وصل رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما أمس الإثنين (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) إلى صربيا في زيارة تاريخية في أول زيارة لرئيس حكومة ألبانية إلى صربيا منذ 68 عاماً، ترمي إلى بعث الدفء في أوصال العلاقات المتوترة تاريخياً بين البلدين.

وقال راما قبل الزيارة: «يتطلب الوقت انتهاج سلوك جديد موحد لمستقبل أفضل لشعبينا». وأضاف: «حان الوقت أن نترك خلفنا كل ما تسبب في عرقلة مضينا إلى الأمام فحسب، ولكن أيضاً تسبب في صراعات وإراقة دماء». ومن المتوقع أن يكرر رئيس الوزراء الصربي اليكساندر فوسيتش الرسالة بأن المنطقة يجب أن تبتعد عن الماضي وتنظر باتجاه مستقبل مشترك في الاتحاد الأوروبي وهو ما تطمح الدولتان للانضمام إليه.

وكانت العلاقات غير مستقرة في أفضل الأوقات على مدار الجزء الأكبر من المئة عام الماضية، وبلغت الروابط بين الدولتين الواقعتين في منطقة البلقان إلى أدنى مستوى لها بشأن كوسوفو، الإقليم الصربي سابقاً ذا الغالبية الألبانية. وكانت كوسوفو مسرحاً لمعاملة بلغراد السيئة لألبان كوسوفو في الصراع العرقي (1998 - 1999)، وهو ما دفع حلف شمال الأطلسي إلى التدخل والإعداد لانفصال الإقليم في 2008. ودعمت ألبانيا انفصال كوسوفو وهو ما أثار حنق صربيا بصورة أكبر. ورغم أنها مازالت تصر على سيادتها على كوسوفو، وافقت صربيا على تطبيع العلاقات معها في ظل وساطة الاتحاد الأوروبي. وجرى إرجاء زيارة راما عدة مرات، وكان آخرها في 22 أكتوبر الماضي عندما تسببت الأحداث التي عرقلت مباراة كرة قدم بين صربيا وألبانيا في بلغراد في إعادة تأجيج التوترات وكشف العداء المتبادل للصرب والألبان.