العدد 4432 - السبت 25 أكتوبر 2014م الموافق 02 محرم 1436هـ

شعار «الدولة المدنية»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في مطلع 2011، ومع انتشار احتجاجات واضطرابات وثورات الربيع العربي، انتشر مصطلح «الدولة المدنية» بشكل واسع، وذلك بعد أن رفع الشباب العربي تلك الشعارات المطالبة بالعيش الكريم والحرية والحقوق والمواطنة. وزاد من جاذبية المصطلح أنَّ الاتجاهات الإسلامية التي تسيطر على الشارع العربي منذ عدة عقود رفعت أيضاً شعار «الدولة لمدنية»، وبدا وكأنَّ المستقبل يبشر بخير للمنطقة العربية. غير أنَّنا وبعد أكثر من ثلاث سنوات من رفع ذلك الشعار أصبحنا أبعد ما يكون عن الدولة المدنية، بل إنَّنا نعود حالياً إلى الخلف بسرعة لم يتوقعها الكثيرون.

مصطلح «الدولة المدنية» يصف الكيان السياسي الممثل لمجتمع متماسك بسبب قوة «الرابطة المدنية»، وهي علاقة طوعية وطبيعية بين أفراد المجتمع المتنوعين في أصولهم والذين يولدون وهم يتمتعون بهوية البلاد، وأنَّهم بحكم ذلك لهم حقوق متساوية بحسب ما توضحه منظومة حقوق الإنسان، وأنَّ عليهم واجبات متساوية، وأنَّ سلطات الدولة تنبع منهم على أساس التداول السلمي ومن خلال عملية تمثيلية عادلة.

غير أنَّنا في منطقتنا نعاني من وجود روابط أخرى غير الرابطة المعروفة في الدولة المدنية الحديثة... فابن خلدون كان قد شرح في مقدمته قبل نحو ستة قرون بأنَّ أساس الدولة والعمران يعتمد في العادة على تلاحم مجموعة من الناس على أساس «العصبية»، وأنَّ هذه العصبية تتكون بالأساس على «صلة الرحم»، و «الغلبة» بالقوة، وعبر تحالفات تقوم على الحسب والنسب. الرابطة الأخرى التي نافست في رابطة صلة الرحم كانت الرابطة الدينية، وهذه الروابط تختلف عن مفهوم الدولة المدنية القائمة على «صلة المواطنة»، والتداول السلمي للسلطات في الدول التي تحمل صفة الديمقراطية حالياً.

مع اشتداد الأوضاع وتقلبها بدا واضحاً أنَّ القوى التي وصفها ابن خلدون أكثر تجذراً في منطقتنا من الشعارات الجميلة التي ارتفعت مع موجة الربيع العربي، وعليه تقلبت الأوضاع إلى أن وصلنا إلى وضعنا الحالي، والذي يعتبر أسوأ بكثير مما كنا عليه. وحالياً نرى كيف تقام أو تعزز التحالفات، وكيف أنَّ التنظيمات المتشددة تجتذب الشباب باسم الرابطة الدينية - الطائفية، وكل ذلك أبعد ما يكون من الشعارات الجميلة التي رفعت في مطلع 2011، ولاسيما شعار الدولة المدنية. إنَّ الذين يرفعون الشعارات الحديثة ملزمون بفهمها والدفاع عنها وإثبات تمسكهم بها بصدق، لكي لا تكون تلك الشعارات مجرد لقلقة لسان، ولكي لا يندحروا أمام القوى التي ترفض الانتقال للزمن المعاصر.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4432 - السبت 25 أكتوبر 2014م الموافق 02 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 2:29 م

      انت صح

      يادكتور انت صح وكلمك اغلبه صح بس هنا المجتمع قروي وزراعي ولايمكن يتغير بسرعه ولذلك لحد كبير المجتمع غير حر وغير مدني ولدوخ روحك يحتاج لوقت طويل

    • زائر 33 | 12:54 م

      لا ينفع

      هذا المصطلح لا يقوم الا تحت حكم علماني فقط .. عند المسلمون فهو مرفوض .. لمخالفته الشرع .. فمن يرفع هذا الشعار فإنه يستهتر بعقول الشباب والسذج فقط

    • زائر 32 | 8:16 ص

      جناية الحكومات الغربية على الشعوب

      ان الغرب يتحمل مسؤلية كبيرة لمباركته دول لا تتوقف فيها الانتهاكات لحقوق الانسان ساعة واحدة
      وهو يتحمل مسؤلية إقامته لعلاقات مع حكومات تتكلم عن الديمقراطية دون ان تمارسها في الحكم

    • زائر 30 | 5:54 ص

      محب الوطن. 1244

      الأخ العزيز منصور الجمري أساس الديمقراطيه والبرلمان المدني هي الجمعيات المدنيه هي الأساس فلا نتكلم حالين عن غيرها وننظر البرلمان كذا وكذا وننسى الأساس ولم نحضر المواد الصحيحه لبناء هذا الأساس فهل الجمعيات الدينيه الطائفيه هي الأساس الصحيح لبناء برلمان مدني حديث

    • زائر 28 | 4:17 ص

      شعارات الدولة المدنية أحبطت في 2011 لتظهر الدولة الارهابية بقيادة داعش في 2014..... ام محمود

      من نهج البلاغة (إن الله لم يخلقكم عبثاً ولم يترككم سدى ولم يدعكم في جهالة ولا عمى وانزل عليكم الكتاب تبياناً لكل شيء وعمر فيكم نبيه أزماناً حتى أكمل له ولكم فيما انزل من كتابه دينه الذي رضي لنفسه وأنهى إليكم على لسانه محابه من الأعمال ومكارهه ونواهيه وأوامره وألقى اليكم المعذرة واتخذ عليكم الحجة وقدم إليكم بالوعيد وأنذركم بين يدي عذاب شديد)
      لقد كان هناك مكر و دهاء في التعامل مع الثورات و النتيجة ان الوطن العربي يعيش على بركان منفجر ماذا يحدث في مصر و ليبيا و اليمن و العراق و سوريا هذه الأيام

    • زائر 27 | 4:14 ص

      الدولة المدنية الجديدة:صاحب السيادة ما يصلح للدين و صاحب السجادة ما يصلح للسياسة

      خطايا غاندي السبع :سياسة من دون مبادئ، ثروة من دون عمل، لذة من دون ضمير، معرفة من دون سلوك، تجارة من دون أخلاق، علوم من دون إنسانية، وعبادة مفيكة دون تضحية

    • زائر 26 | 4:11 ص

      دولة الامام علي ع ستكون شامله جميع العالم مستقبلا بقيادة الامام المنتظر عج ... ام محمود

      كان على الإمام علي(ع) أن يغير البناء السياسي والتشكيلة الوزارية التي كانت من قبله. فاعتمد على عزل العناصر الفاسدة واستبدل مكانها العناصر المؤمنة واصحاب السمعة الجيدة في الوسط الاجتماعي والسياسي والذين كان لهم بعد ذلك دور كبير في دولته وحكومته أمثال مالك الاشتر وعمار بن ياسر وعبد الله بن عباس وغيرهم من الوجوه المعروفة بالورع والإيمان. ثم انه من الركائز الأخرى التي انتهجها هو عدم انحجابه عن الناس والمؤمنين والجلوس لسماع مشاكلهم مع السلطة والموظفين مما يكون ذلك سبباً للمتابعة

    • زائر 25 | 4:01 ص

      الدولة المدنية في ويكيبيديا الموسوعة العالمية .... ام محمود

      الدولة المدنيـة هي دولة تحافظ وتحمي كل أعضاء المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية هناك عدة مبادئ ينبغي توافرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر. ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة. كما أنها لا تعادي الدين

    • زائر 23 | 3:20 ص

      محب الوطن. 085512

      الأخ العزيز منصور الجمري المحترم: الأعمى يعيب الأعور هذا حال جمعياتنا الدينيه ولا نقول هي غير صادقه في كثير من ما تطرحه والحكومه مقصرة في جوانب كثيرة ولا نبحص ايجابياتها كذلك والشعب بكل اطيافه يستاهل أكثر أكثر في تحسين معيشته ومشاركته مع الحكومه في حل مشاكله والمساواه في الوظائف وعدم التمييز ويحب أن تكون الكفاءه هي الحكم ومعاشرتي الطويله له هو لايحب أن يأخذ لقمة العيش من فم أخيه في الوطن ولا يحب أن تحل مشاكله بزرع الطائفيه والفتنه وبث الكراهية بينه والله سبحانه وتعالى خلق الناس أحرار وهو محاسبهم

    • زائر 22 | 2:58 ص

      اهم اسباب تدمير الدولة المدنية

      اهم اسباب تدمير مفهوم الدولة المدنتية في العالم العربي هو وجود الأحزاب الطائفية الشيعية و السنية يجب منع قيام مثل هذه الأحزاب كي نعيش في سلام

    • زائر 31 زائر 22 | 7:52 ص

      التدخل الغربي السافر و تسليح الدول لضرب بعضها البعض ..من أجل عمل التغيير المطلوب حتى لو ازالوا دول و زعماء من أماكنهم ..... ام محمود

      من أسباب تدمير الدولة المدنية التدخل الغربي الخبيث المباشر و تسليح الانظمة بأسلحة لا تخطر على البال و تسليح جماعات معارضة مثل ما حدث في سوريا و رمي أسلحة من الجو مثل ما حدث في كوباني و فتح الحدود ل الارهابيين لدخولهم بأعداد هائلة كما حدث في الحدود التركية السورية و اعطاء الضوء الأخضر ل اسرائيل لاستباحة المسلمين و قتلهم و نسف المنازل فوق رؤوسهم و صناعة الارهاب الدموي و الابادات و الحروب الطائفية البشعة و حادثة قاعدة سبايكر التي تهز الأبدان و القتل المستمر و التفجيرات كلها زادت في الفترة الاخيرة

    • زائر 20 | 2:02 ص

      محب الوطن. 0844

      عزيزنا الدكتور هذا حال جمعياتنا الدينيه كلها اتخذت الشعارات البراقه الانسانيه ولا نشك في نواياها لاكن هل هي تطبق هذا عليها في الانضمام لها وعم التمييز بين المواطنين وتكون الكفاءه والسيره الحسنه للشخص هي المعيار فقط أو اتباع خط الرمز الديني المقياس الأساسي فهل هذه الجمعيات تصلح أن تكون نواة لتأسيس برلمان مدني حديث يمثل الشعب كله من غير النظر في مذهبه أو عرق أو لون

    • زائر 16 | 1:34 ص

      mwaleedm

      الوطن هو الإنسان الدولة تداول أمور الناس في الخير و عدو الله و عدو الإنسان هو ما حرم الله على الناس هو القروض الرباويه استعباد الإنسان هذا ما حرم الله علينا . ( و لا في احد يقدر يقول أو يطرح هذا الموضوع لا سياسي ولا اقتصادي و الرجال الدين و انت يا دكتور منصور تقدر تقول أو تكتب عن هذا الموضوع أي الموضوع خارج هذا المحور الاستعباد فهو لصالح الحكومة و اسرائيل

    • زائر 13 | 1:12 ص

      محب الوطن 0744

      صباح الخير دكتور نا العزيز وللشعب الطيب العجب العجاب عندنا من ينادي بالديموقراطية وعدم التمييز والعدل وشاركت الشعب في الحكم هو لايطبقه في جمعياته الدينية كم الدكتور الذي يحاضر عن مساوء التدخين والأمراض العديده المسبب لها وهو مدمن على التدخين ولا يطبق كلامه على نفسه اءولن يتبع

    • زائر 12 | 1:02 ص

      الإسلام مدني بالطبع

      طبع الإسلام الحقيقي أنه مدني و يحفظ الحقوق و يوزع الواجبات بشكل عادل .. و الخطأ ليس في مدنية الاسلام من عدمها . بل في فهم و تطبيق الاحزاب الاسلامية للاسلام .. و لذلك يعتقد البعض ان العلمانية تحفظ الحقوق أفضل من الاسلام .. و ترى ان فصل الدين عن السياسة هو الحل الامثل .. و الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء أنهم لم يفهموا الاسلام الحقيقي .. و انما الاسلام المطبق في هذا الحزب او ذاك ...

    • زائر 8 | 12:27 ص

      اعتقد

      اعتقد يادكتورنا الفاضل ان الاخوه الشيعه لايستطيعون العيش في الدوله المدنيه وهذا مانراه في العراق وايران وتدخلات حزب الله في لبنان وايضا مانراه في البحرين حتي قانون الاسره الجعفري تم رفضه بامر من المرجعيه لان في اقراره خساره كبيره لرجال الدين الذين يقتاتون من هذه القضايا

    • زائر 10 زائر 8 | 12:34 ص

      الشيعه منهم الرسول

      والرسول جمع في دولته كل الديانات؛ لاتتفلسف علينا واستريح

    • زائر 19 زائر 8 | 1:54 ص

      الى زائر 8 مع التحية

      في الفقه السني والشيعي على السواء الأزيديين والبوديين يقتلون اذا لم يدخلوا الأسلام اين مفهوم الدولة المدنية من هذا الفقه

    • زائر 21 زائر 8 | 2:05 ص

      تناقض وفصام رجعي !

      يطالبون بالدولة المدنية ويرفضون قانون الأحوال الشخصية حتى تبقى المرأة والأسرة تحت سيطرة المرجعيات الدينية

    • زائر 7 | 12:23 ص

      منذ وعيت والبحرين غير ما ذكرت دكتور

      من منصف السبعينات الى الثمانينات الى التسعينات وها نحن الآن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والبحرين على ما عهدناها بلد القمع وكبت الحريات والمعتقلات والسجون والا فهل تفسّر لي دكتور بلد لا يصل عدد سكانه المليون والمعتقلات تعج بالمعتقلين السياسيين حتى بلغ من دخلوا السجن ربما 8000 والمتعقلين الحاليين قرابة 4000

    • زائر 18 زائر 7 | 1:49 ص

      الى زائر 7 مع التحية

      المقالة تتناول الدولة المدنية بشكل عام ما دخل القمع في البحرين وما صلته بالموضوع اتحفنا برأيك عن مفهوم الدولة المدنية والشعارات التي يرفعها الأسلام السياسي في هذا الأطار

    • زائر 6 | 12:09 ص

      نحن

      منذ وعينا على هذه الارض ونحن نرى اشكال القمع والتعذيب والذي لا زال هو الراسخ بذاكرتنا والحمد لله رب العالمين على هذا الابتلاء الحسن ففريق في الجنة وفريق في السعير

    • زائر 5 | 10:53 م

      تسلم دكتور

      في كلمة البحرين أمام الأمم المتحدة قبل نحو عامين دافعت عن الدولة المدنية في رد على مطالبة المعارضة بها
      فماذا يقول واقع تعيينات الوزراء والمسئولين وأعضاء الشورى وكيف تتم سياسات التوظيف والبعثات وغيرها من الامتيازات؟
      الجواب عند من يصدق مع نفسه لا يحتاج إلى توضيح.

    • زائر 3 | 10:02 م

      هي لقلقة اللسان دكتور

      ومند تحول النظام الاسلامي من الشورى الى ملك عضود وها نحن نعيش التخلف والعصبية اين الاسلام وتعاليمه من القائمين عليه من ولاة الامر حاليا

    • زائر 2 | 9:58 م

      شكرا للاستاذ منصور على الطرح

      ينطبق المقال على جمعية الوفاق الإسلامية
      ترفع شعار الدولة المدنية و هي ترفض الأحكام الأسرية !
      و ترفض مساواة المرأة بالرجل .
      و الاب الروحي لجمعية الوفاق في احد خطب الجمعة خاطب بـ الموت للعلمانية
      للعلم الدولة المدنية تعني ان تكون الدولة ليبرالية علمانية تحفظ حق الانسان و لا تفرق بدين او جنس او عرق او مذهب او طائفة او قبيلة

    • زائر 1 | 9:50 م

      شعار لكسب راي دول الغرب السادجين

      انا اعتقد انه الإسلاميين و بلاخص الإخوان المسلمين في مصر رفعوا شعار الدولة المدنية لكسب الغرب الي وصل من السذاجة يصدق اي شعار يرفع
      ومن المعروف انه الأحزاب الإسلامية اشد عداء للدولة المدنية ألي هيا غالبة تكون بفصل الدين عن السياسة بلمختصر تكون الدولة علمانية و ليبرالية

اقرأ ايضاً