أعلنت روسيا أمس الأربعاء (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2014) إصرارها على تسوية الديون الأوكرانية لإمدادات الغاز السابقة قبل البدء في تقديم إمدادات جديدة، وذلك قبل وقت قصير من إجراء مفاوضات بشأن موضوع الغاز بين موسكو وكييف في بروكسل.

وصرح سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيغوف لوكالة «انترفاكس» الروسية أنه يعتبر استئناف إمدادات الغاز لأوكرانيا من جانب شركة غازبروم الروسية أمر غير واقعيآ

وقال تشيغوف: «السؤال الرئيس في هذا الشأن هو: أين المال؟ آمل حقاً في أن يتم استيضاح ذلك هذه المرة».

ودعا السفير الروسي الاتحاد الأوروبي لتقديم الأموال لأوكرانيا -التي أوشكت على الإفلاس- من أجل تسوية ديونها. وتابع تشيغوف: «لن تحصل الحكومة الأوكرانية في كييف على الشريحة التالية من صندوق النقد الدولي إلا في شهر فبراير القادم، وإلى بلوغ هذا الموعد يمكن أن يتجمد المواطنون دون غاز».

ويحاول الاوروبيون والاوكرانيون والروس التوصل الى اتفاق لتسوية النزاع بشأن الغاز الذي يهدد إمدادات أوروبا في الشتاء غداة تصريحات لموسكو عن عزمها الاعتراف بالانتخابات المقبلة في أراضي الانفصاليين شرق اوكرانيا.

وتبدو المفاوضات الرامية إلى إعادة إمدادات أوكرانيا بالغاز الروسي المقطوعة منذ يونيو صعبة بنظر وزير المالية الأوكراني اولكسندر شلاباك المشكك باحتمال الخروج بنتيجة إيجابية.

وقال وزير المالية الاوكراني «لدي الانطباع أن لا أحد يريد التوصل إلى اتفاق وفي المرتبة الأولى الروس».

وابدى المفوض الأوروبي لشئون الطاقة، غونتر اوتينغر حذره إزاء إمكانية التوصل إلى تسوية للنزاع بشأن الغاز بين كييف وموسكو ، مقدراً فرص نجاح المفاوضات الجديدة في بروكسل بـ «50 في المئة».

وعلى صعيد آخر، نفى الكرملين الشائعات المتعلقة بالوضع الصحي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما أكدت تقارير نشرها في الفترة الأخيرة بعض وسائل الإعلام الغربية أن الرجل القوي لروسيا مصاب بالسرطان.

وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريح نشرته وكالة «تاس»، «إنها مجرد تكهنات. فليصمتوا (الأشخاص الذين يبثون هذه الشائعات). كل شيء على ما يرام».

وقد أكدت صحيفة «نيويورك بوست الأميركية» الأسبوع الماضي أن بوتين يعاني من إحدى المراحل الأخيرة لسرطان البنكرياس، ويعالجه طبيب ألماني التقاه قبل عشرات السنين عندما كان عميلاً لجهاز الاستخبارات السوفياتي كاي.جي.بي في ألمانيا.

وأكدت الصحيفة «هذا يبرر لماذا استعجل بوتين لاجتياح أوكرانيا» حيث يدور نزاع بين القوات النظامية ومتمردين موالين لروسيا.

وكانت الشائعات تفشت في 2012 في روسيا بشأن الوضع الصحي لبوتين الذي أرجأ مراراً تنقلاته وزياراته إلى الخارج وشوهد يعرج.

وأكد عدد كبير من وسائل الإعلام الروسية آنذاك أن بوتين يعاني من تفاقم حالة جرح قديم في العمود الفقري، لكن الكرملين نفى هذه المعلومات نفياً قاطعاً.

من جهة أخرى، أشار رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك إلى أنه سيبقى في منصبه على الأرجح بعد فوز حزبه في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد.

وقال في مؤتمر صحافي «يلتزم الحزب الذي حل في المركز الأول في الانتخابات ببدء عملية تشكيل ائتلاف... ويتولى رئيس (هذا) الحزب رئاسة الحكومة». وتفوق حزب الجبهة الشعبية برئاسة ياتسينيوك بفارق ضئيل على الفصيل السياسي للرئيس بيترو بوروشينكو وحصل على أكثر قليلا من 22 في المئة من الأصوات المخصصة للأحزاب مع قرب الانتهاء من فرز الأصوات.