«وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَّلا تَفَرَّقُوا» (آل عمران:103) بهذه الآية أراد البحريني داوود فيروز إيصال رسالة سلام وتعايش عبر معرض الدُّمى الخاص به، والذي خصصه في هذه الفترة لمناسبة موسم عاشوراء، مرسلاً رسالة إيجابية إلى إخوانه من الطائفة المقابلة تحثُّ على الترابط ونبذ الفرقة، وليشاركهم موسم عاشوراء بأسلوبه الخاص، داعياً الجميع إلى الوحدة والابتعاد عما يعكر صفو التعايش بين الطائفتين الكريمتين.

فيروز مواطن بحريني متقاعد دفعه الفراغ إلى الانشغال بتزيين الدُّمى بما يتناسب مع المناسبة التي ينشغل الناس بها في الفترة نفسها، ووضعها في معرض خارج منزله الكائن بمدينة عيسى.

«الوسط» التقت فيروز وسألته عن طبيعة مشروعه، فأجاب: «منذ سنتين فقط بدأت بهذا المشروع البسيط كهواية في المقام الأول، وبسبب الفراغ الذي شعرت به بعد تقاعدي من العمل».

وأضاف «بدأت بتخصيص مبلغ ثلاثين دينارا شهريا أقتطعه من راتبي التقاعدي لأشتري به الدُّمى والملابس والديكور من السوق الشعبية والسوق المركزي فأزين الدمى بالملابس، وأضع الديكور في معرضي البسيط، بما يتناسب مع ما ينشغل الناس به في هذه الفترة من مناسبات كشهر رمضان أوالقرقاعون، والأعياد، وعيد العمال، وكأس الخليج، وغير ذلك من مناسبات».

ولا يقتصر فيروز على عرض أعماله في معرضه الصغير بل امتد ذلك ليشمل مشاركات في بعض المدارس، ولا يتقاضى على ذلك أجرا، بل لم يقصد قط أية جهة كي تموله؛ لتطوير مشروعه، مكتفياً بما يدخره من راتبه التقاعدي البسيط.

بهذا الخصوص، قال فيروز: «الكثير من الناس يأتون لمشاهدة المعرض والتقاط الصور، وهذا الأمر يجعلني سعيدا بعملي هذا، والذي أستطيع أن أرسل من خلاله رسالتي. ولم أقصد قط أية جهة لتساعدني، لكني قصدت بعض الشركات للحصول على ملابسهم الخاصة، كي أزين بها الدمى بمناسبة عيد العمال، لكني لم ألق منهم تجاوبا».

وعن المعرض الذي ينظمه في هذه الفترة، قال: «خصصت هذه الفترة لشهر محرم، وأحببت من خلاله أن أسلط الضوء على التعايش والوحدة والسلام، فوضعت دُمى تمثل الطائفتين الكريمتين - إحداها باللباس الأسود - يأكلون على المائدة نفسها، ويقرأون قرآناً واحداً، وفوقهم وضعت عبارة «الإسلام سلام»، وتبعتها بالآية الكريمة «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَّلا تَفَرَّقُوا»، راجياً الجميع أن يقتدوا بقول الله وأن يسود التعايش بيننا في ظل ما تشهده المنطقة من أجواء تعكر صفو هذا التعايش».