تلقى برشلونة هزيمة قاسية في ملعب سانتياغو برنابيو أمام ريال مدريد بنتيجة 3/1، زملاء ليونيل ميسي ظهروا بصورة سيئة وثغرات دفاعية مقلقة. هذه الأمور أفسحت الطريق للتفكير والقيام بتحليلات فنية وإحصائية.

وقدم النادي الكاتالوني برشلونة مستوى رائعا منذ بداية الدوري الإسباني إذ لم يتلق أي أهداف حتى خسر في الكلاسيكو أمام ريال مدريد في ملعب سنتياغو برنابيو بالجولة التاسعة من الليغا هذا الموسم.

وكانت هناك إحصائية مقلقة نوعا ما من ناحية معدل أعمار اللاعبين. إذ إن الـ 11 لاعبا الذين اعتمد عليهم لويس إنريكي تقدر معدل أعمارهم 28.7 في حين أن ريال مدريد (26.6). هذه الإحصائية تبدو مؤثرة بشكل كبير حينما ينظر أن 6 لاعبين من الـ 11 الذين بدأوا المباراة في الفريق الكاتالوني يتجاوزون سن الـ 30 وهم: برافو (31 عاما)، ألفيش (31)، ماسكيرانو (30)، ماثيو (31)، زافي (34) وإنييستا (30).

وفي ريال مدريد كان هناك 2 من الـ 11 الذين يتجاوزون سن الـ 30 وهما إيكر كاسياس (33) وبيبي (31). وفي السياق نفسه، ريال مدريد دخل هذه المباراة مع 4 لاعبين تحت سن الـ 25: كارفاخال (22)، إيسكو (22)، خايمس رودريغيز (23) وكروس (24). في حين أن برشلونة دخل فقط بلاعب واحد تحت سن الـ 25 وهو نيمار (22 عاما).

وكانت الخطوط الأكثر تضررا من فارق السن هي الدفاع وخط الوسط. مع معدل 3.5 (في الخط الدفاعي) و 5.5 (في خط الوسط) أكثر من ريال مدريد من ناحية معدل السنوات، معدل الخط الخلفي لبرشلونة كان 29.75: ألفيش (31)، بيكيه (27)، ماسكيرانو (30) وماثيو (31). في حين أن ريال مدريد كان معدل خط دفاعه فقط 26.75 مع كارفاخال (22)، بيبي (31)، راموس (28) ومارسيلو (26). وفي خط الوسط كان معدل الفريق الكاتالوني وصل لحوالي الـ 30: زافي (34)، إنييستا (30) وبوسكيتس (26). في حين أن معدل خط وسط ريال مدريد وصل بالكاد إلى 24.5: رودريغيز (23)، مودريتش (29) كروس (24) وإيسكو (22).

عدة تساؤلات وشكوك تركها برشلونة بعد الكلاسيكو وخصوصا من ناحية الخط الدفاعي خط الوسط، لاعبين مثل بيكيه وألفيش بالإضافة إلى زافي لم يعودوا بالمستوى نفسه مقارنة بالمواسم الماضية، فهل بالفعل أصبح برشلونة يعتبر «فريقا عجوزا»؟

وشهد اللقاء إصابة لاعب خط الوسط الإسباني أندرياس إنييستا وخروجه في منتصف الشوط الثاني ودخول سيرجيو روبيرتو بدلاً منه، وقد صرح الجهاز الطبي في البلوغرانا أن الرسام سيغيب 4 أسابيع عن صفوف الفريق ما سيضع فريق في مأزق بسبب ضعف البدائل لدى المدرب الإسباني لويس إنريكي، إذ ان المخضرم زافي هيرنانديز لا يشارك بصفة أساسية مع الفريق بسبب تقدمه في العُمر، ما سيجعل إنريكي يعتمد على المتألق الكرواتي راكيتيتش والشاب سيرجيو ريبرتو الذي لا يعجز في مشاركاته أن يقود وسط ميدان الفريق الكاتالوني الذي يحتاج للاعبين أصحاب مهارات عالية وخبرات كبيرة.

وكان واضحاً أن النادي الكتالوني يعاني من ضعف في وسط ميدانه في المواسم الأخيرة بعد هبوط مستوى المايسترو زافي وعدم مشاركته أساسياً، وأيضاً مستوى المتألق إنييستا الذي ظهر به منذ بداية هذا الموسم والذي يقلق به كثير من مشجعي الفريق، ويعد غياب هذا الثنائي هو سبب انخفاض مستوى برشلونة في الفترة السابقة والتي يجب أن يعالجها المدرب الإسباني إنريكي.

وتبقى الكارثة الكبرى التي يواجهها نادي برشلونة الإسباني هي حرمانه من القيام بأي انتقالات خلال العام المقبل بسبب العقوبة المقررة عليه من قبل الفيفا والتي تجعله يعود لسوق الانتقالات مرة أخرى في يناير/كانون الثاني 2016، وذلك ما سيجعل البلوغرانا عاجزا عن تعزيز وسط الميدان لديه في العام المقبل وسيلزم إنريكي على الاختيار ما بين الخبرة وقلة العطاء لدى زافي وإنيستا أو عشوائية اللاعبين الشباب وأخطائهم المتكررة.