العدد 4452 - الجمعة 14 نوفمبر 2014م الموافق 21 محرم 1436هـ

أهالي سند: نطمح بـ «قرية نموذجية» تقضي على طلباتنا الإسكانية

القرية التي كانت تجود بالمياه العذبة تتعشم الاهتمام بالمنفذ الوحيد الذي يوصلها للبحر

حسين السندي من أمام عين صغرى: ندعو المعنيين للاهتمام بهذا الموقع
حسين السندي من أمام عين صغرى: ندعو المعنيين للاهتمام بهذا الموقع

حين تقرأ عن تاريخ قرى البحرين وتتعرف على معالمها العريقة وكيف كانت حياة الأجداد، تجد باختصار البساطة في المعيشة، والسماحة في الوجوه، وطيب الكلام.

بأهلاً أهلا، وحياكم الله، وشرفتنا «الوسط»، وزارتنا البركة، رحب أهالي قرية سند بـ «صحيفة الوسط»، هذه القرية الصغيرة بمساحتها الجغرافية المحدودة، والكبيرة في تاريخها الجميل ومعالمها الخضراء ومائها العذب. فقرية سند من القرى التي لها ذكريات مخزونة في ذاكرة الآباء والأجداد ويعتبرونها واحة ومتنفساً طبيعياً لهم، ولهذا كان يقصدها أهالي القرى المجاورة كقرية النويدرات والمعامير والعكر في فصل الصيف وذلك من أجل الاستجمام بالواحات الخضراء التي تحيط بها، وما يميز قرية سند عن بقية القرى الأخرى في البحرين هو كثرة العيون الطبيعية والآبار الارتوازية العذبة، فبحسب ما صرح به الأهالي بأنه يوجد ما يقارب سبع عيون كانت تجود بالماء العذب، وكانت أكبرها وأشهرها عينان، إحداهما تسمى «عين كبرى» والأخرى «عين صغرى».

«الوسط» التقت بأهالي سند كي تتعرف على ما بقي من معالمها القديمة، وكذلك كي تسلط الضوء على احتياجات أهالي القرية.

ومن خلال اللقاء عبر أهالي قرية سند عن طموحهم وآمالهم للعيش في قرية نموذجية تلبي احتياجاتهم. وفي لقاء جمع عدد من أهالي قرية سند ومن بينهم رئيس مجلس إدارة جمعية سند الخيرية جعفر علي حسين، بيَّن لـ «الوسط» أن أهالي القرية قدموا للمسئولين حزمة من المتطلبات التي تحتاجها القرية، من أجل إيجاد حل جذري لجميع المشكلات، وأهمها النظر بعين الاعتبار للطلبات الإسكانية والبيوت الآيلة للسقوط.

وتابع، «نتواصل بشكل مستمر مع المسئولين في وزارة الإسكان بخصوص الطلبات الإسكانية، وأيضاً مع المجلس البلدي بخصوص البيوت الآيلة للسقوط والأمور الخدمية الأخرى التي تحتاجها القرية، ولكن الاستجابة تكون بطيئة وتستغرق مدة زمنية طويلة، وهذا الأمر سبب استياء عاماً بين الأهالي أشعرهم بعدم وجود النظرة الجادة لجميع متطلباتهم على رغم وجود مبنى المجلس البلدي في المنطقة نفسها».

وتحدث حسين عن حاجة المنطقة إلى تأهيل الساحل وجعله متنفساً للأهالي، مع ضرورة توفير مرفأ للصيادين على ساحل قرية سند، وذلك من أجل حل لمشكلة الصيادين الذين يتنقلون بقواربهم إلى مناطق عدة كمرفأ خليج توبلي ومرفأ كرباباد.

وذكر أن القرية تحتاج لمركز اجتماعي ثقافي من أجل صقل وتأهيل المواهب والطاقات الشبابية التي توجد في القرية.

3 مشروعات إسكانية في سند... ولكن!

حظيت قرية سند بثلاثة مشروعات إسكانية وكان أولها مشروع إسكان النويدرات، والذي أطلق عليه مشروع امتداد القرى، وقرية سند ضمن هذا الامتداد، ولكن بعد إلغاء المسمى من مشروع امتداد القرى وتحويله إلى طلبات إسكانية بحسب الأقدمية ولكون المحافظة الوسطى سابقاً بها كم هائل من الطلبات الإسكانية تقلص عدد المستفيدين من قرية سند إلى عدد ضئيل جداً في هذا المشروع الإسكاني بمرحلته الأولى والثانية، وبحسب آخر إحصائية أعدها الأهالي فإن عدد الطلبات تصل إلى أكثر من 130 طلباً إسكانياً وأقدمها يصل إلى العام 1994، ويضيف الأهالي أن المشروع السكاني الحالي يقع في القرية وتم توزيع المنازل على المستفيدين، ولكن طلبات أهالي القرية لا تكاد تذكر، وأردفوا أن ما يثير استغرابنا ودهشتنا أن قرى كثيرة في البحرين خصص لها إسكان وتم توزيع المنازل على أهالي القرية، ولكن حين ويصل الأمر لقريتنا يتوقف ويتعثر.

«البيوت الآيلة» في سند لا تجد حلاً

حسين محمد جمعة يعيش مع أسرته المكونة من خمسة أفراد في منزل آيل للسقوط، وتقدم للمجلس البلدي بطلب للاستفادة من برنامج إعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، كي يتم إعادة بناء منزلهم القديم والمتهالك، ولكن يضيف جمعة أن هناك «عقبات كثيرة واجهتني، وكان أهمها فقدان أوراق الطلب في المجلس البلدي، وبعد المتابعة والتواصل المستمر تم إشعارنا بأن بناء منزلنا من جديد مرهون بإلغاء الطلب الإسكاني، وهذا الأمر لم أقبله وتوقفت عن المتابعة مع المجلس البلدي، ونحن الآن بانتظار الحصول على وحدة سكنية».

وبين جمعة أن طلبه الإسكاني يعود للعام 2002، وإلى حد الآن لم يتلقَّّّّ أي اتصال من وزارة الإسكان على رغم المسافة القصيرة التي تفصل منزلهم الآيل للسقوط بالمشروع الإسكاني الحديث الذي يقع في قريتهم سند.

وواصلت «الوسط» متابعتها مع أصحاب البيوت الآيلة للسقوط في قرية سند، وأجرت اتصالاً هاتفياً مع محمد عبدالنبي، الذي هجرت عائلته المنزل منذ العام 2010 على أمل إعادة بنائه ضمن البيوت المدرجة على قائمة البيوت الآيلة للسقوط. ويقول عبدالنبي إنه بعد المتابعة مع المجلس البلدي وإخلاء المنزل والسكن في شقة خارج القرية تم إشعارنا من قبل المجلس البلدي بأن هناك خياراً واحداً، وهو القبول بقرض مالي يسدد على دفعات وذلك من أجل تسهيل بناء المنزل، ولكن لعدم رغبتنا بتحميل أنفسنا أعباء مالية فوق طاقتنا وإمكانياتنا حال دون الموافقة على هذا الخيار الذي تفاجأنا بطرحة علينا، ويردف عبدالنبي أن حال المنزل الآن كحال المنازل المهجورة ونحن عائلة متوسطة الدخل ولا يمكنها القيام ببناء المنزل، وخصوصاً بعد تعهد المجلس البلدي بإعادة بنائه من جديد ضمن مشروع البيوت الآيلة للسقوط، وختم عبدالنبي حديثه، قائلاً: «إن هذه المدة الزمنية والتي ستصل إلى ما يقارب الخمس سنوات كفيلة بنقل معاناتنا للمسئولين وأصحاب القرار».

الطريق إلى ساحل سند

بعد الانتهاء من اللقاء مع عدد من الأهالي اصطحبنا أحد الاخوة إلى ساحل سند وعبر ممرات صغيرة عدة وطريق غير معبد ومليء بالنفايات وبقايا مخلفات البناء ينتهي بك المطاف إلى ممر به اتجاه واحد فقط ولا يستوعب سوى مرور سيارة واحدة فقط، وبعد وصولنا لساحل سند الصغير والمتواضع والذي أصبح امتداده بحسب تصريح الأهالي بأملاك خاصة، ناشد أحد الأهالي المعنيين بالمحافظة على هذا الجزء المتبقي من الساحل وتأهليه كي يكون متنفساً للأهالي، أيضاً لكون هذا الساحل يطل على قرى عدة كقرية العكر وجزيرة النبيه صالح، إضافة إلى الكم الهائل من أشجار القرم والتي تعتبر كمحمية طبيعية يعيش فيها مجموعة كبيرة ومتنوعة من الطيور وهي بمثابة موطن لتكاثرها.

عين صغرى من الداخل
عين صغرى من الداخل
حسين محمد جمعة يروي لـ «الوسط» تفاصيل تعثر بناء منزلهم الآيل للسقوط
حسين محمد جمعة يروي لـ «الوسط» تفاصيل تعثر بناء منزلهم الآيل للسقوط
موقع عين صغرى وبالقرب منها مضخة تسحب المياه منها وتضخها للمزارع القريبة
موقع عين صغرى وبالقرب منها مضخة تسحب المياه منها وتضخها للمزارع القريبة
الطريق المؤدي لساحل سند كما توضح الصورة مليء بالنفايات ومخلفات البناء
الطريق المؤدي لساحل سند كما توضح الصورة مليء بالنفايات ومخلفات البناء
أحد المنازل القديمة والآيلة للسقوط في قرية سند
أحد المنازل القديمة والآيلة للسقوط في قرية سند
منزل عائلة عبدالنبي بعد أن أصبح كالمنازل المهجورة - رئيس جمعية سند جعفر علي حسين أثناء حديثه إلى «الوسط»
منزل عائلة عبدالنبي بعد أن أصبح كالمنازل المهجورة - رئيس جمعية سند جعفر علي حسين أثناء حديثه إلى «الوسط»

العدد 4452 - الجمعة 14 نوفمبر 2014م الموافق 21 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:50 ص

      السبب معروف

      قرية سند لا يقفون وفقه واحده لذلك وصلو الى هذا الحال لن أنسى الامرأة الكريمة عندما جاهدت وعندما قدرت تصل لجزء من طلبات الاسكان خذلوها ودخلو الغريب يجيب لهم البيوت واو عطاهم بنحمد ربنا الا عطاهم ناس بقرى اخرى وش قال بيجيبون له أصوات هههههههه

اقرأ ايضاً