لا تزال الصحف الكاتالونية على غرار العالمية ترى بأن مشكلة نادي برشلونة هذا الموسم مرتبطة بوسط ميدانه الذي فقد بريقه لأسباب مختلفة ما جعل الفريق بأكمله يفقد هيبته التي اعتاد عليها في المواسم الأربعة الأخيرة وسجل نتائج متواضعة رافقها أداء باهت.

صحيفة «سبورت» المقربة من البارسا نشرت تقريراً مرفقا بإحصاءات تؤكد من خلاله أن وسط ميدان البلوغرانا هو من يتحمل المسئولية الأكبر في سوء نتائج الفريق هذا الموسم وخصوصا تراجع معدله التهديفي بعدما فشل في تأدية الأدوار المناطة به وخصوصا في تقديم تمريرات صحيحة للاعبي الخط الهجومي على غرار ما يقوم به الألماني توني كروس في ريال مدريد والذي يسجل انتصارات عريضة هذا العام، كما ان خط الوسط الكاتالوني فقد حسه التهديفي عكس ما كان عليه في السابق إذ كان لاعبو هذا الخط كثيراً ما ينوبون عن المهاجمين في هز شباك المنافسين. وبحسب التقرير فإن السداسي الذي يشكل خط وسط برشلونة لم يسجل هذا الموسم في الدوري الإسباني سوى 3 أهداف وقعها لاعبان فقط من ضمن الستة، ولم يصنع سوى هدفين فقط. كما يؤكد التقرير تراجع خط وسط هذا الموسم مقارنة مع نظيره للموسم الماضي على رغم أن أغلب أفراده استمروا مع الفريق باستثناء رحيل الإسباني سيسك فابريغاس والكاميروني الكسندر سونغ ومجيء الكرواتي ايفان راكيتش، وفي الموسم المنصرم قدم خط الوسط في 10 جولات 23 تمريرة حاسمة للمهاجمين بينما لم يقدم هذا الموسم ولغاية المواجهة ضد الميريا سوى تمريرتين أثمرت واحدة منهما عن هدف سجله منير الحدادي في المباراة الأولى لليغا بفضل تمريرة راكيتش، كما ان خط الوسط نجح الموسم المنصرم مع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو في تسجيل 15 هدفا من أصل 100 هدف سجلها الفريق، مقابل 3 أهداف فقط من أصل 25 هذا الموسم.

وتشير الأرقام إلى أن سيرجيو بوسكيتس هو أكثر لاعبي خط وسط البارسا مواظبة بعدما لعب 818 دقيقة من دون أن يسجل أي هدف مع تقديم تمريرة واحدة على رغم انه يعتبر أحد أفضل اللاعبين في مركزه ليس في اسبانيا فقط، بل على مستوى العالم، يليه راكيتش الذي لعب 772 دقيقة وسجل هدفين ولكنه قدم تمريرة واحدة فقط، بعدما بصم على بداية أكثر من جيدة رشحته لإزاحة زافي هرنانديز واندريس انييستا من زعامة كامب نو غير أنه تراجع أداؤه ومردوده البدني حتى شككت الجماهير في قدرته على ضمان مكانته في التشكيل الأساسي في حال تحسنت الحالة البدنية لزافي.

ويأتي بعد راكيتش المايسترو انييستا الذي لعب 518 دقيقة قبل أن يتعرض للإصابة في مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد ويغيب عن مباراتي سيلتا فيغو والميريا، ومع انه خاض 8 مباريات أساسياً إلا انه لم يسجل ولا هدفا، كما أنه لم يقدم ولم يصنع أي هدف ما يؤكد تراجع مستواه الفني وهو الذي كان منقذ الفريق عندما تضيق الأفق أمام أقدام ميسي وأمام أقوى دفاعات الليغا. أما زافي فلم يلعب سوى 443 دقيقة هذا الموسم وسجل هدفا واحداً فقط من دون أن يصنع أي هدف ما يجزم بتراجع مردوده وفعاليته بعدما كان له الفضل الأكبر في الأهداف التي سجلها البرغوث بفضل تمريراته الدقيقة الساحرة غير أن تقدمه في السن حال بينه وبين استمراره على الإيقاع نفسه كما إن عدم إشراكه بانتظام في التشكيل الأساسي ساهم في تدهور معنوياته وأدائه.

ولعب رافينيا 279 دقيقة فقط بينما خاض سيرجيو رودريغيز 147 دقيقة وكلاهما لم يسجل ولم يصنع أي هدف بسبب عدم الاعتماد عليهما من قبل المدرب لويس انريكي الذي لم يمنحهما الفرصة الكافية في ظل تواجد بوسكيتس وراكيتش وانييستا إذ يستحيل على اللوتشو القيام بتغيير جذري على وسط ميدان وخصوصا أن كليهما يفتقدان الخبرة الكافية التي تساعدهما على القيام بالمهمة على أحسن وجه ويحتاجان لمرحلة انتقالية للتأقلم أكثر واكتساب تجربة.

وتربط صحيفة «سبورت» إمكانية صحوة البارسا بمدى نجاح المدرب انريكي في معالجة اختلالات وسط ميدانه في المباريات المقبلة ويصعب على الفريق استرجاع مستواه المعهود من دون وسط ميدان صلب وفعال، إذ يستحيل الاعتماد فقط على المهاجمين الثلاثة لتحقيق نتائج إيجابية مع استمرار فراغات دفاعية وهجومية يتسبب فيها ضعف أداء لاعبي الوسط.