العدد 4422 - الأربعاء 15 أكتوبر 2014م الموافق 21 ذي الحجة 1435هـ

ولي العهد لـ «الوسط»: للراحل العصفور محبة خاصة... وهو رجل علم وسلم

مقدماً تعازيه لعائلة الفقيد بمأتم الحاج حسن العالي

ولي العهد يُدلي بتصريح لـ «الوسط» خلال تقديمه العزاء لعائلة العصفور
ولي العهد يُدلي بتصريح لـ «الوسط» خلال تقديمه العزاء لعائلة العصفور

قال ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة في تصريح لـ «الوسط»: «إن الفقيد العلامة الشيخ أحمد بن خلف العصفور، رجل فضيل ومحترم من قبل الجميع، وأنا شخصياً أكن له محبة خاصة لأنه كان وعلى الدوام يتواصل مع كل أطياف المجتمع البحريني».

جاء ذلك، خلال زيارة سموه أمس الأربعاء (15 أكتوبر/ تشرين الأول 2014)، لمأتم الحاج حسن العالي بقرية عالي، وذلك من أجل تقديم التعازي لعائلة العصفور في فقيدهم، واصفاً سموه الشيخ أحمد العصفور بـ «رجل العلم ورجل السلم، وهو في كل ذلك فقيد الجميع، ونسأل له الرحمة والغفران».

كما بين سموه أن خسارة الشيخ العصفور هي خسارة للبحرين وللعالم الإسلامي، وأكد أن البركة في أبناء وذرية الفقيد، على اعتبار أن العلم ينتقل، أما تعويض الشخصية فهو أمر ليس بالسهل. وكان لافتاً، أريحية سمو ولي العهد في التعامل مع الراغبين في مصافحة سموه، وتوجيهه لمرافقيه للسماح بذلك، دون أن يمانع من التفاعل مع أحد الحاضرين، والذي قدم لسموه قضية خاصة آملاً أن يحصل على إنفراجة بشأنها.

إلى ذلك، استمرت جموع المعزين من الشخصيات السياسية والعلمائية والوزراء والأعيان ورؤساء الجمعيات السياسية، في التوافد على مأتم الحاج حسن العالي، حيث مجلس العزاء على روح العلامة العصفور في يومه الثاني، وذلك من أجل مواساة عائلته في مصابهم الجلل.

فيما قال رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن: «إن المرء يجد صعوبة في التعبير عن خسارة رحيل الشيخ أحمد العصفور، والتي هي خسارة للوطن كافة»، معتبراً أن حزن الفقد لا يقتصر على أهل الراحل، ومثنياً على مواقفه الوطنية وقدرته على جمع الناس ولم الشمل.

كما أشاد الحسن بالإرث الذي تركه الفقيد، واصفاً إياه بـ»الإرث العظيم، والذي يشتمل على المواقف البارزة والعلاقات الاجتماعية التي تجمع الكل، حيث عرف عنه تواصله مع الجميع واحترام الناس له».

الغريفي: قد نختلف... لكننا لا نمتلك إلا احترام الفقيد ودوره

كما قدم السيد عبدالله الغريفي تعازيه لعائلة العصفور، مشيراً إلى أننا «نقف اليوم أمام نماذج من الرجال الذي ينسون ذواتهم، من أجل الرسالة ومن أجل الدين، ومن أجل القيم، والذين يحفظون المسيرة بكل صدق وأمانة».

ولفت إلى أن أمثال هؤلاء الرجال لا ينساهم التاريخ ولا تنساهم الأجيال، فبقدر ما يكون الإنسان أكثر صدقاً، وأكثر إيماناً وأكثر بصيرةً وأكثر وعياً، يكون تجذره أكبر في مسيرة الأجيال وفي مسيرة الوطن.

وأضاف الغريفي «الفقيد واحد من هذه الرموز التي نعتز بها، وقد يختلف الناس في رؤى هنا ورؤى هناك، إلا أننا لا نملك إلا أن نحترم هذا الرجل، ولا نملك إلا أن نعبر عن ألمنا وحزننا وأسانا، لرحيل رجل يمثل تاريخاً حافلاً بالعطاء، وخاصةً في مجال المنبر الحسيني، الذي يعتبر بصدق عميده في هذه المرحلة»، منوهاً بتحصين هذا المنبر الحسيني، أجيال الأمة وحمايته لتاريخها، ووجودها، داعياً الله أن يتغمد الفقيد برحمته ويحشره مع أوليائه من الأئمة الطاهرين.

قاسم مخاطباً الفقيد: لا أنسى ابتسامتك... والاستفادة من حديثك

من جهته، ترحم الشيخ عيسى قاسم، على روح الفقيد العلامة الشيخ أحمد العصفور، مدوناً في سجل المعزين قوله: «رحمك الله أخي الكريم، وأكرم مثواك وهو أكرم الأكرمين».

قاسم الذي تجشم عناء الحضور لمأتم الحاج حسن العالي، حال بينه وبين الدخول للمأتم العائق الصحي الذي يمر به مكتفياً بتقديم تعازيه وهو في السيارة، ومخاطباً الفقيد بقوله: «إن لك منبرك الذي مثل موقفاً ريادياً من بين منابر كانت على هذه الأرض المؤمنة في خدمة الإمام الحسين عليه السلام وكربلاء الطاهرة».

وأضاف «لا ننسى أريحيتك وابتسامتك وتواضعك، وموقعك الاجتماعي الكبير، ولا أنسى مجالستي لك والاستفادة من حديثك»، وأردف «كنت علماً من أسرتك ووجهاً من وجوه هذا البلد البارزة، والأمل في الله الكريم أن تكون في آخرتك أسعد مما كنت عليه في دنياك».

من جانبه، قال رجل الدين السعودي سيد حسن النمر: «نسأل الله سبحانه وتعالى، أن يسبغ على العلامة الشيخ أحمد العصفور، علو الدرجة، كما نسأل لذويه من عائلة العصفور ولعموم أهل البحرين الكرام الصبر والسلوان».

وأضاف «لاشك أن فقد العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها إلا عالم مثله، كما ورد في الحديث الشريف، ولعل أفضل ما يمكن للمؤمن أن يواسي نفسه به عند رحيل مثل هذا العالم المعطاء، هو السير بسيرته الحميدة في العمل على نهجه ومسلكه»، وبين أن البحرين اتسمت في تاريخها المديد، بعلماء ربانيين كثر، وهي بحق محطة مضيئة في عالمنا الإسلامي.

كما شدد على ضرورة المحافظة على هذا التراث الكبير، بإحيائه في أكثر من اتجاه، وفي صدارة ذلك، العمل بتعاليم الإسلام التي تدعو للعدل فيما بين الناس، وإصلاح ذات البين من جهة والعمل على إقرار القسط، وتعميق ارتباط أبنائنا، بالخصوص بهذه التعاليم التي تحقق للإنسان الخير في الدارين الدنيا والآخرة.

وذكر أن أهالي المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية تلقوا نبأ وفاة العلامة العصفور، بالحزن والأسى، مضيفاً «نحن أمام عالم جاهد من أجل تربية نفسه بالخلق والعلم الرفيعين، ورحيله خسارة لا تعوض في عام أو في عامين، حتى مع وجود علماء آخرين».

بدوره، قال راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز: «أقدم بداية العزاء لعائلة الفقيد وللبحرين وللوطن العربي، حيث فقدنا برحيل الشيخ أحمد العصفور، عالماً كبيراً، معتبراً أن جمع المعزين الغفير والذي ينتمي لجميع الطوائف والأديان والمذاهب، دليل واضح على أن العلامة الراحل كان له منهجاً معيناً ورسالة معينة. وأضاف «رسم العلامة العصفور لنفسه منهجاً معتدلاً، ونحتاج في وقتنا هذا لأن نسير خلفه ونسير على خطاه، فمنهجه كان وسطياً، وكان منهجاً لمحبة الجميع والتسامح والتعايش معهم، بغض النظر عن الدين والملة والمذهب، وكان يدعو للسلام فكان رجل سلام وعلم ومعرفة، والكنيسة تنعى رحيله».

وفيما يتعلق بتقييمه لمستوى التعايش بين الأديان في البحرين، قال القس عزيز: «التعايش والتسامح منحنا في البحرين أرضاً خصبة لنزرع جمعية التعايش في البحرين، ولولا وجود هذه الأرض لما تمكنا من ذلك»، مشيراً إلى أن التعايش في البحرين موجود منذ مئات السنين، فالكل يشرب من ماء واحد والكل يتنفس من هواء واحد والكل يعبد إلهً واحداً، وللجميع عادات وتقاليد واحدة، على حد قوله.

وشدد على أن البحرينيين شعب ونسيج واحد، ومهما وجدت النزاعات التي تحاول كسر هذه الوحدة فلن يستطيعوا، مؤكداً في الوقت نفسه أن كل المؤامرات ستتكسر على صخرة التعايش.

العدد 4422 - الأربعاء 15 أكتوبر 2014م الموافق 21 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 12:20 م

      الله يطول في عمرك

      انت ملكنا مستقبلي الله يطول في عمرك ونتهي هل مشاكل عليه ايديك

اقرأ ايضاً