العدد 4445 - الجمعة 07 نوفمبر 2014م الموافق 14 محرم 1436هـ

الملابس المستعملة موضة التقشف في شرق أوروبا

تضرر وسط وشرق أوروبا بشدة من الأزمة المالية العالمية لكن تجارة واحدة انتعشت هي الملابس المستعملة.

وبينما دفعت الضغوط المالية العديد من المستهلكين في غرب أوروبا إلى الإقبال على متاجر تجزئة تقدم خصومات مثل بريمارك فإن أقرانهم إلى الشرق - حيث الأجور أقل بكثير - اتجهوا إلى الملابس المستعملة.

ونمت متاجر التجزئة للملابس المستعملة في المجر وبولندا وبلغاريا وكرواتيا بسرعة وفي ظل تباطؤ وتيرة تقارب دخول الأفراد في غرب أوروبا وشرقها استثمرت هذه المتاجر الملايين من اليورو في توسيع أعمالها.

ودفع انتعاش هذه التجارة في بلغاريا على سبيل المثال شركة مانيا إلى فتح متاجر جديدة في رومانيا واليونان كما فتح متجر هادا الكبير في هذا المجال بالمجر ساحة تخزين بقيمة 1.6 مليون يورو لاستيعاب الطلب المتزايد.

وتحصل مثل هذه الشركات وخصومها على بضائعها من دول غربية حيث تشتريها من شركات تدفع للناس المال مقابل الحصول على ملابسهم القديمة أو غير المرغوب فيها لإعادة تدويرها. وتكون بعض تلك الملابس في أحيان بحالتها الأصلية وتكون بطاقة السعر لاتزال مثبتة بها.

وفي المجر أكثر الدول المثقلة بالديون في وسط أوروبا حيث لايزال الاقتصاد يكافح للعودة إلى مستوياته قبل الأزمة على رغم نموه الكبير هذا العام فإن استيراد الملابس المستعملة ارتفع إلى أكثر من الضعف مقارنة بأرقام العام 2008 ووصل إلى 56 مليون يورو العام الماضي.

وتستورد شركة هادا ما بين 30 و40 طناً من الملابس المستعملة أسبوعياً من بريطانيا سوق الاستيراد الرئيسية بالنسبة لها. وتوسعت أعمال الشركة وحققت عائداً سنوياً بلغ 32.4 مليون يورو (40 مليون دولار).

وفي بولندا أكبر اقتصاد في المنطقة يشتري أكثر من 40 في المئة من الناس الملابس المستعملة بانتظام وتم استيراد ملابس مستعملة بقيمة مئة مليون يورو العام الماضي في زيادة عن متوسط استيرادها في السنوات الماضية والذي بلغ نحو 60 مليون يورو. وتأتي معظم هذه الملابس من بريطانيا وألمانيا والدول الاسكندنافية.

ويؤثر الصراع بين روسيا وأوكرانيا على اقتصادات المنطقة بدرجات متفاوتة لكنه أنعش بيع الملابس المستعملة في بلغاريا إحدى أفقر دول الاتحاد الأوروبي.

وتدير شركة مانيا للملابس المستعملة الآن 50 متجراً في ثلاث دول وتوظف أكثر من 600 شخص. وقال صاحب الشركة سفدالين سباسوف إنه عين مئة موظف جديد خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة.

لكن الضغوط على نفقات المستهلكين في غرب أوروبا تركت آثارها على باعة الملابس المستعملة في الشرق.

وقالت جولانتا التي تعمل في أحد متاجر الملابس المستعملة في وارسو منذ ست سنوات: «أصبح كل شيء أصعب مؤخراً بسبب الأزمة وهذا العمل أيضاً...

يزداد فقر الناس في إنجلترا الآن والملابس التي يتخلصون منها لم تعد على الإطلاق في حالة جيدة كما كانت في السابق».

العدد 4445 - الجمعة 07 نوفمبر 2014م الموافق 14 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً