العدد 4438 - الجمعة 31 أكتوبر 2014م الموافق 07 محرم 1436هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

في رثاء العلامة عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد العصفور (رحمه الله)

يا صرخة النعيِ الفجيع

مضمخاً بدمِ الوتينِِ

يا باسقًاً أرِِجاً إذا

نادى يُلبى بالأنين

بعباءةٍ مثل التلال تسيرُ

خلف خطى الحسين

ويبلُّها دمعُ العيون

تهُفّ للسُّحُبِ الهَتون

حتى إذا وقف الجَو

ادُ وكزتَه بالمقلتين

وإذا دنا شمر الخنا

فكأنه خفْقُ المنونِ

وعمامةٌ ركُزت تمايَلُ

إثرَ شهْقات الأنين

متقلباً لمصابه

فالجمرُ متّقّدُ العيون

هل كنتَ تجلسُ فوق

تنّورٍ من الحزنِ الدفينِ؟

وتكاد تحفُصُ في التراب

صريعَ آهاتِ الشجونِ

ترمي العمامةَ فالحسيُن

غداةَ مفضوخُ الجبين

***

يا نفحةَ العبَقِ الأصيل

يفوحُ من ركبِ الحسينِ

يا ساكناً في حرقةِ

الـقلبِ المعتَّقِ بالسنينِ

لوّنتُ من دمع الرثا

ما صوّرتْ حُدَقُ العيونِ

ولَكَمْ تسَمّرَتِ العيونُ

عليك بالدمع السخين

ترثي الحسين بكل

ما أوتيتَ من تُحَفِ الفنون

جسّدتَ واقعةَ الحسينِ

يكُرُّ في وجهِ المنون

ويهُشُ في وجه القضا

ويبُشُّ للقَدَر الخئون:

يا من يساومني الدنا

سأعيش كل مدى القرون

(ويقدم الأمويُّ..)

لكن في مفازات الظنون

ومصونةٌ تُسبى بعين الله

من قد قال كوني

(صدرٌ تربِّيهِ البتولُ...)

ترضُّهُ خيلُ الهجين

***

يا قامة الخلق الرفيع

تطأطأت كل الذقون

أفرغتَ أفئدةَ العبادِ

فتُهْنَ في فَزَعِ السكونِ

غمرَ انصِبابُ دموعِها

الطوفانُ فوق ذُرى الحُزُونِ

والصامدون على الدُّنا

يشكون من هدِّ المتونِ

ولعلهم سمعوا بكاءَ

منائرٍ في الجامِعَينِ

صاخ الزمانُ كأنّه

ذكرَ (المباركَ) بالحنينِ

جاورتَهُ فحكى إليك

و(بنتُهُ) بعضَ الشئونِ

فضحكتموا! وبكيتموا!

للناسِ تكرَعُ في الشجونِ

عذرًا (أبا خلفٍ)

فإنّ الفقدَ ميراثُ الحزين

***

يا حوزةَ العلمين

للعلمين قُرّةُ كلِّ عينِ

فالفرع عاد لأصله

وارتاح من حمأٍ وطينِ

مدّا إلى الأحضان

نجلَهما إلى كنَفِ اليقين

فمن (السداد) إلى (الحدائقِ)

حُلُّ لُغْزُ الدَّفَّتَيِنِ

أنشأتَ مدرسةً تسامقُ

في فضاء النيِّريْنِ

إن التفقّهُ رايةٌ

غرّا لذي خلُقٍ ودينِ

تجويدُ آياتِ الكتابِ

وعلُمه كالرافدين

رّوى من الهديِ الظماءَ

ففاقَ خيرَ المشرِقينِ

غذّيت ناشئةَ العقولِ

به فنعمَ النشأتينِ

***

الجفنُ عبّأَ من قِرَابِ

القلبِ منتضحَ العيون

وسقى بها شُهَقً التفجُّعِ

والتّلوُّعِ والشُّجون

وتبادلا غُصَصَ الفراقِ

مع الأباعدِ والبنينِ

لم ندر من عزّى ومن عزّوهُ

في الخطبِ المكين

غَمَرت أُبُوَّتُك الجميعَ

صهرْتَنا في كلِّ حين

ستظلُّ تصدحُ في الرؤى

من فوقِ منبرِكَ الركين

ويظلُّ موجُ البحرِ

منقاداً لربَّانِ السفين

فالقائمُ المهديُّ

غايتُنا وقُرّةُ كلِّ عين

منصور الشيخ إبراهيم المبارك


خُذني حنيناً

خُذني حنيناً بينَ نسماتِ الهواء،

علِّي أصادِفُ خطوةً تهفو إليكَ

دمعي و دمّي ونظرة إلى السماء

كلٌ يصيحُ ياسيدي لبيكَ

خُذني مُريداً وعاشقًا وفداء..

أفدي ترابَ نعلِ من يأتيــــكَ

فلو امتلكتُ اليوم قلباً آخرَ

سيصرخُ من حشاهُ ها أنا أُفديكَ

خُذني فدمعُ الانتظارِ من الولاء

قد جفّ صبحاً، ومساؤه يبكيكَ

لا حلّ غيرَ هذا لقضيتي!

عندَ الضريحِ أزورُ وأُرثيكَ

يا سيدي.. أخبر (حبيبَ)

أنّ اسمي مُسجَّـلٌ ، يبغيكَ..

السيد علي الموسى


الحسين في نظر المستشرقين (2)

ليس من شك أن التاريخ علم وفن حيث إنه يروي الحوادث التي مرت على الإنسان في حقبة ما من الزمن لنستنبط العبر منها ونستمد قوة من الماضي ونغتصب قوة أخرى من المستقبل، معركة كربلاء لم تنتهِ من 61 هجرية المصادف 2 أكتوبر/ تشرين الأول 680م إلى يومنا هذا وهي مستمرة ويزداد عنفوانها ومعنوياتها وزخمها بين الأجيال.

قال المستشرق الألماني ماريين «لقد أثبت هذا الجندي الباسل في العالم الإسلامي ولجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له، لا يمكننا إحصاء آراء المستشرقين وغير المسلمين في مقال مقتضب لكننا نشير إلى بعض ما دونه الكاتب اللبناني المسيحي المشهور جرجي زيدان اختصاراً: إن الإمام الحسين سطر أروع وأجمل صورة وقفت لها الأقلام إجلالاً وإكباراً وهي واقعة «الطف» الأليمة تجد الطف صورة، وصورة جسدها سيد الشهداء أبي الأحرار الحسين بن علي وأهل بيته (ع)، وأصحابه الأخيار في معانٍ نورانية متشعبة، لقد رسمت أجمل صورة التضحية والإيثار بالنفس للأجيال على مر العصور والتأريخ إلى يوم القيامة، فهي دون شك وقعة العنفوان والشهامة».

أضف إلى ما نقله مفكرو الغرب من هذا الكم الكثير، أمثال بروفسور الانثروبولوجيا مايكل فيشر في جامعة هارفارد في أميركا في كتابه (Iran from Religious Dispute to Revolution) في صفحة 26 «إنه لما نزل آدم عليه السلام إلى الأرض يبحث عن حواء في طريقه، مر بصحراء كربلاء شم ترابها فبكي وقال هنا يقتل ابن رسول الله (ص)، الحسين تقتله الفئة الباغية ظلماًَ وعدواناً من أجل نصرة الحق».

استند فيشر إلى كتب التاريخ الإسلامي المعتمدة ولم يأخذها على عوائنها، أشار لهذه الحادثة أيضاً نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية الجزء الثالث.

لقد عانت البشرية جمعاً، ومازالت أقسى أنواع الظلم والجور والكبت على أيدي حفنة متسلطة من الناس، لا تقيم للإنسان وزناً ولا حقوقاً وحتى وجوداً في أجندة مملكاتهم، فقد أصاب بعض الشعوب اليأس والقنوط والتململ للمطالبة بحقوقهم حتى قال فرويد بما معناه: كل ما كتب على مدار التاريخ سيستيقظ يوماً ما، وينفجر كما تنفجر البراكين من أعماق الأرض، ويطالب بحقه في الوجود والتعبير عن نفسه، وسينتقم لنفسه ممن كبتوه وظلموه، هذا ما قاله فرويد عن أوروبا خاصة، لذلك قامت الثورات ومنها الثورة الفرنسية الكبرى على النظم الإقطاعية الذي يجعل النبلاء لهم السيادة على الفلاحين العاملين في أراضيهم. أوروبا هي أكبر مختبر حضاري في التاريخ، فما حصل فيها طوال 400 سنة الماضية يوازي كل ما حصل في تاريخ البشرية منذ أن وجدت حتى الآن، هكذا يقول المحللون للتاريخ السياسي الأوروبي.

وما أصاب العالم الإسلامي خاصة ليس بقليل، فمنذ وفاة الرسول (ع) تحركت المؤامرات والدسائس والحروب، كل يطعن ابن جلدته ويقتله إن أمكن، كان الشرق الأوسط بؤرة الثقافة والحضارة ومهبط الأديان السماوية وكتبها المقدسة إلى حروب طائفية تمزقه وتقسمه وتقضي على البشر والثروة.

هذا الهلال الخصيب الثري بطاقاته البشرية وثرواته الطبيعية والمياه العذبة كما نشاهده اليوم وقع فريسة الحزازات والحروب الطائفية... إلى أين؟

يا ترى! إلى أين العراق والشام ولبنان؟

علوي محسن الخباز

العدد 4438 - الجمعة 31 أكتوبر 2014م الموافق 07 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:59 ص

      يا ترى! إلى أين العراق والشام ولبنان؟

      العراق والشام ولبنان و البقية ذهبت وقوداً لنظرية النواصب و الروافض ؛ الدواعش و الصفويين! ياامة ضحكت من جهلها الأمم!

اقرأ ايضاً