العدد 4435 - الثلثاء 28 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ

المعارضة تفقد عمودها الفقري بإغلاق «الوفاق» بعد «أمل» و«الوحدوي»

اجتماع الأمانة العامة لجمعية «الوفاق» أمس - تصوير : محمد المخرق
اجتماع الأمانة العامة لجمعية «الوفاق» أمس - تصوير : محمد المخرق

فقدت قوى المعارضة البحرينية عمودها الفقري، بعد أن قضت المحكمة الإدارية يوم أمس الثلثاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) بوقف نشاط جمعية الوفاق لمدة ثلاثة أشهر مع إلزامها بتصحيح أوضاعها، وهي خطوة تأتي بعد حلٍّ نهائي لجمعية العمل الإسلامي منذ (يوليو/ تموز 2012)، وتجميد جمعية الوحدوي لمدة ثلاثة أشهر منذ نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي.

قوى المعارضة كانت تتكون أساساً من ست جمعيات سياسية، هي: الوفاق، وعد، التجمع القومي، أمل، الوحدوي، الإخاء، ثم انضمت إليها جمعية المنبر الديمقراطي التي لاتزال تضع خيطا رفيعا فاصلا بينها وبين هذه القوى، وقد اتضح ذلك في موقفها المنفرد الذي أصدرته بشأن الانتخابات النيابية المقبلة، وإن كان يقترب كثيرا مما أعلنته بقية قوى المعارضة.

لكن قوى المعارضة فقدت جمعية العمل الإسلامي (أمل)، بعد أن قضت المحكمة الإدارية في جلستها في (9 يوليو/ تموز 2012)، حل جمعية العمل الإسلامي (أمل)، وذلك على إثر القضية المرفوعة من قبل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف لحل جمعية العمل الإسلامي (أمل)، بعد «تسجيل العديد من المخالفات الجسيمة والمستمرة التي ارتكبتها الجمعية، ومنها: عدم عقد المؤتمر العام للجمعية خلال مدة تزيد على 4 سنوات وآخرها ترتب عليه بطلان مؤتمرها إثر إقامته في دار عبادة، وتبعية قرارات الجمعية لمرجعية دينية تدعو إلى العنف صراحة والحض على الكراهية، وهي المرجعية التي تعدها أنها فوق الدستور وفقاً لتصريحات مسئوليها، ومخالفات ذات علاقة بالوضع المالي لها، وعدم موافاة الوزارة بنسخة من الموازنة السنوية للجمعية طبقاً للإجراءات المحددة قانوناً».

فيما أقر القضاء في (30 سبتمبر 2014) تجميد نشاط جمعية الوحدوي لثلاثة أشهر، إلى حين «إزالة المخالفات الواقعة في الجمعية».

وجاء القرار القضائي المذكور، بعد قرابة خمسة أشهر (منتصف مارس/ آذار 2014)، من تقدم وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة برفع دعوى إدارية لدى المحكمة الكبرى المدنية (الدائرة الإدارية)، ضد جمعية التجمع الوطني الديمقراطي (الوحدوي)، مطالباً بوقف أنشطة الجمعية إلى حين تصحيح مخالفاتها.

أما جمعية الوفاق، كبرى جمعيات المعارضة في البلاد، فقد أصبحت الجمعية الثالثة التي تطولها يد التجميد، حيث تقرر وفق أنشطتها لمدة ثلاثة أشهر، بعد دعوى قضائية قدمها وزير العدل منذ يوليو/ تموز الماضي.

وفي تعليقها، على قرار وقف أنشطتها لمدة ثلاثة أشهر، وصفت جمعية الوفاق ذلك بـ «الخطوة الخطيرة»، حيث قالت في بيانٍ رسمي لها «في خطوة خطيرة أقدمت الحكومة البحرينية على تجميد عمل جمعية الوفاق أكبر التيارات السياسية في البحرين لمدة 3 أشهر وهي مغامرة غير محسوبة».

وذكرت جمعية الوفاق أنها «مستمرة مع كل شعب البحرين في المطالبة بالتحول الديمقراطي وبناء الدولة العادلة التي تحترم الإنسان».

وبالعودة إلى العلاقة بين جمعية الوفاق ووزارة العدل، فيجدر وصفها بأنها ظلت على الدوام علاقة متوترة، توجت بقيام وزارة العدل برفع الدعوى على «الوفاق» يوم الأحد (20 يوليو/ تموز)، أفادت أن إجراءها المذكور جاء «حتى تقوم خلالها الجمعية بتصحيح وضعها غير القانوني إثر بطلان أربعة مؤتمرات عامة، وذلك نتيجة عدم تحقق النصاب القانوني لها، وعدم الالتزام بعلانية وشفافية إجراءات انعقادها»، وهو ما نفته «الوفاق» بشدة، وأشارت إلى أن هذه الدعوى كيدية وهدفها الضغط عليها للمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وبغض النظر عن صحة الموقف القانوني والسياسي لأيٍّ من الجهتين، فإن «ملف إغلاق الجمعيات المعارضة»، بات يحمل إرشيفاً لا بأس به لدى وزارة العدل، وخاصة بعد أزمة فبراير/ شباط 2011، بدءاً من جمعية وعد التي طالها الإغلاق وقتها، مروراً بجمعية العمل الإسلامي «أمل» المغلقة حاليّاً، وانتهاء بالدعوى القضائية الأخيرة على «الوفاق»، وكذلك جمعية «وعد» التي حدد يوم (9 نوفمبر/ تشرين الثاني) النظر في دعوى مشابهة لتجميد أنشطتها لمدة ثلاثة أشهر أيضاً.

وبالعودة إلى أرشيف إغلاق جمعيات المعارضة، فهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها وزارة العدل برفع دعوى قضائية عليها لحلها، فالأولى كانت في منتصف (إبريل/ نيسان 2011)، خلال فترة السلامة الوطنية، إلا أنه تم التراجع عن هذه الدعوى وتجميدها.

وقد أكد وزير الخارجية في 18 ابريل 2011، أن «مملكة البحرين لا تسعى إلى حل جمعية الوفاق، مشيراً وقتها إلى أن السلطات ترغب في أن تكون الجمعية التي تطالب بإصلاحات سياسية كبيرة «شريكاً للمستقبل».

أما الدعوى الثانية، فكانت في (20 يوليو 2014)، حيث أفادت وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، أنها قامت برفع دعوى قضائية بطلب وقف نشاط جمعية الوفاق لمدة ثلاثة أشهر حتى تقوم خلالها بتصحيح وضعها غير القانوني إثر بطلان أربعة مؤتمرات عامة، وذلك نتيجة عدم تحقق النصاب القانوني لها، وعدم الالتزام بعلانية وشفافية إجراءات انعقادها.

وقالت وزارة العدل، إن ذلك يأتي في ضوء إصرار الجمعية المذكورة على مخالفة القانون ونظامها الأساسي وامتناعها عن تصحيح المخالفات المتعلقة بحالة انعقاد مؤتمراتها العامة غير القانونية وما يترتب عليها من بطلان قراراتها كافة».

جمعية الوفاق تربط هذه الدعوى بعدم مشاركتها في الانتخابات المقبلة، التي ستعقد في (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014).

أما جمعية «وعد» المصنفة ضمن التيار الليبرالي الديمقراطي في البلاد فقد تلقت أولى الضربات في هذا الصدد، حيث لا ينسى الوعديون يوم (7 أبريل2011)، حيث أصدر النائب العام العسكري بقوة دفاع البحرين، خلال فترة السلامة الوطنية، قراراً بإيقاف الجمعية وإغلاق مقرها، وصرح وقتها بأنه «بناء على أحكام المرسوم الملكي رقم 18 لسنة 2011 بشأن إعلان حالة السلامة الوطنية واستناداً إلى البندين (8 و9) من المادة الخامسة من هذا المرسوم، فقد تقرر وقف نشاط جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) وإغلاق مقارها وموقعها الإلكتروني حتى إشعار آخر، وذلك لما تضمنه بيانها المنشور بتاريخ (3 إبريل2011) من عبارات ماسّة بالقوات المسلحة وأخبار كاذبة تثير الفتنة والفرقة بين المواطنين، والتعرض لإجراءات التحقيق المتخذة من قبل النيابة العسكرية في القضايا المتعلقة بإعلان حالة السلامة الوطنية على رغم وجود حظر بعدم جواز النشر صادر عن النائب العام العسكري».

غير أنه في إطار تفاهمات لاحقة، أعيد السماح للجمعية بافتتاح مقرها بعد تشميعه قرابة شهرين ونصف، حيث أصدرت الجمعية في (19 يونيو/ حزيران من العام ذاته)، بياناً رحبت به الحكومة واعتبرته مراجعة لمواقف الجمعية وسمحت بعده لها على الفور باستئناف عملها السياسي.

العدد 4435 - الثلثاء 28 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 10:05 ص

      بدونه ما تعيشون

      الي اقول الامور ماشيه وياكم او بدونكم, حاب اقول له. لو لا وجود الحراك الشعبي او معارضه لما وجد هناك مجلس انتخابي, ولو لا المعارضه لما حصلتون على هذه القشور الدنيويه التي تتراكضون وتلهثون ورائها.

    • زائر 27 | 8:35 ص

      القرار بيكون لصالح الوفاق

      خطوه غبيه جدا انتهى.

    • زائر 24 | 5:01 ص

      خل عنكم

      تركوا الكلام الفاضي والهرار.. صلحوا أوضاعكم او بتخيس ون حرية العمل السياسي !! شوفوا وعد ورغم نفس العقلية ، لكنهم كبروا راسهم وشالوا المحكوم ابراهيم شريف من الرئاسة ! العقل زين

    • زائر 23 | 3:40 ص

      حصاة وزاحت عن طريج المسلمين

      المفروض يصكون كل الجمعيات سنية وشيعية لانهم اساس المشكلة. يتصارعون لمناصب لهم فقط وليست للشعب.
      اقصد كل الجمعيات وليست الوفاق فقط

    • المتمردة نعم | 3:30 ص

      المتمردة نعم

      يعني المطالب ما تتحقق الا بالجمعيات؟الجماهير المعارضة مؤمنة بالجمعيات اكثر من المطالب.واتحدى اي مخالف يقول عكس ذلك والدليل الايام المقبلة ما بتشوفون الا الريش هذا امتحان بسيط لكم واختبار لمدى صدقكم وجديتكم.

    • زائر 20 | 3:04 ص

      بنت عليوي

      بسكم ظلم في خلق الله، كل هذا عشان هالأنتخابات الفاشلة اللي عورتوا راسنا ابها

    • زائر 26 زائر 20 | 6:47 ص

      الحمادي

      شلي قاهرج هههههههه الانتخابات ماضيه بدونكم نوتوا حره حره كلن يرده اصله

    • زائر 19 | 2:18 ص

      باب النجار مخلع..

      لا افهم كيف تدار ماكنة الجمعيات السياسية بكل هذا الكم من المخالفات الادارية والقانونية وهم ينتقدون اداء الحكومة عموما والوزارات خصوصا ليل نهار، لماذا يعطون الحكومة المجال لكشف عيوبهم ومن ثم اتهامهم بمخالفة القانون. اليس الاولي تسيير الامور بالطريقة الصحيحة والقانونية. أصلا الحكومة بدون قانون قادرة عليك ، بعد تعطيها الفرصة للضرب من تحت الحزام؟ بدلا من انتقد الحكومة عليكم يا جمعيات اصلاح بيتكم الداخلي ولا فائدة من البكاء علي اللبن المسكوب

    • زائر 18 | 2:09 ص

      الشعب ليس بجمعيه

      والذي يعتقد او يفكر أن الشعب يختزل بجمعيه فهو واهم انما الجمعيه هي لتنظيم امور داخل البيت ولتسيير اموره فهكذا بعد أغلاق أكثر من جمعيه سنرى خط جديد يصعد للساحه وسيكون أكثر عنفاً في مواجهة تصرفات حكومه طائشه بقراراتها وتعنتها لمنهج واحد على الحكومه أن تعي أننا في مرحلة تغير الزمان وتغير أيدلوجية الشعوب قادمه وبقوه من الغرب للشرق ومن الشرق للغرب قبلت بهذا الحكومه ام لم تقبل التغيير لابد منه ...>>>

    • زائر 17 | 1:16 ص

      المعارضة موجوده .

      مو بمسميات الجمعيات انها قنبله موقوته بالشارع والشارع واسع ولله الحمد .

    • زائر 16 | 1:06 ص

      حتى

      حتى لو اوقفتوا الوفاق الشارع لن يهدى وسترون بعد العشره من محرم لا احد يقدر اوقف حراك الشارع الى الشعب والشعب مستمر حتى تحقيق المطالب والله ياخد الحق المسلوووووب

    • زائر 15 | 12:58 ص

      الحمدلله الذي جعل أعدائي من الحمقى

      اذا لم تلين السلطة ...حتما و هذه سنة التاريخ، أمل و بعدها الوحدوي و اليوم الوفاق، و غدا ماذا؟!
      لا يو جد نظام لا يعارض! إلا بغنتفائه...
      لا السجن فاد..
      ولا الحركات الفارغة لمضايقة الجمعيات..
      المعارضة متماسكة بجميع أطيافها و تكتلاتها مع قواعدها؟

      ماذا تمتلك الحكومة؟ طبالة و علاقات عامة؟

    • زائر 21 زائر 15 | 3:24 ص

      اذا لم تلين السلطة !!1 تهديد هو ولا ويش

      وش بيصير ؟؟ الامور ماشيه والحياه حلوه ... وانتون خلكم كلام في كلام
      الحمدلله على كل حال

    • زائر 14 | 12:51 ص

      تخبطات في الظلام

      لعل وزير العدل خير دليل على حالة الترنح التي أصابت السلطة بعد قرار المعارضة المتماسك و الصارم بمقاطعة الإنتخابات الصورية، و ذلك لمعرفة السلطة بهشاشة موقفها داخليا و دوليا. و لا يعلم من نتيجة تعنت السلطة الا النتائج الغير مسؤولة و التي بدورها ستكون وخيمة عليها اولا و مغامرة فاشلة أخرى!

    • زائر 13 | 12:51 ص

      محب

      نحبكم يا الوفاق ومهما عملوا فيكم الحاقدين والظالمين تبقون في القلوب المحبه لكم معاكم معاكم .... وحسبنا الله ونعم الوكيل في هالظلم يا الظالمين الله عليكم يراوينا فيكم يوم

    • زائر 12 | 12:46 ص

      عل الوفاق

      ان ترد بعدن الاكتراث لهذه القرارات الجوفاء ما دام لها هذا الثقل والوزن الجماهيري كما ان الدولة تعاند وتعمل عل كسر عظم الجمعيات وجماهيرها فالحق للجمعيات ان لا تعطي بالا للي الذراع ما دام الحراك سلميا . وخلهم يسوون اللي سوونه الجماهير والناس هم السند لاي دولة واي حركة واي جمعية وجماهير الوباق متمسكين بها ولو هدموا حتى مبناها في هي في كل بيت .

    • زائر 11 | 12:45 ص

      للشعب ارادة

      دعو الشعب البحريني يقول كلمته بدون جمعيات وسنرى ما سيحدث

    • زائر 9 | 12:19 ص

      العنوان غلط

      محد يقدر يكسر عمود المعارضه وشعب يبي حقه
      ولا تحبط الناس وشجع....

    • زائر 8 | 12:05 ص

      العمود يبقى عمود

      والوفاق عمود ان قبلت الدولة او رفضت

    • زائر 7 | 11:57 م

      وفاقيون بامتياز

      وفاقيون وفاقيون وفاقيون اني وعائلتي واهلي وجيراني

    • زائر 5 | 11:44 م

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،الحكومه ،في دائره مفرغه ،،لا احد يعير انتباه لها ،،لماذا ،،
      لان قوانيين البلد زادت على عدد السكان ،،كل يوم قانون وكل يوم دستور ،،
      والعجيب ،،معظم هذه القوانيين ،،ليست في صالح المواطن ،،بل على العكس ..
      اتقوا الله في شعوبكم ،،ف لن ينفعكم في نهاية المطاف ،،
      { راجو ولا فنطاز ولا حتي صبحي عويد } السلام عليكم .

    • زائر 3 | 11:09 م

      البحرين

      الجمعيات تمثل العمود الفقري الى الحكومه

    • زائر 6 زائر 3 | 11:53 م

      ههههه

      ههههههه فقط

    • زائر 1 | 10:38 م

      لن نركع الا لله

      ابد والله مافقدت الوفاق شي فهي باقية الى الابد

اقرأ ايضاً