العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ

بك نحيا يا حسين

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

اليوم الحادي عشر من المحرم الحرام، هدأت المعركة التي حز فيها رأس سبط رسول الله وأهل بيته وصبحه، واليوم تبدأ رحلة عسيرة على بنات رسول الله سبايا يقادون على نوق عجاف من صحراء كربلاء إلى الشام.

هكذا بدت الأمور قبل 1400 عام، أما اليوم، فما يزال الملايين من محبي الحسين سنة وشيعة، يستذكرون بأسى ولوعة مصابه، فيطلقون الزفرات والحسرات أسى على رزئه وما دهاه من خطب فظيع.

اليوم، ما يزال الملايين يحيون ذكراه وكأنها جرت البارحة، يستذكرون غربته حين عزّ الناصر عنه، يستذكرون عطشه حين قضى ظامئاً ونهر الفرات يفيض بجواره، يستذكرون عظامه التي رضتها الخيول، ويستذكرون رضيعه الذي قضى بين يديه بسهمٍ لا علاج له. يستذكرون نحره المنحور ورأسه المقطوع، ويستذكرون الرؤوس التي رفعت على رؤوس الرماح، ويستذكرون حرم رسول الله يُقدن بالأغلال ويتفرج عليهن الداني والقاصي.

إذا كان من قصةٍ خلّدها الدهر، فها هي ذي قصة الحسين يرويها الزمان وتتناقلها القرون، حيةً طريّة، خالدةً مدى الدهر. قصة يرويها الدم القاني والأرواح التي لم تعرف سوى الحسين سكناً ومأوى للأفئدة والقلوب.

إن كانت الملايين من الناس تحيي أسى سيد الشهداء منذ 1400 عام، فليس لأنها تستذكر ما جرى عليه فقط وتأسى وتحزن، ولكنها تستحضره لكي تحيي به أنفسها، فهو قصة الحق الأزلي، والضمير الذي تحيا به النفوس وتكتسب به شعلة حياتها، قصة الحق كله أمام الباطل كله. قصة الإنسانية النضرة الغضة التي انتصرت أمام همجية البهيمية التي وجدت في الدنيا بالغ همها، فأوغلت في الدم لتشفي به غليلها، فزادت عطشاً على عطش، وغيّاً على غي.

قصة الحسين ما انقضت ولا تلاشت منذ حز رأسه إلى اليوم، حيث تحز رؤوس الأبرياء وتقطع وتلاك أكبادهم، وتأخذ النساء سبايا هدايا، باسم الإسلام ودين محمد الذي بعث رحمةً للعالمين، وكأن القوم أبناء القوم، والأفعال ذات الأفعال، وإن اختلفت الأسماء وتغير الزمان والمكان.

تعلمنا منك يا أبا عبدالله، أن الحق يعلو وإن طال الزمان، فها أنت باقٍ تعيش بك الملايين، وتعيش في ضمائرهم نبراس هدى يقتبسون منك قيم الإنسانية والعدالة والحرية والكرامة والعزة.

ها أنت مكانك تزورك الملايين، وتستحضر إنسانيتك في زمن امتلأت به قلوب الآخرين غلاً وحسداً وظلماً، فلم يراعوا حقاً ولا يوماً تشخص فيه الأبصار والأفئدة.

إذا كانت حياتنا زائلة، وما أقصرها من حياة، فحياتك في قلوب محبيك باقية سرمدية، تطهر بها قلوبهم وتملأها يقيناً بديمومة الخير وعلوه، وزوال الشر وانزوائه وتهاويه، مهما علا شأنه وضاقت السبل على المستضعفين في الأرض، فأنت اليقين الذي لا تشوبه شائبة، ولا يقترب منه دنس، سبط رسول الله وريحانته والسائر على نهجه وطريقه.

اليوم، نستذكرك لا لنحيي ذكراك، بل لنحيي بك نفوسنا وأرواحنا وقلوبنا، لنترفع عن سراب هذه الدنيا... فالسلام على الحسين أبداً أبداً.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 4442 - الثلثاء 04 نوفمبر 2014م الموافق 11 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:14 ص

      بك نحيا يا حسين

      مماتنا حسين وحياتنا حسين ....... لماذا لا تطرح موضوع عن بحرنة المنبر الحسيني ؟ لماذا يفضل الخطيب العراقي على البحريني ؟ لماذا الاعلانات بكثرة للخطيب العراقي ولا نراها للبحريني؟ لماذا تلميع الخطيب الشيخ العلامة المربي ولا نرى ذلك للخطيب البحراني؟

    • زائر 6 زائر 5 | 7:15 ص

      استغفر الله

      "قل ان حياتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بدلك امرت و أنا اول المسلمين" صدق الله العظيم

    • زائر 7 زائر 5 | 3:26 م

      افهم قبل الرد

      هل الحسين خرج عن ذلك ؟ محيا الحسين لله رب العالمين وممات الحسين لله رب العالميم وزينب هي القائلة نعيش معه ونموت معه وهل ابقى لنا الزمان غيره

    • زائر 3 | 2:12 ص

      زائر

      لبيك ياحسين

    • زائر 2 | 1:03 ص

      نعم ياسيدي ومولاي يااباعبدالله بك نحيا

      السلام عليك يااباعبدالله الحسين وعلى الارواح الني حلت بفنائك واناخت برحلك عليك مني سلام الله ابدا مابقيت وبقي الليل والنهار
      نعم ياسيدي بك نحيا فانت من تجدد الامل فينا بنصرة المظلوم وبالعزة والكرامة نحيا

اقرأ ايضاً