العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ

نعم... «بصوتك تقدر»

يعقوب سيادي comments [at] alwasatnews.com

.كاتب بحريني

نعم بصوتك أيها المواطن، أيها الإنسان، «تقدر»، ولكن أي الأصوات؟ فصوت الزعيق مزعج للصارخ والسامع، وصوت نداء الباطل يضر ولا ينفع، ...إلخ، إلا أن المعني هنا هو الصوت الإنتخابي وقبله السياسي المبني على المبدأ الحقوقي. فالأصل هو الحق، يناله أهله غير منقوص، بالعدل والمساواة، ومن ينادي بغير ذلك من التمييز والمحاباة على حساب الآخرين، فهو صاحب صوتٍ ظالمٍ غير حقوقي، ويسحبه ذلك إلى الحالة السياسية السيئة، التي يمارسها حين استخدام صوته الانتخابي. والصوت الانتخابي، ليس ورقةً يدخلها المُنتَخِب أو المستفتى، في صندوق الاقتراع، بقدر ما هو رأي وخيار وموقف، مصدره الضمير والعقل، ويتأتى منهما عبر الفهم والتقييم للوضع القائم، والرجاء الإيجابي المرجو من الوضع القادم.

والصوت الانتخابي أو الاستفتائي، ليس لحظةً تنتهي بإتيانها، بل هي حسابُ جزاءٍ وعقاب، يجريه على أو لصاحبه الرقيب الحسيب، كلٌّ باعتقاده، الدنيوي والأخروي، وقبل ذلك الناس من حوله، فإن أتاهم بالخير والوه ودفعوا عنه، وإن أتاهم بالضر أقصوه وكرهوا فيه.

ولكل نتيجة مرجوة، هناك الوسيلة والبناء، فمن توسل الموانع والقيود، سواء النصية الدستورية أو القانونية، أو تلك الإجرائية المخالفة للدستور والقانون، على المستوى المحلي، أو توسل الرعب من دول الجوار، ليثبط همم الناس في المطالبة بالإصلاح والتطوير، أو لإبطاء العملية الإصلاحية، بما يجعلها في حالة موت سريري، فلن يُناوِل الناس إلا تراب الصدأ (الحَلَي)، فَمُهِمٌّ الإصغاء والبحث والتحري، وليس السماع والتصديق، لما ينثره السياسيون من الجانبين، الحكومي والشعبي، من التمجيد أو الوعيد، لمنح الصوت أو منعه، فالإصغاء قوامه التفكير والإرادة والحرية في تقييم المصداقية، والتفريق ما بين الغث والسمين، أما السماع والتصديق فهو الإستسلام لكل ما يقال ولو بلغ كذبُه أو حُلمه عنان السماء.

فبصوتك أيها المواطن تستطيع، حين المنح وحين المنع، وكلا هذين الموقفين قرار لك، ولا يقل أحدهما أهميةً عن الآخر، فبمثل ما هو مهم أن تمنع صوتك عن دعم فعل الظلم وعمل الظالم، هو أيضاً مهم أن تمنحه لنصرة المظلوم والضعيف إزاء الفاسد والمتجاوز. والصوت السياسي والانتخابي هو كلمة الحق، وقد قيل فيها، بأن «أعظم الجهاد، كلمةُ حقٍّ عند سلطان جائر».

نعم بصوتك «تقدر» أيها المواطن، وليس هناك أفصح من حالنا اليوم، لتستطيع بصوتك أن تُصلح وتُغير، بما فيه نفعك ونفع الآخرين من المواطنين، وإن لم يكن للحاضر، فللمستقبل، ولكنك لن تستطيع ما دمت ترى نفسك منسلخاً عن معاناة الآخرين، بما تتمتع به خلافهم من رضا السلطات، الآني وغير الدائم، أو من عدم مَسِّكَ بما مَسَّهُم، وجَعَلَهم في معاناة الترمل واليتم وفقد شهيد عزيز، أو جعلهم في ذات ضيق اليد، من بعد فصل عائلهم من عمله، فقط لأنه مختلف ربما المذهب أو الفكر السياسي، وكذلك سجن وملاحقة الآلاف وضياع مستقبل البعض الدراسي والوظيفي، نتيجة حرمانه الجبري لكرسي الدراسة، عبر الفصل من المدرسة أو الجامعة، وفوقه الحرمان الإداري من التحاقه بجامعة على حسابه الخاص أو حساب متعهديه من المواطنين، إضافةً إلى أحكام السجن لمدد طويلة لأطفال لم يتموا الخامسة عشرة، بما ينهي استقرار مستقبلهم الحياتي والمهني والوظيفي. وكذلك ما حصل مع الأطباء الاستشاريين، من ذوي السمعة والاحتراف العالمي، من إيداعهم السجون، لا لشيء سوى التزامهم بميثاق مهنهم الطبية، بالتعارض مع أوامر منتسبي السلطات، بالمنع عليهم معالجة مصابي الأحداث السياسية، أو لكشف وفضح بعضهم، المخطط الفاضح الذي شهد فيه زوراً وزيران، لإبلاء الأطباء بحيازة السلاح، حين المحاولة لدس بعضه في سياراتهم الخاصة، المتوقفة منذ أمد بدء أحداث مستشفى السلمانية، في موقف الأطباء.

فالموقف لا يحتمل إلا أمرين، أما أن تكون، مع المشاركين بمنح صوتك، وإما أن تكون مع المشاركين بمنعه، وبعيداً عن الانتماءات الطائفية والمذهبية والقبلية، بل بمعيار المواطنة المتساوية الحقوق والواجبات. نعم بصوتك «تقدر»، إذا وجدت بضميرك وعقلك، أن الوضع القائم غير سوي، بما ينصر الظلم على العدل، ويميل إلى التمييز ضد المساواة، ويُضيِّع حقوق الضعفاء باستبداد الأقوياء، فشاركت بمنع صوتك، لتعرف السلطات والعالم، أن في البحرين من يشارك بمنع الصوت، وواجب على السلطات والعالم، أن تصلهم أسبابه ودواعيه، وبمثل ما للمشاركين بالمنح، من تعداد وتنسيب للكتل الانتخابية، فللمشاركين بمنع الصوت، ذات الأهمية من التعداد والتنسيب.

فمنع الصوت المعلن مشاركة، وهي أجرأ وأكثر إقداماً وأعمق نضجاً، ومجهدة ومكلفة أكثر من تلك لمنح الصوت، التي هي عادة متكررة، وبما يجعلها سهلة الممارسة، وتمتاز ببعض المنافع الشخصية، أما المشاركة بمنع الصوت، فتستلزم العمل الدؤوب على مدى الفترات التفصيلية الدقيقة طوال الفصول التشريعية، إلى أن يتم الإصلاح والتغيير، بعكس المشاركة بمنح الصوت، المنتهية بلحظتها.

وأخيراً حتى لو لم تحاسب الدولة أصحاب التخوين والتهديد والوعيد، القاذفين سمومهم تجاه المواطنين المشاركين بمنع صوتهم، قطعاً ستذبل أصواتهم الحاقدة والكاذبة، التي لن ترهب أصحاب الفكر الحر، والضمير الحي، بما تنادي به من خزعبلات التغريم والعقوبات، ضد كل من يشارك في العملية السياسية بمنع صوته، بما جعل بعضهم يعمم، أن الدولة ستحرم كل من يشارك بمنع صوته في انتخابات 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، من الخدمات (تلك المُلزَمة بها الدولة لجميع المواطنين)، وبما خرج بعضهم به إلى السفاهة، الدستورية والسياسية والقانونية والحقوقية، في فتوى التغريم وسحب الجنسية، من كل من يشارك في ذات العملية الانتخابية بمنع صوته.

إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"

العدد 4428 - الثلثاء 21 أكتوبر 2014م الموافق 27 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 11:56 ص

      كثر الله من امثالك

      اين القلوب المريضة اصحاب الاقلام المأجورة. بارك الله لك ولا فظض فاك

    • زائر 22 | 6:57 ص

      زائر

      الكل له الحرية تريد تقاطع قاطع تريد الشارك شارك بدون تخوين من الطرفين و تهديد لمن يريد المشاركة مع الاحترام للجميع

    • زائر 21 | 5:42 ص

      محب الوطن. 1234

      مساء الخير للجميع العجيب نر مساوئ الأحزاب الدينيه في المحيط حولنا ونصر على استمرارهم العمل في السياسه ونشاهد المنابر الدينيه تحولت إلى الدعايه السياسيه وإلى الطن في بعضنا البعض هذا بسبب إنشائها من طيف واحد وعدم وجود قانون يحكم توازنها من جميع الأطياف الحلوه ويبعد الرموز الدينيه تلقائيا في السيطره عليها

    • زائر 20 | 4:47 ص

      شكرا لقلم حر ونزيه حافظ على وسطيته رقم شائكة الطريق والخيارات المطروحه

      شكرا لك وفيت وكفيت
      حقا نحن بحاجة للتثبت والبصيره في قرارات صنع المواقف السياسية بالوطن بعيدا كل البعد عن الطائفة والعرق والقبيله والحزبية، والنظر بتجرد للوطن من اجل المواطن والوطن لاغير.

    • زائر 19 | 4:14 ص

      يا كثر

      يا كثر السدج فى البحرين هم اعرفون مابحصلون من الناخبين اى شى ولا من الحكومة بس الحقد على الش.... اعمتهم المشتكى لله

    • زائر 18 | 3:57 ص

      أصيل

      أستاذي الجليل سلمت أيها الحر الشريف

    • زائر 17 | 3:43 ص

      زائر

      الأستاذ يعقوب كتاباتك طيبة وتجمع لا تفرق بإسلوبك السياسي الراقي ولكن اود ان تكتب رأيك في الناس الذين يمنعون اخرين ويهددونهم بعدم الذهاب للتصويت اهذة حرية اهذه الخطوط العامة السلمية للمعارضة اجبني عن رايك في مقال تكتبه ان اردت ان ارع ويرفع مقامك اكثر وتكون اكثر الكتاب حنكة وسياسة0

    • زائر 16 | 3:35 ص

      رسالة مواطن

      لولا دماء ابنائنا وتضحياتهم في سبيل الحصول على الحياة الكريمه لما كان هذا البرلمان الذي يتغنون به الان موجود .هم من يضحون وهم من يتحملون الماسي والويلات والسجون والغير ياتي وبكل وقاحة ويعلو على جراحهم وماسيهم دون الخشيه من الله العز وجل .هولاء بالفعل هم المتمصلحين .والان تري كل من هب ودب راح سجل اسمه ويلات يعرف يتكلم او يمتلك الشجاعه في الدفاع عن المظلومين والمسجونين الذين ضحوا براوحهم من اجل كرامة هدا الشعب وعزته ونيل حقوقه المشروعة التي كفلها الدستور له.

    • زائر 15 | 2:34 ص

      لن اشارك

      في بناء برلمان اعضاءه وناسه والطبال والرقاص وفشلتونا واللي قالت عنهم الشيخه مي مو رياييل ينراد لهم فحص رجوله ..............

    • زائر 14 | 2:27 ص

      عجائب وغرائب هذا الوطن

      سفاهة احدى الكاتبات القابضات والتي بعد الفلل تتعامل الان هي وأبنائها في المشاريع التجارية ، بلغ بها جنون العظمة انها أصبحت تمنح صكوك الوطنية والتخوين للمواطنين بالمشاركة او الامتناع والذين عانوا الأمرين من المجلس السابق وتفلسف الأمور وكأنها الحاكم العسكري للمنطقة !

    • زائر 23 زائر 14 | 7:28 ص

      الكبر شين

      خل تقول الي تقول اسمع من الأذن اليمنى وطلع من الإذن اليسرى والطبول الفارغة تصدر أصواتاً مزعجة

    • زائر 13 | 2:00 ص

      محب الوطن. 0855

      صباح الخير للشعب الطيب كنا نريد البرلمان معين للشعب وجلالة الملك حفظة الله في كشف المفسدين والسرقات والارتقاء بمعيشت المواطنين لاكن صار لين فرعون وتسلط علينا سيف الرموز الدينيه الله يبعد هذه اأزمة ونرجع نفس أيام زمان بقيادة جلالة الملك أبو سلمان الله يحفظه

    • زائر 12 | 1:33 ص

      محب الوطن. 0757

      أستاذنا العزيز وشعب البحرين الطيب لماذا جعلنا الطائفية تنخر في المواطنين الأعزاء وجعلنا ها هي الحكم في فوز المترشح وليس الكفاءة الحكومه تتحمل جزء كبير من المشهد هي من أجازت لهذه الجمعيات العمل في السياسه وهي تشمل رائحتها العفنة تز كم الأنف من بعيد

    • زائر 11 | 1:32 ص

      محب الوطن. 0757

      أستاذنا العزيز وشعب البحرين الطيب لماذا جعلنا الطائفية تنخر في المواطنين الأعزاء وجعلنا ها هي الحكم في فوز المترشح وليس الكفاءة الحكومه تتحمل جزء كبير من المشهد هي من أجازت لهذه الجمعيات العمل في السياسه وهي تشمل رائحتها العفنة تز كم الأنف من بعيد

    • زائر 10 | 1:18 ص

      يريدون صوتنا الآن ولكن ماذا عن أصواتهم ؟

      عندما يجلسون على كراسي هذا المجلس وبعد أن أعطيناهم أصواتنا ماذا عن أصواتهم التي طالمت جلجلت في الهواء بلا فائدة وكما يقال أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً ولا ننسى أن هذه الأصوات المجلجلة لم تكن في يوم من الأيام في دوراتهم السابقة لصالح المواطن ومطالبه المشروعة بل كانت من أجل مصالحهم وامتيازاتهم

    • زائر 9 | 1:17 ص

      مقاطعة

      أنا سأشارك بمنع صوتي ليعرف العالم بأني مقاطع. شكرا للكاتب الحر.

    • زائر 8 | 1:04 ص

      محب الوطن. 0755

      صباح الخير أستاذنا الكبير وللشعب الطيب الانتخابات الجاريه مضيفه للوقت والمال العام وزيادة شطر الوطن وتسلط ماتبقى مم جمعيات طاءفي وأصبح البرلمان بقرة حلو لكل من هب ودب والجشع المالي هو الدافع وابتعد المثقفون المدنيون عن الترشح يتبع

    • زائر 7 | 12:25 ص

      تجمعن الأرانب فوق تلّ وقلن الصبح نفترس الذئاب

      هل تستطيع الارانب افتراس الذئاب؟ اذا كان ذلك فربما هذا المجلس الذي مستوى اعضائه. اذا كانت خيرة المجتمع ونخبه واصحاب الفكر والمكانة الاجتماعية كلهم مغيبون عن هذا المجلس. وهو بقوانينه التكبيلية التي شرعها المكبّلون من النواب المكبلون تصلح بكسر الباء وبفتحها كلا الحالتين يجوز على من كانوا بالمجلس ولا يستحقون كلمة نوابا

    • زائر 6 | 12:16 ص

      الشعب حر

      الشعب حر في منح صوته لمن يشاء و ليس لأحد الحق تقرير ما هو صحيح من خطأ

    • زائر 5 | 11:48 م

      مكشور يعقوب سيادي الله خليك لنا تاج على روؤسنا يارب

      صح السانك ياشيخ والله وفيت وكفيت رحم الله والديك بصوتك تقدر تمنع الظالم عن المظلوم وبصوتك تجعل المستبد ان يستبد كل شي اطفال في السجون ومساجد هدمت ونساء تم الاعتداء عليهن في دولة القانون نعم. بصوت تقدر ايه المواطن ان تاتتي بمترشح همه الوحيد الراتب والسياره وعبدا للحكومه حتي يضمن له كرسي بعد اتهاء البرلمان الفاشل

    • زائر 4 | 11:15 م

      إنهم ينتظرون على أحر من الجمر

      وأقصد بذلك بعض من كانوا في المجلس السابق وأعادوا ترشحهم لهذه الدورة ومن ترشحوا حديثاً ويحملون صفاتهم إنهم مجموعة من المخالب الحادة المسمومة التي تنتظر على أحر من الجمر وصولها لكرسي هذا المجلس لتبدأ مشوارها البغيض في التطاول على طيف يمثل غالبية شعب البحرين بالطعن والتخوين والدعوة للفصل والتجويع والتهميش وأدعوا الله أن لاتصل تلك المخالب لهذا المجلس حتى لا تتكرر المأساة

    • زائر 3 | 10:46 م

      ربما نصف صوت

      هل صوت لكل مواطن تم تفعيله ؟

    • زائر 2 | 10:27 م

      قبلة على رأسك يا أستاذ يعقوب

      سلمت وسلم قلمك الشريف،

اقرأ ايضاً