تمكن ريال مدريد بقيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي من كتابة سطر جديد في حياة الجيل الحالي من خلال التساوي مع أفضل بداية في تاريخ الدوري الإسباني على الإطلاق والتي حدثت قبل 64 عاما.

ويواصل النادي الملكي السير بشكل طيب في مسيرته بالبطولة المحلية خلال الموسم الحالي، ولا تتوقف الأرقام القياسية عند حد معين فقد حقق أنشيلوتي ذلك الرقم أثناء محاولته التساوي مع الرقم القياسي للمدير الفني السابق للفريق مورينهو وهو الفوز في 15 مباراة متتالية، إذ فاز إلى الآن في 13 لقاء.

وتساوى النادي الملكي مع الرقم القياسي الخاص بعد به خلال منتصف القرن الماضي حين وصل معدله التهديفي إلى 3.8 أهداف في المباراة الواحدة، وهو عصر كان لوس بلانكوس ملكا على عرش أوروبا وتوج بدوري الأبطال 5 مرات متتالية في تلك الفترة. واستطاع النادي الملكي أن يثبت إلى الجميع قدرته على حصد كافة البطولات الموسم الحالي، إذ أنه أحرز أهدافا في كافة الفرق التي واجهته الموسم الحالي وخسر من ريال سوسييداد وأتليتكو مدريد فقط في بداية الموسم.

ويلعب ريال مدريد خلال الموسم الحالي من أجل الفوز بدوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني والكأس إضافة إلي حصد كأس العالم للأندية وكان قد حصد على كأس السوبر الأوروبي وخسر المحلي في بداية الموسم.

ويواصل ريال مدريد استعراضه الهجومي في الدوري الإسباني هذا الموسم بقيادة نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي يتربع على صدارة الهدافين برصيد 18 هدفا، فمتوسط التهديف للفريق الملكي يعتبر ساحقا. فبعد مرور 11 جولة على الدوري الإسباني، نجح الفريق الأبيض في تسجيل 42 هدفا أي بمعدل نحو 4 أهداف في المباراة الواحدة، وهو معدل عال جدا.

وفي حال استمرار الفريق الملكي على هذا المعدل التهديفي فإنه سيكون بإمكانه إنهاء بطولة الليغا بتسجيل 145 هدفا أو أكثر. وسيكون ريال مدريد هذا الموسم على موعد مع تحطيم الرقم القياسي لأكثر عدد من الأهداف المسجلة خلال موسم واحد، إذ سبق له أن سجل 121 هدفا في موسم 2011-2012، تحت إشراف المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو وذلك حين توج بلقب الليغا برصيد 100 نقطة.

ويعود الفضل في تسجيل ريال مدريد عددا كبيرا من الأهداف هذا الموسم إلى نجمه وهدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي سجل لوحده 18 هدفا متربعا على صدارة الهدافين وبفارق كبير عن أقرب منافسيه، إذ نجح رونالدو في التسجيل في جميع المباريات التي لعبت في الدوري باستثناء مباراة ريال سوسييداد التي غاب عنها بسبب الإصابة، وفي حال لعب النجم البرتغالي جميع مباريات الدوري المتبقية وحفاظه على هذه الوتيرة التهديفية المدمرة، فإنه بإمكانه إنهاء موسم الليغا بتسجيل 66 هدفا، وتحطيم الرقم القياسي المسجل باسم غريمه التقليدي مهاجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي والذي سجل 50 هدفا في موسم 2011-2012، وبعد ذلك بعام، أنهى البرغوث الأرجنتيني البطولة برصيد 45 هدفا، فيما كانت النهاية الأفضل لرونالدو في موسم 2010-2011 حينما سجل 41 هدفا.

وأفادت صحيفة «أس» الإسبانية أن الإيطالي أنشيلوتي يستعد للتوقف الثالث لمسابقة الدوري المحلى خلال هذا الموسم بسبب المباريات الدولية للمنتخبات، متمتعا بحالة نفسية ومزاجية «رائعة». وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن التوقف الأول للبطولة في سبتمبر/أيلول الماضي جاء والفريق الملكي يعاني من الارتباك بعد سقوطه أمام ريال سوسيداد بنتيجة 4/2 خارج الديار. وجاء التوقف الثاني بعد 7 مراحل مرت من عمر البطولة ليشهد على نجاح الريال في الفوز بنتيجة عريضة 5/صفر على أتلتيك بلباو، إلا أن غريمه التاريخي برشلونة كان متصدرا آنذاك جدول ترتيب فرق المسابقة بفارق 4 نقاط كاملة. وبعد انتهاء التوقف الأخير بثلاثة أسابيع تغير موقف ريال مدريد تغيرا جذريا، حتى أن أنشيلوتي ذاته لم يكن يتوقعه على هذا النحو، إذ قال في وقت سابق: «نريد أن نحتل المركز الأول في ديسمبر/كانون الأول».

وتصدر ريال مدريد جدول ترتيب أندية الدوري الإسباني بعد مرور 11 جولة من عمر المسابقة، بالإضافة إلى تأهله المحسوم إلى دور الـ 16 من بطولة دوري أبطال أوروبا قبل جولتين من ختام دور المجموعات، كما تأهل أيضا إلى دور الـ 16 من بطولة كأس الملك. وحقق ريال مدريد منذ توقف المسابقة الأخير قبل 3 أسابيع 7 انتصارات وسجل 25 هدفا واستقبلت شباكه 3 أهداف فقط. وبدا واضحا أن المدرب الإيطالي نجح في استحضار قدراته الكامنة على تحويل المشاكل إلى حلول عبقرية، فقد أشرك إيسكو بدلا من غاريث بيل المصاب بشكل فعال في إطار طريقة 4/4/2 وهو ما ظهر جليا في الفوز الذي حققه الملكي على غريمه التقليدي برشلونة (3/1). ومع عودة بيل إلى التشكيلة الأساسية عاد أنشيلوتي إلى تطبيق طريقة 4/4/3 في مباراته أمام رايو فالكانو والتي فاز فيها بنتيجة 5/1.