العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ

بوتين يأمر بسحب القوات الروسية من الحدود مع أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة أعضاء مجلس الأمن الروسي  - AFP
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة أعضاء مجلس الأمن الروسي - AFP

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الدفاع بسحب القوات الروسية المتمركزة على الحدود مع أوكرانيا منذ هذا الصيف في إطار مناورات وذلك عشية أسبوع من النشاط الدبلوماسي المكثف بخصوص الأزمة الأوكرانية التي تشكل مصدر توتر بين الغرب وموسكو.

وأعلن الكرملين أمس الأحد (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) أن «رئيس الدولة كلف وزير الدفاع البدء بإعادة القوات إلى قواعدها الدائمة»، ويعني بذلك 17 ألفاً و600 جندي يشاركون في مناورات منذ الصيف في منطقة روستوف جنوب روسيا على حود دونيتسك في أوكرانيا التي تشهد منذ ستة أشهر نزاعاً مسلحاً بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا.

وأضاف الكرملين أن وزير الدفاع سيرغي شويغو تلقى الأمر الرئاسي بعدما ذكر أن «المناورات الصيفية في حقول الرماية بمنطقة الجنوب العسكرية قد انتهت».

وروسيا المعزولة على الساحة الدولية، يتضرر اقتصادها وخصوصاً عملتها من العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي يفرضها الغربيون عليها لاتهامها بأنها تسلح المتمردين في شرق أوكرانيا ولأنها أرسلت قوات نظامية في أغسطس/ آب لدعمهم.

ولكن موسكو نفت على الدوام تورط جنودها في القتال إلى جانب الانفصاليين الموالين لروسيا.

ويؤكد حلف شمال الأطلسي منذ يوليو/ تموز أن حوالى 20 ألف جندي روسي يتمركزون في روسيا «قرب الحدود مع شرق أوكرانيا».

والإعلان عن سحب القوات الروسية يثير آمالاً بتهدئة بين الغربيين والروس الذين وصلت علاقتهما إلى أخطر أزمة منذ نهاية الحرب الباردة.

وأعلن الرئيس بترو بوروشنكو السبت أنه سيلتقي بوتين عندما يزور ميلانو في إيطاليا في 16 و 17 أكتوبر للمشاركة في قمة الحوار بين آسيا وأوروبا الذي سيضم قادة من الاتحاد الأوروبي وعدة دول آسيوية.

وسيعقد هذا اللقاء بحضور كبار المسئولين الأوروبيين، منهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسا الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والبريطاني ديفيد كاميرون.

وقال بوروشنكو السبت عن اللقاء المقرر في ميلانو «لا أتوقع مفاوضات سهلة» لكني «متفائل»، موضحاً أن على موسكو أن تقرن «تصريحاتها بتدابير عملية».

وفكرة عقد لقاء جديد بين الرئيسين والتي طرحها الكرملين هذا الأسبوع، تذكر بأول لقاء بينهما أثناء الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في النورماندي في السادس من يونيو/ حزيران برعاية ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

ومنذ ذلك الوقت، التقى بوتين وبوروشنكو مجدداً في نهاية أغسطس أثناء محادثات على انفراد على هامش قمة إقليمية في مينسك في بيلاروسيا. وهذا اللقاء تلاه توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في العاصمة البيلاروسية في الخامس من سبتمبر/ أيلول.

والأسبوع المقبل يبدو حافلاً على الصعيد الدبلوماسي لأن قمة ميلانو سيسبقها لقاء مخصص للأزمة الأوكرانية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري في باريس الثلثاء.

لكن الإعلان عن سحب القوات الروسية اعتبره بعض أعضاء المعارضة على أنه اعتراف بفشل السياسية الروسية في أوكرانيا.

وكتب المعارض ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف على فيسبوك إن «مشروع (روسيا جديدة) انتهى» مشيراً إلى التعبير الذي استخدمه بوتين بعد ضم القرم في مارس/ آذار للإشارة إلى المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا.

وبحسب المحلل الأوكراني تاراس بيريزوفتس فإن الانسحاب الروسي يثبت أن «بوتين قد خسر».

وعلى جبهة شرق أوكرانيا، ساد الهدوء رغم أن الانفصاليين وممثلين عن كييف تبادلوا الاتهامات بعدم احترام اتفاق مينسك الهادف لتمهيد الطريق أمام إقامة منطقة عازلة بين الطرفين المتحاربين.

وقال الناطق العسكري الأوكراني فولوديمير بوليوفي أمس (الأحد) إن حدة النيران التي يطلقها الانفصاليون «تراجعت».

وفيما أبدى الحاكم الجديد لمنطقة دونيتسك أولسكندر كيختينكو استعداده لإجراء محادثات مع المتمردين، أعلن «رئيس وزراء جمهورية دونيتسك» الانفصالية المعلنة من طرف واحد ألكسندر زاخارتشنكو من جهته أنه مستعد لسحب أسلحته الثقيلة من الجبهة شرط احترام وقف إطلاق النار خلال خمسة أيام.

لكن مراسلين من وكالة «فرانس برس» موجودين في المكان سمعوا أصوات عيارات نارية بعد هذا الإعلان.

وتتعثر عملية السلام مع شرق أوكرانيا، حتى لو أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الخامس من سبتمبر/ أيلول أتاح التخفيف من حدة النزاع الذي أسفر كما تقول الأمم المتحدة عن أكثر من 3600 قتيل خلال ستة أشهر.

العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً