العدد 4441 - الإثنين 03 نوفمبر 2014م الموافق 10 محرم 1436هـ

أنشيلوتي يريد البقاء في الظل والأضواء للاعبيه

بإلقاء نظرة سريعة على الصحف الرياضية الإسبانية هذا الأسبوع، يتبين للقارئ أن الرجال الذين صنعوا انتفاضة ريال مدريد خلال العام ونصف العام الماضيين كانوا المهاجمين كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة مع لاعبي الوسط إيسكو ولوكا مودريتش وتوني كروس.

ولكن بتحليل أدق لموقف النادي الاسباني يتم التوصل إلى نتيجة مختلفة تماما وهي أن الرجل الحقيقي وراء نجاح ريال مدريد في الفترة الماضية هو المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، والغريب أن هذا الرجل يسعده دائما البقاء خفيا في الكواليس تاركا المسرح أمام لاعبيه ليتلقوا كل التصفيق والتقدير. وقاد أنشيلوتي ريال مدريد لاعتلاء صدارة ترتيب الدوري الأسباني لهذا الموسم، كما يتربع الفريق على قمة ترتيب مجموعته الثانية ببطولة دوري أبطال أوروبا قبل أن يستضيف فريق ليفربول الإنجليزي ضمن منافسات المجموعة اليوم (الثلثاء) على ملعب “ستاديو بيرنابيو”. وكان رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز عين أنشيلوتي مدربا للفريق الأول بالنادي في يوليو/تموز 2013، وذلك لتنفيذ مهمة صعبة هي استعادة السلام والتناغم في غرفة تغيير ملابس اللاعبين بعد 3 أعوام من التوتر والاضطرابات وعدم تحقيق نجاح كبير تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو. وكان إرث مورينهو الذي تركه بريال مدريد هو تقسيم الفريق ما بين لاعبين مؤيدين له ولاعبين معارضين له. وكان من أبرز نجوم معسكر المعارضين لمورينهو مواطنه رونالدو وحارس المرمى المخضرم إيكر كاسياس والمدافع سيرخيو راموس. وأشارت تقارير إخبارية إلى أن اللاعبين الكبار الثلاثة ألمحوا إلى بيريز بأنهم قد يكونون في طريقهم للرحيل عن ريال مدريد ما لم يرحل مورينهو في المقابل. وبنهاية عصر مورينهو العاصف، لم يكن هناك لاعبون على ود مع مورينهو سوى ألفارو أربيلوا وتشابي ألونسو حسبما تشير الشائعات. وانتقل مورينهو بعدها لتدريب تشلسي الإنجليزي. وجاء موسم أنشيلوتي الأول مع ريال مدريد في الدوري الاسباني من دون المستوى إذ أهدر النادي الملكي 4 نقاط في مواجهتيه مع جاره أتلتيكو مدريد، بينما أهدر 6 نقاط كاملة أمام خصمه اللدود برشلونة لينهي الموسم في المركز الثالث خلفهما. ولكن ريال مدريد استعاد بعض توازنه بالفوز 2/1 على برشلونة في نهائي كأس ملك اسبانيا في أبريل/نيسان الماضي. وبعدها حقق فوزا كاسحا 4/1 على أتلتيكو في نهائي دوري أبطال أوروبا فكانت هذه بشائر ثمار فلسفة أنشيلوتي في التواضع وحكمة المصالحة. وحتى لو لم ينجح أنشيلوتي في قيادة ريال مدريد إلى أي ألقاب أخرى خلال فترته التدريبية الحالية، فسيظل الجميع يذكرون المدرب الإيطالي دائما بأنه الرجل الذي منح النادي الاسباني لقبه العاشر ببطولة دوري الأبطال “ديتشيما” الذي طال انتظاره.

ويبدو أن أنشيلوتي (55 عاما) يتمتع بلمسة خاصة في بطولة دوري الأبطال. فهو المدرب الوحيد على مستوى البطولة الذي فاز بثلاثة ألقاب، كان اللقبان الأولان مع آيه سي ميلان الإيطالي في عامي 2003 و2007، وبلغ 4 مباريات نهائي بالبطولة. وعلقت محطة “راديو ماركا” الإذاعية الإسبانية عقب فوز ريال مدريد 3/صفر على ليفربول في مباراة الذهاب بالمجموعة الثانية في إنجلترا قبل أسبوعين قائلة: “إنه عبقري حقيقي في المنافسة الأوروبية. فهو يعرف جميع الفرق وجميع الخدع جيدا. ولا يوجد الكثير من المدربين الذين يتمتعون بذكائه ومعرفته”. وأكد الظهير الأيسر لريال مدريد مارسيلو أن أنشيلوتي هو ببساطة “مدرب عظيم”. وقال: “إنه يعرف جيدا كيف يجمع الفريق سويا ويجبر جميع اللاعبين على الذهاب بالاتجاه نفسه. كما أنه شديد الدهاء من الناحية الفنية، فهو يستطيع قراءة نقاط الضعف في الفريق المنافس بمجرد مشاهدته في فيديو مصور لمدة 10 دقائق”. وبدا أنشيلوتي مستاء إلى حد ما في أغسطس/آب الماضي عندما باع بيريز لاعبي ريال مدريد المهمين أنخيل دي ماريا وتشابي ألونسو. ولكنه حافظ على هدوئه واتزانه كعادته، وبدلا من إضاعة الوقت في الشكوى بدأ العمل على إعادة بناء فريقه اعتمادا على لاعبيه الجديدين كروز وخايمس رودريغيز. كما نجح في تجهيز لاعب خط الوسط الموهوب إيسكو ليحل محل النجم الويلزي المصاب غاريث بيل. وقال أنشيلوتي بعد فوز ريال مدريد 4/ صفر على غرناطة السبت فيما كان الفوز الـ 11 على التوالي للفريق على مستوى جميع بطولاته: “إننا نقوم بالأمور على أفضل نحو، فنحن نفوز بالمباريات ونجمع النقاط”. وأضاف “إننا نلعب بمهارة وتركيز وتضحية. لاشك في أننا لدينا عيوبنا أيضا، ولكنني بصفة عامة أشعر بالرضا تجاه الطريقة التي تسير بها الأمور”.

العدد 4441 - الإثنين 03 نوفمبر 2014م الموافق 10 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً