أفرز التوزيع الجديد للدوائر صراعات جديدة على الخارطة الانتخابية البلدية والنيابية المقرر إجراؤها في الـ (22 من نوفبر/ تشرين الثاني 2014).

«رابعة العاصمة» بتشكيلها الجديد والذي يضم كلاً من (الفاتح - الجفير - الغريفة - منطقة ميناء سلمان الصناعية - أم الحصم - أبوغزال - العدلية) ستكون واحدة من بؤر المنافسة الانتخابية المشتعلة بين النائبين السابقين عبدالرحمن بو مجيد، وحسن عيد بوخماس.

صراعٌ على البقاء تحت قبة المجلس سيتحتم على بو مجيد خوضه فيما لو عزم على تجديد ترشحه ضد بوخماس الذي أعلن عن إعادة ترشحه رسمياً.

بوخماس قدم إلى «رابعة العاصمة» ومعه ثلاثة أرباع مناطقه القديمة وهي (الفاتح - الجفير - الغريفة - منطقة ميناء سلمان) فيما عدا النبيه صالح التي ألحقها التوزيع الجديد بـ «ثامنة العاصمة» مع كل من (سترة الصناعية - مهزة - القرية - مركوبان - الخارجية)، بينما يجيء بومجيد ومعه تمام مناطق دائرته السابقة «سادسة العاصمة» والتي كانت تتكون من منطقتي (أم الحصم وأبو غزال).

إذن تزاوج «خامسة وسادسة العاصمة» في التوزيع الجديد، أثمر عن إنصهارهما في «رابعة العاصمة» الجديدة. وهو انصهار لا يبدو مرضياً للنائب أبو مجيد خاصة، في الوقت الذي بدا تأثر حظوظ بوخماس بلحاظ التعديل الجديد محدوداً جداً.

وفيما يعول بو مجيد على عزوف مناطق بوخماس القديمة عن المشاركة في الانتخابات، سيما بعد إعلان قوى المعارضة رسيماً مقاطعتها، حيث إن المزاج العام في مناطق مثل (الجفير والغريفة) يتبع قرارات قوى المعارضة؛ فإن بو خماس لايزال يتمسك بما يستطيع تحقيقه من اختراقات في هذه الدوائر بفضل ما يتمتع به من علاقات اجتماعية ومشاركات مع أهالي المناطق، وتوليه بعض المناصب السابقة كـ»الرئاسة الفخرية» لنادي النصر بالجفير.

كما عززت قضية مشروع النبيه صالح الإسكانية الأخيرة، موقع بو خماس التواصلي مع أبناء الدائرة، حيث لجأ إليه مؤخراً أبناء الجزيرة والجفير لإيصال أصواتهم إلى المسئولين في وزارة الأسكان.

إلا أن ذلك لا يعني أن الأرض ستكون معبدةً بالورود للنائب بوخماس، ذلك أن كثير من تصريحاته ومواقفه السياسية في الفترة السابقة كانت محط حنق شديد من أبناء الدائرة لما حملته من تشنيع بجمهور المعارضة ووصمهم بـ «الإرهابيين»، ومطالبته بتغليظ العقوبة على المعتقلين منهم.

حتى الآن لا يزال الوقت مبكراً للجزم بمن سيحظى بتمثيل الدائرة الرابعة من محافظة العاصمة خلال دور الانعقاد المقبل، لكن الأكيد أن بوخماس أو بومجيد أحدهما لن يتمتع بلقب «سعادة النائب» في المرحلة المقبلة ... ومن يدري فلربما يحدث أمر آخر يخلط ويصعد من بين الاثنين نائب ثالث جديد لم يكن يتوقعه أحد.