العدد 4429 - الأربعاء 22 أكتوبر 2014م الموافق 28 ذي الحجة 1435هـ

نادر عبدالإمام ناشطٌ مخبوء دفعته الإصابة للواجهة... ومغردٌ قاده «تويتر» إلى السجن

حتى قبل إصابته بطلق ناري في وجهه وسريان صورته مدمياً في وسائل التواصل الاجتماعي على نحو مخيف، كان نشاط نادر عبدالإمام مخبوءاً بين رفاقه من النشطاء وغيرهم من المهتمين بالشأن البحريني بعد عهد الإصلاح في العام 2000م.

غير أن سقوطه جريحاً أثناء مشاركته في مسيرة ليلية بالمنامة كانت في (13 يناير/ كانون الثاني 2012)، مثَّل لحظة فارقة ليست في حياة نادر الصحية فحسب، بل على مستوى ذيوعه الشعبي أيضاً.

فعبدالإمام الذي ظلّ صدى نشاطه محصوراً لدى الخاصة من القيادات والنشطاء مدداً طويلة، دفعته الإصابة للواجهة حتى غدا نشاطه محطَّ اهتمام الجميع في البحرين: حكومةً، مقربين من الحكومة، ومعارضة على أن كلٌ بقدره.

اتخذ نادر عبدالإمام من «تويتر» ميداناً له بإزاء مشاركته الميدانية متحدثاً في فعاليات عدة، وانطلق مغرداً عن آرائه المؤيدة للمعارضة في مختلف القضايا، واستطاع أن يجمع حول منبره «التويتري» 100.000 مستمع من مشارب ليست على لونٍ واحد.

ظلَّت مفردات «الإصلاح» و «النضال» و «الحوار» وشيئاً من أحاديث الإقليم، تسيطر على تغريدات عبدالإمام الـ(36 ألف). لم تكن بالضرورة تقنع متابعيه «معارضة أو موالاة»، لكنها كانت تشكل مادة جدلية يُؤخذ منها ويُرد بما يستنطق حقيقة «الأثر» الذي يمكن أن توقعه تغريدات عبدالإمام على جمهور متابعيه.

المنامة التي سقط فيها عبدالإمام مصاباً في العام (2012) هي ذاتها التي اعتقل منها في قضية ضمّت إلى جانبه كل من الناشط الحقوقي محمد المسقطي والمدرس محمد التل وغيرهم بتهمة المشاركة مع آخرين «مجهولين في تجمهر الغرض منه الإخلال بالأمن». كان ذلك في (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2012).

أفرج عن عبدالإمام لاحقاً، لكن ذلك لم يكن اعتقاله الأول منذ بداية أحداث (14 فبراير/ شباط 2011)؛ ذلك أنه وفي ذروة حمى الاعتقالات التي أصابت البلاد أُوقف عبدالإمام في (يونيو/ حزيران 2011) بعد ملاحقات أمنية دامت نحو 3 أشهر.

ولأن ظاهرة رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب شكلت مادة ملهمة لكثير من النشطاء البحرينيين؛ فلم يكن عبدالإمام استثناءً عنهم وظهر ملازماً لرجب في مواقع مختلفة على امتداد السنتين الماضيتين. وفي الإفراج الأخير عن رجب بدا عبدالإمام متحمساً للغاية وكان مع ذوي رجب ينسق لمراسم حفل الاستقبال.

العام 2011 ليس هو العام الذي شهد ولادة نادر عبدالإمام الناشط، ففي الأحداث الأمنية التي شهدتها البلاد فيما صار يعرف لاحقاً بـ «انتفاضة التسعينات» اعتقل نادر أيضاً بتهمة اشتراكه وآخرين في «خلية إرهابية» كانت تستهدف المساس بأمن البلد. قضية الخلية نشرتها الصحف المحلية في ذلك الوقت ونشرت معها صورة عبدالإمام.

لاحقاً ومع تبييض السجون من المعتقلين السياسيين استمر عبدالإمام نشطاً في المجال السياسي والإلكتروني الذي كان يمثل «بحرين أونلاين» أقوى أدواته، وفي (ديسمبر/ كانون الأول 2005) اعتقل عبدالإمام مرة أخرى.

وفي ذات لحظةٍ من العام 2006 احتاج عبدالإمام إلى الانقلاب على نفسه. حدث ذلك عندما قررت المعارضة المشاركة في الانتخابات النيابية آنذاك، بادئ الرأي اتخذ نادر عبد الإمام موقفاً بالمقاطعة والتي كان يغذيها في ذلك الوقت زعيم حركة حق حسن مشيمع (معتقل حالياً) وآخرون من رفاقه، غير أن خشيته على ما اعتبره إمكانية «الانتقاص من شعبية أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان»، والذي كان مترشحاً عن مقعد «أولى الشمالية» آنذاك والتي كانت تضم (جدحفص، الديه) دفعه للعدول عن قرار المقاطعة إلى المشاركة. بل وأكثر، حيث تسلَّم عبدالإمام زمام الحملة الانتخابية للشيخ علي سلمان، وهو ما دفع صديقه الناشط علي مشيمع إلى لومه عبر مقالٍ نشره في المنتديات الحوارية حينها.

ما بين عشرة أعوام تقلب فيها عبدالإمام نشطاً (2000-2010)، استقر به الحال مع جماعة من زملائه ومنذ مطلع العام الجاري إلى السعي في إشهار جمعية البحرين لمناهضة التمييز «إنصاف» (تحت التأسيس). لكن وحتى لحظة كتابة هذا التقرير؛ فإن «إنصاف» لم تشهر، وعبدالإمام مازال يمضي ليله محبوساً منذ (أغسطس/ آب الماضي) على ذمة قضية الإساءة للصحابي خالد بن الوليد في تويتر».

العدد 4429 - الأربعاء 22 أكتوبر 2014م الموافق 28 ذي الحجة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:22 ص

      الحرية لنادر ونبيل وزينب

      والحرية لجميع المناضلين والحقوقيين والسياسين

    • زائر 4 | 1:48 ص

      كفاكم عبث

      الصحابي الجليل خالد بن وليد اكرم من مليون واحد من عبدالامام وعلي سلمان لاتمجدو من تعداء على اصحاب رسول الله ( ص )

    • زائر 3 | 1:40 ص

      الله يفرج عند يا نادر

      وعن جميع المعتقلين المظلومين

    • زائر 2 | 12:32 ص

      صاحب ...

      الله يفرج عنك يا جيفارا البحرين!

اقرأ ايضاً