العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ

شباب بحرينيون يجتمعون للبحث عن السلام في منطقة «ملتهبة»

القصيبي لـ «الوسط»: البلد تعيش تخندقاً طائفياً وجغرافياً

ورشة عمل «السلام المستدام... من الداخل إلى الخارج»  - تصوير : عيسى إبراهيم
ورشة عمل «السلام المستدام... من الداخل إلى الخارج» - تصوير : عيسى إبراهيم

التأم عدد من الشباب البحرينيين من الجنسين لتداول أفكار تحقيق السلام، والذي يبرز كواحد من أهم التحديات التي تواجه البشرية حالياً في ظل النزاعات التي تعصف بدول العالم وخاصة في منطقتنا العربية والإسلامية الملتهبة.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها المؤسسة البحرينية للمصالحة والحوار المدني بالتعاون مع جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية، وقدمتها بالتناوب المدربتان زهرة هدايتي وجميلة الصيرفي تحت عنوان «السلام المستدام... من الداخل إلى الخارج»، وذلك صباح أمس السبت (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في قاعة المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية بتوبلي.

من جانبه، قال رئيس المؤسسة البحرينية للمصالحة سهيل غازي القصيبي في تصريحات لـ «الوسط»: «إن البحرين تعيش حالة من التخندق الطائفي والجغرافي، بحيث يوجد نوع من التخوف والتحرز لدى جماعات مختلفة من الدخول إلى مناطق جغرافية معينة في البلد، مثلاً شخص يقول أنا أخشى من الدخول إلى القرية الفلانية، آخر بالضد يشعر بالخشية من الدخول إلى مدينة أو منطقة أخرى»، مرجعاً ذلك إلى «ضعف التواصل المجتمعي بين الأطراف المتضادة في البحرين»، ومؤكداً أن واحداً من أهم أهداف هذه الورشة وعموم فعاليات المؤسسة هو خلق حالة من التواصل المجتمعي بين مختلف الأطراف بما يؤدي في النهاية إلى إزالة هذه الحواجز النفسية.

وعما إذا سعت المؤسسة إلى جمع أطراف معارضة وأخرى موالية في جلسة موحدة، أكد القصيبي حدوث ذلك في فعالية «العشاء الحواري» الذي تقيمه المؤسسة شهرياً، رافضاً تحديد هوية هؤلاء الأطراف.

واستبعد القصيبي سعي المؤسسة في الوقت الراهن إلى تنظيم مؤتمر عام يجمع أطرافاً من الحكومة وأخرى من المعارضة والموالاة لتقريب وجهات النظر، مرجعاً ذلك إلى تركيز الجمعية على الحالة المجتمعية وليس السياسية، وكذلك خشية من أن تحسب الجمعية منتصرة لطرف على آخر.

وعن أهم فعاليات المؤسسة، ذكر القصيبي أن المؤسسة نظمت الكثير من الفعاليات الحوارية للشباب، واستقدمت خبراء عالميين لترسيخ هذه الثقافة، كما عملت على إيفاد مجموعات إلى أيرلندا الشمالية للاطلاع على تجربتها في تحقيق الأمن والسلام المجتمعي.

هذا وافتتحت هدايتي الورشة التي امتدت نحو 3 ساعات متواصلة بتوزيع بطاقات تحمل صوراً حية وأخرى رمزية ذات دلالات مختلفة عن السلام والأمن والمحبة، ملحقة ذلك بسؤالٍ وجهته للمشاركين عن رؤيتهم لمستوى السلام في العالم. وفي الوقت الذي جاءت غالبية ردود المشاركين سلبية للغاية؛ اتفقت هدايتي مع المجموع، وبيَّنت أن مؤشر السلام العالمي للعام 2013، أظهر أن العالم أصبح أقل أمناً وسلاماً.

وأوضحت أن العالم الإسلامي يعد بؤراً للنزاع في العالم؛ فمن أصل 27 دولة إسلامية في القارة الآسيوية تشهد 21 دولة صراعات ونزاعات بينية فيما بينها، فيما تشتد النزاعات بين 16 دولة إسلامية في القارة الإفريقية من أصل 26 دولة إسلامية موجودة هنالك.

وأضافت هدايتي ومن أصل 22 دولة عربية؛ فإن 18 دولة لا تخفي التنازع البيني فيما بينها، مشيرةً إلى أن 37 دولة تعيش نزاعات بينية من أصل 56 دولة عضوة في منظمة الدول الإسلامية، معتبرة ذلك «إحصائيات تبيّن حجم النزاع في المنطقة وبالتالي فقدان السلام».

وأرجعت هدايتي أسباب تراجع السلام في العالم بحسب التقارير الدولية إلى ارتفاع جرائم القتل، وفقدان الاستقرار السياسي الذي يرافقه بالضرورة زيادة في النفقات العسكرية.

وعرَّفت السلام بأنه «الثقافة التي تتكون من قيم ومواقف وأنماط وسلوكيات مبنية على عدم العنف واحترام الآخر»، محددةً ثلاثة أقسام من السلام هي: السلام الداخلي، السلام الأسري، السلام المجتمعي تولت المدربة الصيرفي شرحها وإعطاء التمارين التدريبية بشأنها.

إلى ذلك، عبر الشباب المشاركون عن حاجة المجتمعات لترسيخ ثقافة السلام، بما يمنع تفجر الصراعات في العالم، مؤكدين أن ذلك لن يتأتى دون زرع قيم احترام الهوية الإنسانية الجامعة لجميع البشر، واحترام آراء الآخرين وحرياتهم في العقيدة والعبادة والطقوس والفكر والانتماء.

العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:15 م

      فقدان الاستقرار السياسي الذي يرافقه بالضرورة زيادة في الظلم

      فقدان الاستقرار السياسي الذي يرافقه بالضرورة زيادة في الظلم

اقرأ ايضاً