العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ

الإقالات في دوري كبار اليد... ما الأسباب والنتائج والحلول المستقبلية؟

علامة واضحة ترصد خلال الموسمين الماضيين والحالي

بدأ موسم كرة اليد الجديد 2014/2015 على وقع أحداث ساخنة، بدأت هذه الأحداث مع الخسارة غير متوقعة لوصيف الموسم الماضي والبطل المتوج لـ 4 بطولات دوري سابقة نادي باربار أمام توبلي الأمر الذي عجل برحيل المدرب الصربي جورج إيفانوفتش، وما أن انقضت الجولة الثانية حتى قام نادي الاتفاق بإقالة المدرب الجزائري حبيب حبة بعد الخسارة غير المتوقعة أيضا أمام سماهيج وخصوصا أنه (أي الاتفاق) كان قادما من فوز معنوي هام على الشباب في الجولة الافتتاحية.

بالتأكيد أن خسارة باربار أمام توبلي والاتفاق أمام سماهيج بالنسبة للمسئولين في الناديين الجارين ليس السبب الرئيسي وراء هذا القرار الذي يتزامن مع اللحظات الأولى للموسم الجديد، إنما الخسارتان أشبه بـ (القشة) التي قصمت ظهر البعير -كما يقال- ومما لا شك فيه أن الناديين اكتشفا قناعة صناع القرار فيه بأن المدربين لا يلبيان طموح النادي في المنافسة بحسب حدود كل واحد فيها إلى جانب تنمية الجانب الفني للفريق والأفراد فيه.

القرار الذي أخذه الناديان كان سيؤخذ بلا شك خلال ما تبقى من منافسات الدوري لو ان التعثر أمام توبلي وسماهيج لم يتم، وهناك العديد من الأندية التي تنتدب مدربين أجانب من أجل قيادة الفريق الأول على وجه التحديد وتصل لهذه القناعة مبكرا إلا أنها لا تملك الجرأة لكي تتخذ مثل هذا القرار خوفا من التأكيد على فشلها في الاختيار، وتكتفي بعد ذلك بعدم التجديد وهذه العلامة الفارقة والواضحة بالنسبة للمدربين الأجانب، الوحيد الذي بقي موسمين هو مدرب الأهلي التونسي محمد المعتمري.


الحلول المستقبلية

تمتلك كرة اليد البحرينية عددا من المدربين البحرينيين الذين يمتلكون من الإمكانات ما يجعلهم يحترفون التدريب، المدرب البحريني بالنسبة لمعظم الأندية المحلية يجب أن يكون الخيار رقم 1 للأسباب التالية، السبب الأول الكفاءة، السبب الثاني أنه يقوم بأكثر من دور المدرب، السبب الثالث أنه يعيش وسط اللعب ويفهم كيف يستخرج طاقات اللاعبين وسط الهموم الحياتية التي يعيشونها. هناك أندية تقبل أن تدفع لمدرب أجنبي متواضع مبالغ تستكثرها على مدربين وطنيين أكفاء.

ليست كل الأندية الوطنية قادرة على التعاطي إداريا ومهنيا مع المدربين الأجانب، إذا كان خيار المدرب الوطني ليس مفضلا فيجب أن يكون الاتجاه نحو المدرب الأجنبي بناء على خلفية متكاملة لا قراءة وتأمل في السيرة الذاتية على الورق المقوى فقط، فالسير الذاتية خداعة والمسألة بحاجة إلى تأن وبحث دقيق، والأندية الجادة تبدأ التخطيط في وقت مبكرا ولا تمانع في دفع مبلغ مناسب لجلب مدرب مناسب.


الأسباب والنتيجة

الإقالات المباشرة والتبديل المستمر للمدربين في كل موسم في لعبة كرة اليد يعطي مؤشرا بأن اختيار المدربين غالبا ما يكون من دون بعد نظر، فأحيانا تقوم الأندية بالبحث عن مدرب أجنبي، أي مدرب أجنبي، المهم أن يكون مدربا أجنبيا، من دون أن تنظر إلى خبراته السابقة وإنجازاته، لذلك هم أكثر المدربين المقالين والمدربين الذين لا يتم التجديد لهم.

أحيانا لا يكون السبب هو المدرب الأجنبي، بل الأجواء المحطية فيه داخل النادي إما من ضغوطات إدارية أو عكس ذلك من إهمال إداري، وتتعامل بعضا من الأندية على أنهم من أبناء المنطقة أو القرية مما يعني أن عليهم القيام بأدوار أكثر من الدور الفني الذي من المفترض أن يكون عليه، لذا فإن المدربين الأجانب الطموحين لا يبقون والذين يبحثون عن لقمة العيش فقط يقبلون (...).


مشاهد وأدلة

في رصد دقيق لحركة المدربين الأجانب منذ موسم 2012/2013 نجد أن العلامة الفارقة موجودة في نادي النجمة، فقبل موسمين بدأ الموسم بالتونسي شهاب الدريدي ثم عصام عبدالله وبعد ذلك محمد المراغي، وفي الموسم الماضي بدأ بالتونسي جلال بن خالد ثم مواطنه شهاب الدريدي وانتهى به الموسم مع خالد المراغي.

الشباب فضل التعاقد مع مدرب أجنبي بعد سنوات قضاها في عهدة المدرسة الوطنية وتعاقد مع التونسي عبدالحميد بوحليلة وبعد الجولات الأولى قرر إقالته وإحلال المدرب الوطني أمين القلاف، وكذلك الحال بالنسبة لسماهيج الذي بدأ مع التونسي أحمد بلحسن ثم أقاله وعين المدرب الوطني علي خميس.

وما حدث في الشباب وسماهيج، حدث في وقت مبكر بداية الموسم الماضي في نادي الاتحاد الذي ألغى عقد المدرب الصربي دراجان لوكتش وعين المدرب الوطني السيدرضا الموسوي بديلا عنه، والتضامن بعد أن صبر كثيرا ووسط أحاديث عن أن مدربه التونسي نجيب بن قنزة سيكون ضحية جديدة قبل التوقف للتصفيات انتظر للجولات الأخيرة حتى أقاله وعين المدرب الوطني يونس.

وذلك يعني أن الموسم شهد إقالة 6 مدربين، والملفت أن النجمة أقال مدربين أجانب خلال 4 شهور فقط، وهذا رقم غير طبيعي.

فيما عدا الأهلي وتوبلي والبحرين والدير، يتضح أن هناك عدم استقرار على مستوى الأسماء والمدرسة، فالأهلي بقي معه المدرب التونسي محمد المعتمري موسمين متتاليين ولما استبدله بمواطنه محمد علي بوغزالة مما يؤكد بأن هناك رؤية معينة.

ومثل ذلك في توبلي الذي بدأ معه السيدعلي الفلاحي مشواره التدريبي ولايزال معه للموسم الثالث على التوالي إلى جانب البحرين مع علي العنزور، وذلك يعني استقرارا على نفس فني معين، بينما الدير الذي يعيش مرحلة التأسيس والتجديد مؤمن بأن تواجد أحد أبناء القرية في هذه المرحلة ضرورة.

أما البقية، فهناك شيء من عدم الاستقرار على مدرسة معينة، بدليل وجود قاعدة (مدرب لكل موسم) و(مدرسة تدريبية لكل موسم)، ذلك بالنسبة للأندية التي أبقت المدربين على ذمتها حتى نهاية الموسم وليس تلك الأندية التي أخذت قرار الإقالة منتصف الموسم.

العدد 4446 - السبت 08 نوفمبر 2014م الموافق 15 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:22 ص

      بلا تخطيط ولا دراية

      أغلب القائمين على قيادة الأندية اشخاص لا يفقهون في الرياضة إلا أنها كرة ولاعبين وبعضهم لا يميز بين لعبتين متشابهتين احيانا ويقود النشاط الرياضي بالنادي
      ماذا ننتظر من هؤلاء الأشخاص؟
      عملية استقدام مدربين أجانب تحتاج لأشخاص عارفين على دراية تامة بنوعيات المدربين ومدارسهم ومايحصل في البحرين ما هو الا تخبط في الاستقدام بسبب الاعتماد على مدربين مستقدمين موجودين في او معارف في الدولة نفسها
      وذلك يهملون بذلك المدربين الوطنيين الذين اثبتوا كفاءتهم في أصعب الأوقات ثم نعود ونستقدم الأجانب
      إذا صلح الراعي…

    • زائر 1 | 12:21 ص

      شيء طبيعي جدا

      هل هناك دوري في العالم لا يتم اقالة مدرب فيه
      صراحه موضوع ليس بالمهم

اقرأ ايضاً