نجاح بايرن ميونيخ في تحويل تأخره بهدف أمام ضيفه بوروسيا دورتموند إلى الفوز بهدفين حافظ على مسيرة الفريق الخالية من الهزائم بجانب تعزيز موقعه في صدارة البوندسليغا، بينما زادت الهزيمة من أوجاع دورتموند الذي لم يعتد سوى على الوجود بين الكبار.

وعلى رغم الهزيمة في مباراة أمس الأول، فإن دورتموند لديه أسباب تدعوه إلى التفاؤل.

وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع «دير كلاسيكير» وهي النسخة الألمانية للكلاسيكو الاسباني بين ريال مدريد وبرشلونة، بفارغ الصبر، فإن الفارق بين قطبي ألمانيا في جدول الترتيب كان مفاجئا.

وبعد تعرضه لأربع هزائم متتالية، سافر دورتموند إلى ميونيخ في وضعية أقرب إلى الهبوط بدلا من مكانته المعهودة في قمة جدول الترتيب.

وفي هذا السياق فإن الهزيمة على ملعب المتصدر بايرن ميونيخ لم تكن بمثابة صدمة لدورتموند، ولكن الأداء الطيب وتقدم الفريق الضيف بهدف في الشوط الأول له دلالة واضحة على حدوث تحسن ملحوظ مقارنة بالأداء والنتائج التي يحققها الفريق منذ بداية موسم البوندسليغا.

وقال المدير الفني لدورتموند يورغن كلوب: «لعبنا بشكل مذهل في الشوط الأول، أفضل أداء منذ فترة طويلة، هبط أداؤنا بشكل ملحوظ في الشوط الثاني ولم يعد لنا الكلمة العليا».

وأضاف «إنه أمر عصيب لأننا أنفقنا أموالا كثيرة، ولكنها ليست هزيمة غير مستحقة، لقد قدمنا أداء ضعيف بعض الشيء».

وعلى عكس المسيرة المتدهورة في البوندسليغا، سجل دورتموند العلامة الكاملة في دوري أبطال أوروبا إذ حقق الفوز في المباريات الثلاث التي خاضها في المجموعة الرابعة، وتنتظره مباراة على ملعبه أمام غلطة سراي التركي يوم الثلثاء المقبل.

وبعد أن فاز الفريق على ملعب غلطة سراي بأربعة أهداف نظيفة، فإن تحقيق نتيجة مماثلة أمام منافسه التركي في الجولة المقبلة من دوري الأبطال قد تكون شرارة لحدوث نهضة في الدوري المحلي.

وأوضح سوكراتس مدافع دورتموند «ينبغي أن نواصل الثقة بأنفسنا للابتعاد عن قاع المسابقة».

وعلى الجانب الأخر، لا يعاني بايرن من أزمة ثقة بالنفس حيث يتصدر الفريق جدول ترتيب البوندسليغا كما أنه حقق العلامة الكاملة في دوري الأبطال.

وبعد الفوز الكاسح على ملعب روما بسبعة أهداف مقابل هدف قبل أسبوعين فإن فوز مماثل أمام الفريق الإيطالي سيكون كافيا لضمان العبور إلى دور الستة عشر للبطولة بصرف النظر عن نتيجة أخر مباراتين بدور المجموعات.

ولكن بعد التعادل السلبي مع بوروسيا مونشنجلادباخ ثم حسم المباراة أمام دورتموند من خلال ضربة جزاء نفذها الجناح الهولندي اريين روبن، أصبح من الواضح أن الخصم المنظم والمنضبط يكون قادرا على خلق الكثير من المشاكل للنادي البافاري.

وأكد المدير الفني لبايرن ميونيخ الاسباني بيب غوارديولا: «نشعر برضا تام، لقد لعبنا بشكل رائع في الشوط الثاني، كل الإشادة لفريق».

وتابع «لقد فرضوا رقابة لصيقة على تشابي الونسو في الشوط الأول ولكننا وجدنا حلولا، أعتقد أننا دائما نجد حلولا لمواقف مثل هذه».

وساعد الدفع بالجناح الفرنسي فرانك ريبيري على قلب دفة المباراة لصالح بايرن ميونيخ لكن ساعد على ذلك خروج ماتس هوميلز مدافع دورتموند بسبب الإصابة.

وكان خروج هوميلز ونزول نيفان سوبوتيتش بمثابة ضربة كارثية لدورتموند، إذ تسبب اللاعب في وصول الكرة إلى روبرت ليفاندوفسكي ونجاحه في تسجيل هدف التعادل لبايرن ثم ارتكب مخالفة مع ريبيري أسفرت عن ضربة جزاء لبايرن سجل منها روبن هدف الفوز.

وبصرف النظر عن نتيجة مباراة أمس الأول، فإن بايرن ميونيخ بات يتقدم بقوة نحو التتويج بلقب البوندسليغا للمرة الثالثة على التوالي بينما يتطلع دورتموند إلى الابتعاد عن شبح الهبوط، إذ يحتل الفريق المركز الثالث من القاع برصيد سبع نقاط.