فتحت اللجنة التنفيذية للانتخابات المقبلة الباب للمترشحين لممارسة دعاياتهم الانتخابية، ليطلق هؤلاء العنان لشعاراتهم وبرامجهم، التي خطتها لغة جادة لم تخلو من كوميديا.

المترشح للانتخابات النيابية بالدائرة الثالثة من محافظة الوسطى جعفر حبيب، لخص محاربته للرشاوى الانتخابية، عبر وضعه صور لمكيف وثلاجة وورقة نقدية فئة 20 دينار بأحد إعلاناته، مع علامة (×) بحجم كبير على كل صورة، ليؤكد من خلالها رفضه لظاهرة المال السياسي.

فيما فضل مترشح نيابي في الدائرة الأولى من المحافظة الجنوبية، إرفاق إعلانه بعبارة تفيد بإمامته لأحد الجوامع، ظناً منه بأنها الوسيلة الأسرع والأقرب للوصول لصوت الناخب.

وامتداداً لحضور الخطاب الديني، قدم مترشحون دعاية انتخابية لم تخلو من نزعات طائفية، في قناعة واضحة منهم بجدوى هذا الخطاب الذي يتناغم مع الاستقطاب الطائفي الحاد في البحرين، والذي يملك، حسب اعتقادهم، التأثير على اتجاهات وخيارات الناخبين.

هذا، ولم يخلو المشهد الانتخابي في بعض مواقعه، من الأخطاء الإملائية التي أضفت على الدعاية الانتخابية، كوميديا من نوع خاص، من بين ذلك عبارة (من أجل روقي الوطن) والتي جاءت في الإعلان الخاص بأحد المترشحين للانتخابات البلدية عن الدائرة الثامنة بالمحافظة الشمالية.

وكان لبعض المترشحين أسلوبهم الخاص في حشو إعلاناتهم بقائمة طويلة من المؤهلات والخبرات، في سلوك يأتي متزامناً مع غياب القيود والرقابة الرسمية في هذا الخصوص.

وتعليقاً على عملية كتابة البرنامج الانتخابي، وأسلوبه المعتمد في ذلك، قال المرشح للانتخابات البلدية عن الدائرة الخامسة بالمحافظة الجنوبية داوود السيد أحمد: «إن قرار ترشحي الذي جاء متأخراً وبناءً على طلب أهالي الدائرة، لم يسعفني بعد للانتهاء من متطلبات الدعاية الانتخابية»، معولاً في هذا السياق على «الخبرة التي يمتلكها والتي تتقاطع مع اختصاصات العضو البلدي».

وبين أن عمله في إدارة المساحة بوزارة الإسكان وفر له خبرة ممتدة مع الخدمات أسعفته في كتابة برنامجه الانتخابي، مؤكداً عدم تأييده لأسلوب بعض المترشحين في نصب الخيام والمبالغة في نشر الإعلان، مضيفاً «بدلاً من ذلك سألجأ لزيارة أهالي الدائرة ومختلف مناطقها ومجالسها».

وتابع «برنامجي الانتخابي في طور الطباعة، وأرفض وضع القمر في يد والشمس في أخرى بالنسبة للناخب، ولن أقدم الوعود المبالغ فيها، أما محتويات البرنامج ومضمونه فتتركز في تحسين مستوى الخدمات في الدائرة التي أمثلها، والتي تعاني بشكل كبير في هذا الإطار»، مقراً بحاجة المترشحين على مستوى البحرين لعنصر الخبرة في كتابة البرنامج الانتخابي، والتي لا تتوفر بالمستوى المطلوب.

من جانبه، أثنى المترشح للانتخابات النيابية بالدائرة السابعة بمحافظة المحرق بدر الحمادي على الإجراءات القانونية التي تقوم بها هيئة التشريع والإفتاء في إطار إشرافها على الانتخابات، بما في ذلك تحديد الموعد الرسمي المخصص لممارسة الدعاية الانتخابية، والذي انتظره المترشحون للبدء في التسويق لبرامجهم.

وبالنسبة لبرنامجه الانتخابي، أشار الحمادي إلى أن استعداده التام لذلك حتى قبل افتتاح موعد ممارسة الدعاية الانتخابية.

ورأى أن معايير كتابة البرنامج الانتخابي للمترشح البلدي تختلف عن تلك التي يحتاجها المترشح النيابي، على اعتبار أن صلاحيات العضو البلدي تدور في نطاق الدائرة وتتعلق بالخدمات، فيما تتعلق صلاحيات المرشح النيابي بالتشريع والرقابة، الأمر الذي يفرض عليه تمثيلاً لكل البحرينيين دون استثناء، والسعي لتلبية احتياجاتهم، السياسي منها والتنموية.

وتقييماً لبرامج المترشحين بشكل عام، قال: هنالك اتفاق عام على بعض الملفات، ويتصدر ذلك الملف الإسكاني وتحسين مستوى معيشة المواطن، إضافة إلى ملفات أخرى كالتأمين الصحي والفساد وتنفيذ توصيات ديوان الرقابة المالية.

كما شدد على ضرورة إدراك من يسعى لتمثيل السلطة التشريعية، لمهام النائب بما في ذلك جوانب التشريع والرقابة على أداء السلطة التنفيذية، أما الأمور الخدمية فيمكن للنائب السعي لتلبيتها بالتنسيق مع العضو البلدي متى ما وجد تعطيل لها، متحدثاً عن حرصه على تضمين ومراعاة ذلك في برنامجه، بما يوفر مساحة للتعاون مع العضو البلدي في نفس الدائرة متى ما تطلب الأمر.