العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ

انريكي يرسم خارطة طريق جديدة لتجاوز خيبة «الكلاسيكو»

فرضت الخسارة أمام الغريم ريال مدريد الإسباني في مواجهة الكلاسيكو على الجهاز الفني لنادي برشلونة بقيادة المدرب لويس انريكي مراجعة حساباته وإعادة ترتيب أوراقه من جديد لاحتواء الخيبة وتفادي تأثيرها على مستقبل الفريق الذي تنتظره استحقاقات محلية وأخرى دولية في غاية الأهمية تجبره على طي صفحة الكلاسيكو وتركيز الجهود على الجولات المقبلة.

ولأجل ذلك قرر انريكي بالتشاور مع الإدارة رسم خارطة طريق جديدة يسير عليها البارسا لتحقيق نتائج جيدة والحفاظ على صدارة الدوري الإسباني على رغم الفارق الضئيل الذي يفصله عن غريمه ريال مدريد والذي أصبح نقطة واحدة فقط بعد الخسارة الأولى له هذا الموسم.

ويتطلع اللوتشو إلى الاستفادة من خسارة الكلاسيكو التي كشفت العديد من نقاط الضعف التي يعاني منها برشلونة في خطوطه الثلاثة والتي قد تفرض عليه طلب تدعيم التعداد البشري في الميركاتو الشتوي في حال إلغاء المحكمة الرياضية الدولية الحظر المفروض على النادي في سوق انتقالات اللاعبين لغاية العام 2016.

وكشف تقرير لصحيفة «سبورت» الكاتالونية فإن خارطة الطرقة الجديدة تفرض على المدرب انريكي إعادة النظر في خياراته التكتيكية وخصوصا في بعض المراكز التي اثبت أصحابها إنهم خارج النص والأفضل الإبقاء عليهم في دكة الاحتياط في حين أثبتت مواجهة الكلاسيكو وزن آخرين. فعلى مستوى حراسة المرمى فإن انريكي ليست له خيارات سوى استمرار الاعتماد على الحارس الشيلي كلاوديو برافو في المباريات المحلية والألماني تير شتيغن في مباريات دوري أبطال أوروبا بل ولا يستبعد أن يحتكر برافو حراسة عرين البلوغرانا في البطولتين بالنظر إلى خبرته وتألقه في وقت إن شتيغن يفتقر للتجربة ويحتاج لبعض الوقت ليفرض نفسه.

وفي خط الدفاع تبقى مشكلة الكرات الثابتة صداع في رأس انريكي على رغم تواجد مدافعين من أصحاب القامة الطويلة غير أن تذبذب أداء البعض وقلة التناغم بين الرباعي الدفاعي قلل من فعاليته، فعلى مستوى المحور برهن جيرارد بيكيه انه غير جاهز هذا الموسم فنياً وذهنياً للعب في التشكيل الأساسي وانه يحتاج لمرحلة انتقالية تمكنه من استعادة لياقته التي عرف بها وجعلته أفضل لاعب في منصبه، ويستحسن على انريكي إشراك البلجيكي توماس فيرمايلن أو مارك بارترا إلى جانب الفرنسي جيريمي ماثيو وهي التوليفة الوحيدة التي لم يجربها انريكي، إذ ينتظر تعافي مدافع أرسنال السابق من أجل تطبيقها، أما على صعيد الظهيرين فبات على انريكي منح ثقة اكبر لجوردي ألبا والبرازيلي دوغلاس بيريرا ذلك أن صغر سنيهما يسمح لهما بمجاراة إيقاع المهاجمين والقيام بدعم الهجوم من دون الإخلال بالواجبات الدفاعية في وقت إن البرازيلي داني الفيش أصبح غير قادر على التوفيق بين الشقين الهجومي والدفاعي وترك خلفه مساحات كبيرة استغلها لاعبو الريال لإحداث تفوق عددي.

وعلى مستوى خط الوسط كشفت مباراة الريال ضرورة إقحام الكرواتي إيفان راكيتش في التشكيل الأساسي إلا إذا كان مصاباً أو موقوفاً بل يجب أن يمنح للكرواتي دورا هاماً في الفريق يتناسب مع مؤهلاته ومع مجهوداته تماماً مثلما هو الحال مع اندريس انييستا وزافي هرنانديز في عهد المدرب بيب غوارديولا الذي جعلهما قطعتان لا غنى عنهما، مع ضرورة إعادة الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو إلى مركزه الأصلي الذي تألق فيه بدلا من الاعتماد عليه كمدافع محوري على رغم تواجد 4 عناصر تلعب في محور الدفاع، بينما أكدت مباراة الكلاسيكو إن المخضرم زافي هرنانديز يزداد بعداً عن مستواه البدني والفني المعهود وأن إشراكه أساسياً ضد الريال كان خطأ تكتيكيا كبيراً لانريكي سببه عاطفي أكثر منه فني فخط الوسط يحتاج إلى لاعبين يتمتعون بقدرة بدنية عالية تتيح لهم بمساعدة الدفاع والهجوم دون الشعور بالإرهاق.

وفي الهجوم لا يختلف 2 على أن تواجد الثلاثي ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا ولويس سواريز يعد الاختيار الأنسب للبارسا لتشكيل خطورة على دفاعات المنافسين مهما كانت صلابتهم غير أن مباراة الريال كشفت بأن الثلاثي يحتاج إلى تنسيق أكبر بين عناصره بعدما كانت مواجهة الكلاسيكو هي الأولى لهم معاً ويحتاجون إلى مزيد من الوقت للتأقلم، لكن ذلك لا يمنع من التأكيد بأن اللوتشو مطالب بزرع ثقافة المنافسة الإيجابية بين الثلاثي القادم من أميركا الجنوبية وتفادي الغيرة السلبية بينهم خصوصا إن كل واحد منهم تهمه الأرقام الشخصية التي تقود إلى حصد جوائز فردية على غرار الحذاء الذهبي، لذلك يحتاج انريكي إلى عمل شاق لجعل الترويسة الهجومية في خدمة الفريق وليس العكس.

وأهم من ذلك فإن البارسا مع انريكي أصبح بعد هزيمة الكلاسيكو مطالب بتحقيق انتصار بالأداء وبالنتيجة على أحد الأندية الكبيرة خلال المباريات القادمة سواء محلياً أو قارياً لإعادة الثقة للاعبين بعدما تعرض لانتقادات شديدة كونه سجل انتصاراته الثمانية على فرق متواضعة وخسر من الفرق الكبيرة كريال مدريد ومن باريس سان جيرمان الفرنسي. وفرض الكلاسيكو على انريكي التخلي عن سياسة التدوير التي اعتمدها منذ انطلاق الموسم وهي السياسة التي جعلته يحتار في التشكيل الأساسي الذي واجه به الريال عكس نظيره الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي يراهن على الأسماء نفسها إلا ما تمليه الحالات الطارئة الاستثنائية.

العدد 4436 - الأربعاء 29 أكتوبر 2014م الموافق 05 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً