العدد 4445 - الجمعة 07 نوفمبر 2014م الموافق 14 محرم 1436هـ

العصفور: الخطاب الطائفي يهدد دول الخليج... والحل في تجفيف المنابع

الشيخ ناصر العصفور
الشيخ ناصر العصفور

دق الشيخ ناصر العصفور جرس الإنذار، محذراً من استشراء الخطاب الطائفي في منطقة الخليج، مستشهداً على ذلك بـ «حادثة الأحساء»، ومطالباً بتجفيف منابع الطائفية وإجراءات تمنع تكرار ذلك.

وأبدى العصفور، خلال خطبته بجامع عالي أمس الجمعة (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، أسفه لصدور الخطاب الطائفي عبر أئمة جمعة وعلماء في مواقع حساسة وفي الجامعات والمعاهد وأماكن التدريس.

وبين أن هؤلاء ليس لديهم غير الخطاب الطائفي المحرض المسكوت عنه، والذي يستهدف الشيعة بالتحديد، عبر نسبهم إلى الشرك والبدعية وإطلاق دعوات لإخراجهم من الإسلام، واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم، مشدداً على ضرورة محاصرة الطائفية، وعدم الاكتفاء بالحلول الوقتية.

في السياق ذاته، اعتبر العصفور أن تداعيات ذلك باتت جلية على واقعنا العربي والإسلامي، حيث تحولت الأمور واختلفت الموازين وانقلبت المعادلات، حتى أصبح وضع هذه البلدان لا يسر أحداً ولا يبشر بخير، وينذر بما هو أسوأ وأعظم.

وأضاف «هذا الواقع الذي أصبح في تراجع وتقهقهر على المستويات كافة، وفي أغلب مفاصل هذه الدول، والأخطر من كل ذلك هو ما وصلت إليه من تهديد لاستقرار هذه المجتمعات، ومن فتن واحتراب واقتتال في أكثر من بلد».

وتحدث عن جهات وقوى تعمل وتدفع بـ «اتجاه الفتن الطائفية والعرقية وباتجاه التأزيم الطائفي بدوافع سياسية وفئوية ومصلحية»، متطرقاً لخطابها الطائفي المشحون والذي يمارس لسنوات طويلة في مجتمعاتنا وفي أوطاننا، والذي طالما حذر منه المحذرون ونبه عليه المنبهون، دون وجود من يسمع أو يلتفت لخطورة ذلك، مستدركاً «بل قد يلتفت ولكنه يتغاضى».

وتساءل «هذا الخطاب ماذا ينتج وماذا يفرز؟، فبعد سنوات من تمويله وتغذيته، انتهت بخلق الأرضية والمبرر لارتكاب الجرائم والاعتداء على الآمنين وعلى المسالمين في عدد من البلدان في العراق وغيرها».

ولفت إلى أن الجريمة الأخيرة التي ارتكبت في الإحساء بالمملكة العربية السعودية والتي حدثت في موسم عاشوراء، هي مثال على ذلك، حيث الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق أناس أبرياء ومسالمين، يقيمون عزاء سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين (ع).

وأضاف «هذه الجريمة البشعة التي تنذر بشر مستطير وخطر عظيم يهدد أمن واستقرار هذه البلدان والأوطان، وخاصة دول الخليج التي لم تعرف في تاريخها الحديث حوادث وجرائم طائفية من هذا النوع».

وتابع «تمثل الحوادث من هذا النوع سابقة تفتح لا سمح الله، الباب لفتن داخلية واحتراب لا يعلم مداه إلا الله»، مستدركاً «إلا أن إرادة الله، حالت دون أن تأخذ هذه الحادثة المنحى الذي أراد له مخططوه ومنفذوه، فكانت ردة الفعل معاكسة لذلك، وكان الاستنكار والإدانة من أعلى المستويات، سياسية ودينية، سنية قبل أن تكون شيعية».

وأردف «مثل هذه الجرائم تمثل عدواناً على الأمة والسلم الأهلي والاستقرار المجتمعي قبل أن تكون استهدافاً لفئة أو لطائفة أو لجماعة»، مخاطباً عقلاء الأمة وأهل الحكمة والنضج ومطالباً إياهم بدور وموقف يتناسب وحجم الجريمة وشناعة الفعل، ومشدداً على ضرورة مواجهة هذا الفكر المتطرف ومحاصرته، ومعالجة المشكلة من جذورها وأساسها ومنابتها ومنابعها.

وقال: لا يجب أن تستهين هذه البلدان بمثل هذه الأعمال الإجرامية، ومن المهم أن لا تمر مرور الكرام، فالمجرمين لن يتوقفوا عن التخطيط والعمل لتكرار هذه الجرائم، وربما بشكل أوسع وأكبر وأخطر وأفدح، إذا لم يواجهوا بحزم وقوة، مختتماً حديثه بالرحمة لضحايا حادثة الإحساء والدعاء للمصابين بالشفاء العاجل.

العدد 4445 - الجمعة 07 نوفمبر 2014م الموافق 14 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 17 | 12:47 ص

      المشروع الطائفي موروث تاريخي

      نقرأ في التاريخ منذ نشأت دولتي بني أمية و بني العباس اللتان قد ارتكبتا في كل من عارضهما و خالفهما سياسات طائفية متمثلة بالحرمان من حق بيت المال و الملاحقة الأمنية و التهجير و السجن الخ .. و اكبر شاهد على هذه جريمة كل الدهور في عام 61 للهجرة و مقتل الحسين السبط المعارض الأول و الثائر الأول و المغير الأول
      والذي يتتبع اليوم مسار الممارسة الطائفية يجدها دائما من خندق واحد صادرة على خندق آخر من الأمة نفسها واقعة
      ليس تعمى العيون لكنما تعمى القلوب التي انطوت في الصدور

      والسلام

    • زائر 14 | 12:33 م

      اللهم احفظ بلاد المسلمين

      نشد علَى ايديكم سماحه الشيخ ونستنكر معكم الجريمه النكراء على مأتم أَبا عبدالله حفظ الله المسلمين من الفتن وشرورها

    • زائر 13 | 7:34 ص

      الارهاب

      يجب تجفيف منابع الارهاب في البحرين اول بعد ذالك نتكلم عن دول الجوار

    • زائر 12 | 5:06 ص

      الطائفيون

      الطائفيون همرمن صرخ بأننا الأغلبيه في ايران والعراق والبحرين .. فلما نجحوا بالتزوير في العراق ارادوا أن يكرروا تجربتهم البغيضه قبحهم الله في البحرين .. هؤلاء هم من أشعل الطائفيه ويجب محاربتهم وعلى منابركم قبل ان توجهوا بالهمز واللمز على امة التوحيد

    • زائر 11 | 3:42 ص

      الحل !!!

      الحل هو عدم اعطاء الفرصة لشيوخ الفتنة في ارتقاء المنابر وعدم السماح لهم بالنيل من المذاهب الأخرى ومحاكمتهم . الدين النصيحة

    • زائر 10 | 2:33 ص

      حفظك الله شيخنا العصفور

      نتمنى السماع لااصوات الحكمة فقط

    • زائر 7 | 1:11 ص

      الخطاب الطائفي

      الخطاب الطائفي يجب محاربته من الطرفين فالطائفية تحتاج الى طرفين

    • زائر 6 | 12:57 ص

      رحمه الله والديك ياشيخ

      مشكور ياشيخ ناصر العصفور خطابك امس أثلج صدري وأنت ياشيخ معروف عنك ترابطك وتلاحمك ودافعك المستميت عن مذهب ال البيت والشيعة واخواننا السنة أيضا كما هو معروف عنك الوقوف مع الحق فهنيئا لنا نحن بك ياشيخ

    • زائر 2 | 9:26 م

      شكرا فضيلة الشيخ

      نتمنى ان تبادر الشقيقة المملكة الاعتراف بجواز التعبد بالمذهب الشيعي وسوف تتغير وتنقلب الموازين لما هو خير للمملكة والأمة الاسلامية برمتها.

    • زائر 16 زائر 2 | 3:52 م

      المذهب الشيعي موجود ومسموح به

      هو معترف به والدليل وجود الطائفة الشيعية في الشرقية ونجران والمدينة في السعودية ويمارسون عباداتهم ولديهم حسينياتهم ودورهم ولم تحظر

اقرأ ايضاً