العدد 4447 - الأحد 09 نوفمبر 2014م الموافق 16 محرم 1436هـ

الاتحادات الرياضية تلتهم 72 % من موازنة الأولمبية السنوية

«الوسط الرياضي» يحاور أمين عام اللجنة الأولمبية البحرينية:

عسكر يتحدث لـ «الوسط الرياضي»-(تصوير: جعفر علي)
عسكر يتحدث لـ «الوسط الرياضي»-(تصوير: جعفر علي)

ضاحية السيف – عباس العالي

حينما تجد إنسانا عصاميا طموحا يملك مقومات العمل الناجح من دراسة علمية وخبرات تراكمية في مجال تخصصه منذ الصغر حينما كان لاعبا ماهرا في احد المنتخبات الوطنية وإداريا ناجحا في احد الاتحادات الرياضية فلا بد أن يكون عمله ناجحا وإدارته ناجحة وتعاونه مع الجميع مثالا للتفاهم والذكاء.

هذه المقدمة تنطبق على مدير عام اللجنة الاولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر الذي لم يولد وفي فمه ملعقة من الذهب كما يقال. لم يكن طريق العلم والمعرفة مفروشا بالورود. ولكن التحدي في إثبات الوجود كان عنوان كل خطوة خطاها في حياته الدراسية والعملية جعلته هي السبب الرئيسي وراء نجاحه.

عبدالرحمن عسكر بدأ حياته العملية مدرسا للتربية الرياضية بعد نجاحه في الحصول على شهادة البكالوريوس من جامعة حلوان بجمهورية مصر العربية تخصص التربية الرياضية، وهو المجال الذي تربى فيه حينما كان لاعبا في فريق كرة الطاولة بنادي البحرين ثم لاعبا لمنتخب البحرين الوطني لكرة الطاولة. ولكن طموحه لم يقف عند هذا الحد، بل جد واجتهد وحصل على شهادة الماجستير في مجال الإدارة الرياضية من جامعة البحرين، قبل أن ينتقل للعمل في المؤسسة العامة للشباب والرياضة ليتدرج في الوظائف من منسق برامج إلى رئيس قسم ومدير لإدارة الأندية والمراكز الشبابية ومن ثم مدير عام الشباب والرياضة قبل أن يتبوأ منصب الأمين العام ليبدأ تحديا جديدا عنوانه “ركوب الصعاب”!، وكان حوارنا على النحو التالي:

اللجنة الأولمبية في الثلاثة أعوام الأخيرة قامت بجهد كبير نتج عنه مضاعفة موازنات الاتحادات الرياضية... هل تعطي القارئ تفصيلا للدعم السنوي الذي تقدمه اللجنة الاولمبية البحرينية ويمثل موازنة الاتحادات الرياضية السنوية.

- تبلغ الميزانية السنوية للاتحادات الرياضية حوالي 72 في المئة من الميزانية العامة للجنة الأولمبية، وتحصل الألعاب الجماعية على 52 في المئة من الميزانية المخصصة للاتحادات، فيما تحصل باقي الألعاب الفردية على 48 في المئة من الميزانية المخصصة للاتحادات.

يشاع في الشارع الرياضي بأن الاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة يحصل على نصيب الأسد من موازنة اللجنة الاولمبية... فهل هذا صحيح؟

- هذه المعلومة غير صحيحة، فالاتحاد الملكي للفروسية وسباقات القدرة يحصل على 6 في المئة من مجموع الميزانية، بينما يتوزع المبلغ المتبقي على سائر الاتحادات الأخرى بما يصل نسبته إلى 94 في المئة.

على رغم مضاعفة موازنة الاتحادات الرياضية 3 مرات في السنوات الأخيرة إلا أن الشارع الرياضي لم يلمس أي تطور حقيقي في الألعاب الجماعية... فهل اللجنة الاولمبية تطب مبدأ الثواب والعقاب... وهل هناك تقييم فني وإداري لمشاركة الاتحادات في البطولات الخارجية؟

- لقد استحدث مجلس الإدارة إدارة فنية متخصصة مهمتها الرئيسية تقييم الأداء الفني للمنتخبات والأفراد، وتضع معايير المشاركات الخارجية للاتحادات الرياضية وبدأت الإدارة الفنية في عقد سلسلة من الاجتماعات مع الاتحادات الرياضية المختلفة لاطلاعهم على معايير التقييم وشروط المشاركات في الدورات والبطولات، وبالأخص تلك المشاركات التي تكون تحت مظلة اللجنة الاولمبية مثل دورات الألعاب الاولمبية للكبار والشباب ودورات الألعاب الآسيوية ومختلف الدورات المجمعة واستشعرنا تجاوب الاتحادات الرياضية مع هذه الإدارة في الفترة القصيرة الماضية، ونأمل أن تثمر مخرجات هذه الشراكة عن نتائج ايجابية في المستقبل.

الوصول لتطبيق الاحتراف هو من أهم الأهداف التي تسعى إليها الاتحادات والأندية في السنوات المقبلة... كيف تخطط الاولمبية للوصول إلى ذلك؟

- صحيح بأن اللجنة الأولمبية تتطلع إلى تحقيق الأهداف التي تسعى إليها الاتحادات والأندية في جانب تطبيق الاحتراف واللجنة الأولمبية تعمل على دراسة هذا الملف من خلال التنسيق مع الاتحادات للوقوف على هذا الجانب، بالإضافة إلى مراجعة اللوائح والتشريعات المحلية بغرض تحديثها لتتواكب مع هذا الجانب ومن ثم سيتم الإعلان عما تم التوصل إليه.

عدد الاتحادات الفردية في ازدياد مضطرد ويلتهم جزءا كبيرا من الموازنة... ما هي فلسفة الأولمبية من زيادة عدد الاتحادات الفردية؟

- الألعاب الفردية أثبتت قدرتها على تحقيق الإنجازات أكثر من الألعاب الجماعية إضافة إلى قلة كلفتها المالية مقارنة بالألعاب الجماعية الأخرى، ومع ذلك نحن اليوم في مرحلة انتقالية جديدة لإعادة تقييم أداء ومخرجات وانجازات كل اتحاد من الاتحادات الرياضية بما فيها اتحادات الألعاب الفردية، وقد بدأنا بتنفيذ توجيهات رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة بضرورة تحفيز الاتحادات على رفع كفاءتها من العمل الإداري والفني من خلال استحداث جائزة سنوية للاتحاد المتميز، ونسبة الميزانية المخصصة للألعاب الفردية تفوق الألعاب الجماعية بنسبة بسيطة جدا ولقد تعرضت لها بالتفصيل عند الحديث على توزيع الدعم السنوي المالي للاتحادات.

سعت الأولمبية في الآونة الأخيرة لتشكيل العديد من “اللجان المعاونة” بمشاركة مجموعة من الخبراء... إلا أن الساحة الرياضية مازال ينقصها لجنة حل المنازعات الرياضية والتي تبعد المشاكل الرياضية عن خطر تدخل المحاكم المدنية في الرياضة وهو ما يحرمه نظام اللجنة الأولمبية الدولية؟

- لقد تبنى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الاولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد فكرة انشاء لجنة لحل المنازعات الرياضية وتم طرحها على رؤساء اللجان الأولمبية الخليجية وهي قيد البحث والدراسة الجادة لتجسيدها على أرض الواقع، ونحن هنا في اللجنة الاولمبية ندرس تشكيل لجنة لفض المنازعات القانونية الداخلية وسيتم ربطها بمشروع تعديل قانون الرياضة بعد إقراره.

المادة (40) من اللائحة النموذجية للاتحادات حرمت الأندية الأعضاء من المشاركة في وضع لوائح المسابقات وأعطت الاتحادات واللجنة الاولمبية حق تقرير ذلك... فما هو تعليقك على ذلك؟

- نحن نحترم كل الأندية والاتحادات الرياضية ولا نتدخل في شئونها الفنية، وكما تعلمون بأن الاتحادات الرياضية من مسئولياتها الرئيسية تطوير الألعاب والمسابقات المحلية، وبناء عليه تقع على عاتقها مسألة وضع لوائح المسابقات، وهذا لا يمنع الأندية بوصفها الجمعية العمومية لهذه الاتحادات أن تبدي رأيها ووجهة نظرها في هذه اللوائح التي كثيرا ما تتغير بين الحين والآخر، من خلال عقد الاجتماعات التشاورية لمناقشة المواضيع ذات العلاقة بالتطوير والارتقاء بالألعاب الرياضية، ولا بد من الاتحادات دراسة الأفكار والمقترحات التي تقدمها الأندية على أن يؤخذ بما يتواكب مع الأنظمة والقوانين والتشريعات الداخلية والخارجية ذات العلاقة والتي بلا شك ستساهم في تطوير اللعبة.

لماذا تم تعيين مجالس بعض اتحادات الألعاب الفردية كما هي دون تغيير على رغم أنها لم تقدم شيئا للعبة، كاتحاد التنس الأرضي والريشة الطائرة والإسكواش؟

- استنادا للنظام الأساسي واللوائح الموحدة للاتحادات الرياضية في الجانب الإداري والفني والمالي، وانطلاقاً من مسئولية اللجنة الأولمبية في الإشراف المباشر على الاتحادات الرياضية، فإن لدى اللجنة معايير في مختلف الجوانب الإدارية والمالية والفنية والتي في ضوئها تتم إعادة تعيين مجلس إدارة الاتحاد مع تغيير بعض أعضاء مجلس الإدارة أو تعيين مجلس إدارة جديد مدعوم ببعض الخبرات في مجال اللعبة من بعض الإدارات السابقة.

ومن خلال متابعة اللجنة للاتحادات الرياضية ودورها في الرقابة من عدة جوانب فإنها تعيد تعيين الاتحاد مادام منتظما في أعماله الإدارية والمالية ونشاطه في اللعبة.

رياضة السيارات جزء لا يتجزأ من الرياضة البحرينية وقد عززت من موقع البلاد عالميا مع إنشاء حلبة البحرين الدولية التي تعتبر موطن الرياضة السيارات في الشرق الأوسط وقد حقق أبناء الوطن العديد من الإنجازات الدولية والعالمية في هذا المجال وخصوصاً في مسابقة “الدراغ ريس” أو سباقات السرعة في البطولة العربية التي نظمتها دولة قطر كما كسر لاعبونا أرقاما عالمية سجلوها باسم البحرين ولكن لم يتم تكريم الفائزين؟

- أود أن أوضح بأن اللائحة الداخلية لمجلس إدارة اللجنة الأولمبية البحرينية والخاصة بمكافآت الفوز والإنجاز وفق ضوابط واضحة، إذ تقتصر المكافآت على البطولات الرسمية التي على مستوى البطولات التي تنظمها الاتحادات الدولية والقارية والإقليمية، أما البطولات المفتوحة سواء على مستوى الألعاب الفردية والجماعية فلا تصرف لهم أي مكافآت.

وفي شهر إبريل/نيسان 2010 تم تكريم رياضيي المنتخبات الوطنية أصحاب الإنجازات الرياضية لكافة الاتحادات الرياضية خلال الفترة من 2006 لغاية 2009، وذلك من خلال المكرمة الملكية لجلالة الملك حفظه الله ورعاه إذ تم إدراج الرياضيين الذين حققوا إنجازات رياضية في رياضة السيارات خلال الفترة المذكورة.


التحدي وركوب الصعاب كان هاجسا دائما خلال مسيرتي العملية

ضيق الوقت هاجسي الأول واعمل على ألا يؤثر على حياتي الخاصة

بجانب اللقاء الرياضي الرسمي الذي أجريناه لأمين عام اللجنة الاولمبية البحرينية عبدالرحمن عسكر. طرحت عليه العديد من الأسئلة الشخصية التي تتعلق بشخصية الإنسان الذي يتبوأ هذا المنصب الحيوي الرفيع الذي يتطلب جهدا كبيرا غير عادي قياسا بأي عمل آخر في أي إدارة رياضية سواء كانت رسمية أو أهلية... فالضغوطات المعنوية التي يواجهها جعلته في تحدٍ دائم من أجل انجاز عمله بشكل لائق ومشرف يليق بالمكانة التي نالها والثقة التي حصل عليها من كبار المسئولين عن الرياضة البحرينية...

ماذا يعني لك الأمين العام الشيخ سلمان بن إبراهيم؟

- أنا اعتز وافخر بالثقة التي أولاني إياها الشيخ سلمان بن إبراهيم... فهو بالنسبة لي إداري ناجح محنك استطاع بكل كفاءة أن يدير الدفتين... الأمانة العامة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الحاضنة للجنة الاولمبية البحرينية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة والاتحاد الآسيوي لكرة القدم اكبر الاتحادات القارية واثبت من خلال رئاسته في الفترة القصيرة أنه من أفضل وأحسن من يتبوأ رئاسة الاتحاد، وهذه الشهادة لا أقولها مجاملة إنما الحقيقة التي باتت الاتحادات القارية تعترف بها. وأكون فخورا حينما اسمعها من القيادات الرياضية الآسيوية.

ولكن هناك جانب مشرق من شخصية الشيخ سلمان يجب علي أن أتحدث عنه... فهذا الرجل حينما التقي به في اجتماعاتنا الدورية، يكون سؤاله الأول لي عن صحتي ويحثني في المقام الأول على الاهتمام بها. مؤكدا علي بأن العمل لن ينتهي حتى ولو عملنا طوال الـ 24 ساعة... والذي يشعرني دائما بالراحة في العمل ويدفعني دفعا للعمل هو شعوري بأن هذا الرجل راضٍ عن عملي ومرتاح لما أقوم به من أجل نجاح عمل اللجنة الاولمبية. كما يشعرني دائما بأهمية العمل على نؤديه بدقة وإتقان.

وحقيقة هو صاحب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في نجاح عملنا الإداري في اللجنة الأولمبية وهو الأمر الذي اعتز به شخصيا.

... وماذا يعني ترؤس سمو الشيخ ناصر بن حمد اللجنة الأولمبية البحرينية؟

- أقول بكل صدق على أن النجاح الذي تحققه الرياضة البحرينية على الصعيد المحلي والخارجي والعطاء الكبير الذي أضحت اللجنة الاولمبية تقدمه للاتحادات الرياضية جاء بفضل قيادة سمو الشيخ ناصر للجنة الاولمبية واهتمامه الكبير بأن يرى الرياضة البحرينية وقد وصلت الى أعلى المراتب.

فعلى رغم صغر سنه إلا إنني أجد فيه رياضيا من الطراز الرفيع وإداريا محنكا لا يبخل علينا بالنصيحة والتوجيه. فسموه يحرص كل الحرص على متابعة كل ما يدور في الساحة الرياضية من قضايا تهم تطور الألعاب الرياضية أو تهم الرياضيين... ويدفعنا إلى الأخذ بكل العلوم الرياضية الحديثة لذلك حرص سموه على أن تكون هناك جائزة علمية يرعاها شخصيا وتحمل اسمه.

سألت محدثي بشكل مفاجئ وقلت له... هل أنت مرتاح في عملك وسعيد بمهمتك؟

- أجاب من دون تردد... الحمد لله... فرغم الأعمال الكبيرة والتحديات التي أواجهها بشكل دائم، اشعر بالراحة النفسية اتجاه عملي. بسبب حرصي على أداء واجبي بشكل اشعر بالرضا النفسي باتجاهه ويشعرني بأني أؤدي واجبي كأفضل ما يكون. وهذا يعطيني حافزا كبيرا في أن أبذل كل يوم قصارى جهدي.

إذا أنت لا تواجه مشاكل؟

- مشكلتي الوحيدة هي ضيق الوقت... فهذا يجعلني أشعر بأن حياتي هي ملك عملي... وهو شعور ينتاب كل شخص يريد أن يوازن في العطاء بين عمله وعائلته... على رغم انني من الأشخاص الذين يعيشون من اجل نجاح مستقبل أسرته ويحرص كل الحرص على تربيتهم التربية الصحيحة.

هل أنت راضٍ عن العمل الإداري في اللجنة الأولمبية؟

- أجيبك بصدق نعم... إذا كان هناك قصور فالكمال لله سبحانه وتعالى، لأنني احرص كل يوم على أن تؤدي إدارات اللجنة الاولمبية عملها على الوجه الأمثل... أتابع كل عمل سواء كان صغيرا أو كبيرا... هناك تقييم شهري من كل رئيس قسم لموظفيه واحرص على أن يكون التقييم صادقا بعيدا عن المجاملة... بالإضافة إلى ذلك فهناك اجتماعات دورية وتقييم لعمل كل موظف. كما أحرص على أن أقوم بجولات مستمرة على مكاتب الموظفين للاطلاع على سير العمل والتعرف على المشاكل التي تواجههم وذلك من اجل ضمان جودة العمل.

العدد 4447 - الأحد 09 نوفمبر 2014م الموافق 16 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً