا... احذروا من مضايقة الآخرين... واحذروا من مضايقة الآخرين لكم!». ذلك بأنه من الملاحظ بأن سلوكيات بعض الناس تجاه بعضهم البعض قد أصبحت شبه عدوانية في الشارع، الأمر الذي يؤدي إلى الحوادث المرورية. كل هذا مصحوب ببعض السلوكيات التي منها استخدام (بوق السيارة) بصورة مزعجة لمضايقة الآخرين كي يفسحوا المجال لبعضهم البعض. أيضاً، إيقاف المركبات وسط الشارع أو المواقف مع عدم المراعاة للآخرين. وإذا تذمر أحد مستخدمي الطريق... ينتهي الأمر ببعض الأحيان لمشاجرة كبيرة وعناد كبير!

الطرق السريعة - كغيرها من الطرق - لها وظيفتها واستخداماتها. فهي ليست مصممة للاستخدام كمضمار لسباق السيارات. لكن مما يلاحظ هو أن هناك أماكن معينة تكثر فيها سباقات السيارات بين الهواة. ربما يعلل أحدهم بأن بعض هذه الطرق بعيدة عن المناطق المأهولة، لذلك فهي مناسبة لمثل هذه الرياضة، وربما يكون ذلك صحيحاً نوعاً ما. لكن، استخدام أماكن ليست من الأساس مخصصة لرياضة سباق السيارات ربما يؤدي لحوادث مميتة (لا سمح الله) للمارة أو لممارسي هذه الهوايات... إذ إن هذا النوع من السباقات يجب أن يتم في أماكن مخصصة وتحت قوانين معينة وتحت إشراف مختصين.

لغة (الديم فول) - أيضاً - من الأمور الشائعة التي يستخدمها بعض الناس في الشارع بصورة مزعجة بهدف الضغط على الآخرين كي يفسحوا المجال. هذا جانب، وهناك أيضاً من الناس ممن يستخدم ذلك كهواية فحسب. مثال ذلك: بعض السائقين الذين يستخدمون مسار أقصى اليسار... بحيث يستخدم مصابيحه لإبعاد الآخرين عن مساره... وعندما يستجيب الآخرون له يتجاوزهم مباشرة متخذاً أقصى اليمين بقصد الانعطاف! الطريق من المرافق العامة التي يجب أن تستخدم بالتساوي، فلا توجد أولوية لأحد على الآخرين إلا في الضرورة أو الطوارئ. نحن نعيش في عصر يفترض أن يكون أهله أكبر من هذه السلوكيات الشائعة. هذا العصر الذي توفر أدواته للبشرية السرعة اللامتناهية في اتخاذ القرارات بصورة عشوائية وفورية من دون التبصر أو دراسة أو صبر.

أيمن زيد


من هنا وهناك

وعورة

تقدم الغزال من الصياد قائلاً: «يا أخي القنص ممنوع في الغابة. أنت لست في دولة عربية!». جذا ثم وقع في إغماءة.

+1

طلب الوجبات السريعة لكل أفراد العائلة. قالت الزوجة: «هذه +1؟» رد: «إنها للعامل المهمش».

فيلم أبيض وأسود

قتلت القوات (المتحضرة) المدنيين بالسلاح العصري. بارك إعلامها التصرف الراقي الشجاع. ثرثر عين الإعلام بالعمل الوحشي الجبان حين حُزَّ رقبة جنديها بالسكين.

شرف

احتلت قوات العدو الوطن. تدافع الناس متحلين بالشجاعة والحظ بتلطيخ وجوه النساء بالسخام.

صوت داخلي

حان موعد سفره لدولة أجنبية. رتب وجرّ حقيبة أغراضه الشخصية. وضع على ظهره حقيبته الثانية لضميره الاجتماعي.

التزين بالدخان

قرقرت النرجيلة. احترق التنباك العجمي. عم جو الاستقبال بطقوسه النسوي. السعال المتكرر يقطع توق إدمان الثرثرة وطرح الحلول المجتمعية على أنغام الأغاني المفضلة. ينتهي وقت الفرح بتغليب الضعف على قوة الإرادة. في الغد ينتقل الاجتماع على رأس يشتعل أكثر حرية في السخرية من العشق الممنوع.

رقعة غبار

نادى المدير السكرتيرة:

- قرأت مشاركتي على الفيسبوك؟

- نعم.

- نقرت لايك؟

- لا.

- نقرت شير؟

- لا.

- علقت؟

- لا.

- كل هذا التفاهم السلبي بيننا وتأتين للعمل.

يوسف فضل

العدد 4417 - الجمعة 10 أكتوبر 2014م الموافق 16 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً