العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ

كيري: أميركا قلقة بشأن عين العرب ومواجهة «داعش» ستستغرق وقتاً

«داعش» يرسل تعزيزات للمدينة... وأنقرة: إنشاء ممر للأسلحة والمتطوعين غير واقعي

القاهرة، اسطنبول - رويترز، أ ف ب 

12 أكتوبر 2014

قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأحد (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) إن الولايات المتحدة قلقة للغاية مما وصفه بـ «المأساة» في مدينة عين العرب (كوباني) السورية التي يحكم مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قبضتهم عليها.

وأضاف كيري الذي كان يتحدث في مؤتمر بالقاهرة لإعادة إعمار غزة أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لتجميع صفوف التحالف بشكل كامل لمواجهة المتشددين، وقال إن التركيز يجب أن يكون أولاً على العراق بينما يتم إضعاف «داعش» في سورية.

في الأثناء، قام تنظيم «داعش» بإرسال تعزيزات إلى مدينة عين العرب حيث يواجه منذ نحو شهر مقاومة شرسة تحولت معها المدينة الصغيرة إلى رمز لمقاتلة هذا التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة في سورية والعراق.

وعلى رغم سقوط مربعهم الأمني يوم الجمعة، نجح المقاتلون الأكراد الأقل تسليحاً من عناصر «داعش» في صد أكثر من هجوم وعلى أكثر من جبهة، في وقت شن الائتلاف الدولي غارات جديدة على مواقع التنظيم، وحثت الأمم المتحدة على التحرك من أجل «تجنب مجزرة بحق المدنيين» في المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس إن التنظيم يجلب «مقاتلين من الرقة وحلب»، معقلي التنظيم الرئيسيين في شمال سورية، مشيراً إلى أن قيادته لجأت كذلك «إلى إرسال أشخاص غير ملمين كثيراً بالأمور القتالية». وأضاف عبدالرحمن أن التنظيم المتطرف «وضع كل ثقله في المعركة» التي يخوضها منذ نحو شهر ويحاول خلالها السيطرة على هذه المدينة التي تبلغ مساحتها ستة إلى سبعة كيلومترات مربعة، معتبراً أنها «معركة حاسمة بالنسبة إلى التنظيم، إذ إن... خسارته لها ستزعزع صورته أمام الجهاديين».

وذكر عبدالرحمن أن التنظيم «لم يتقدم كثيراً منذ أن سيطر الجمعة على المربع الأمني للمقاتلين الأكراد» الذين تقودهم جماعة «وحدات حماية الشعب»، والذين نجحوا، بحسب المرصد، أمس في التقدم من الجهة الشمالية الشرقية نحو المربع الأمني عقب اشتباكات جديدة مع المسلحين المتطرفين.

ويسيطر التنظيم حاليّاً على نحو 40 في المئة من عين العرب الواقعة في محافظة حلب والحدودية مع تركيا، وخصوصاً المناطق الواقعة في شرقها بالإضافة إلى أحياء في الجنوب والغرب.

وقال عبدالرحمن ان معارك كر وفر تدور بين الطرفين، موضحاً «إنهم (عناصر داعش) يقاتلون على أكثر من جبهة، لكن القوات الكردية تقوم بصدهم قبل أن يعاودوا الهجوم ويجرى صدهم من جديد».

ويستميت المقاتلون الأكراد في دفاعهم عن مدينتهم وقد شنوا عدة هجمات وعلى أكثر من جبهة.

وقال مدير المرصد إن مقاتلة كردية تقود، إلى جانب مقاتل آخر، القوات الكردية التي تدافع عن المدينة.

وأضاف أن «ميسا عبدو المعروفة باسمها الحربي نارين عفرين تقود قوات وحدات حماية الشعب إلى جانب محمود برخدان (المقاوم بالكردية) في عين العرب».

في موازاة ذلك، تشن قوات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة غارات متواصلة على معاقل المتطرفين بينها تسع غارات قبيل منتصف الليلة قبل الماضية استهدفت خصوصاً الأحياء الشرقية، بحسب المرصد.

ولفت المرصد إلى «سقوط قتلى بين الجهاديين وتدمير آليات» في هذه الضربات الجوية، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

ودعت الأمم المتحدة تركيا أخيراً إلى السماح بعبور المتطوعين نحو عين العرب، محذرة من أنه إذا سقطت المدينة نهائيّاً فإن المدنيين الذين لايزالون يتواجدون فيها سيتم «قتلهم على الأرجح».

في إطار متصل، اتهم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي يشكل مقاتلوه العمود الفقري في الدفاع عن عين العرب، صالح مسلم محمد، تركيا بأنها تريد «داعش» جاراً لها. ووصف مسلم في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نشرته أمس الموقف التركي بـ «الضبابي»، وأردف «لكن يبدو جلياً أن الأتراك يريدون ضمنيّاً سقوط كوباني... هم يريدون داعش جارا لهم».

في المقابل، قال وزير الخارجية التركي إن إنشاء ممر للأسلحة والمقاتلين المتطوعين من تركيا إلى عين العرب أمر غير واقعي. وقال مولود جاويش أوغلو الذي كان يتحدث إلى تلفزيون «فرانس 24» إنه ينبغي التوصل إلى نهج أشمل لهزيمة «داعش».

وقال جاويش أوغلو، في المقابلة التي نشرت أمس الأول، إن «تركيا لا يمكنها فعلا منح أسلحة لمدنيين ومطالبتهم بالعودة لقتال جماعات إرهابية».

وأضاف أن «هذا (الممر) غير واقعي. من سيقدم إمدادات الأسلحة اليوم؟ قبل أي شيء فإرسال مدنيين إلى الحرب جريمة».

كذلك، دعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس إلى تعزيز القدرات العسكرية «للمعارضة المعتدلة» السورية بغية جعلها «قوة ثالثة» بين النظام السوري ومقاتلي «داعش». وقال داود أوغلو في مقابلة مع صحيفة «صباح» في عددها الصادر أمس «نحن بحاجة الآن إلى قوة أمن تحمي الشعب السوري من تنظيم الدولة الإسلامية ومن النظام».

العدد 4419 - الأحد 12 أكتوبر 2014م الموافق 18 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً