العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ

«داعش» يذبح الرهينة الأميركي و18 جندياً سورياً

صورة مأخوذة من شريط فيديو  لمجموعة من داعش تستعد لقطع رؤوس جنود سوريين
صورة مأخوذة من شريط فيديو لمجموعة من داعش تستعد لقطع رؤوس جنود سوريين

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في شريط فيديو نشر على الإنترنت أمس الأحد (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي كان خُطف في سورية العام 2013، رداً على إرسال جنود أميركيين إلى العراق.

كما تضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعية بأيدي عناصر من التنظيم استهدفت 18 شخصاً قدموا على أنهم جنود سوريون، من دون أن يحدد المكان الذي تم فيه ذبحهم أو التاريخ. ويبدو في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يقومون بذبح رجال ارتدوا زياً موحداً كحلي اللون.


«داعش» يقطع رأس الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ و18 جندياً سورياً

بيروت - أ ف ب

أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ، رداً على إرسال جنود أميركيين إلى العراق، بحسب ما جاء في شريط فيديو نشر على الإنترنت أمس الأحد (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) وتضمن كذلك مشاهد مروعة لذبح جنود سوريين بأيدي هذه المجموعة المتطرفة.

وهو المواطن الغربي الخامس الذي يقطع التنظيم الجهادي رأسه في سورية منذ أغسطس/ آب، وكل الضحايا صحافيون أو عاملو إغاثة.

وأعلن والدا كاسيغ أنهما ينتظران تأكيد مقتل «ابنهما الحبيب».

وتأتي هذه الإعدامات التي عرضها «داعش» في فيلم دعائي طويل من 15 دقيقة، بمثابة دليل جديد على وحشية هذا التنظيم الذي لا يتردد في اعتماد أسوأ أساليب القتل، وفي سبي النساء، وإصدار أحكام بالإعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سورية والعراق.

وظهر في شريط الفيديو الموقع من «مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي» التي تتولى نشر أخبار التنظيمات الجهادية على شبكة الإنترنت، رجل ملثم يرتدي ملابس سوداء، وهو يدل على رأس رجل دمى ملقى عند قدميه، وهو يقول باللغة الإنجليزية «هذا هو بيتر إدوارد كاسيغ المواطن الأميركي».

وتوجه المتحدث إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلاً «زعمتم أنكم انسحبتم من العراق قبل أربعة أعوام وقلنا لكم حينها إنكم كذابون ولم تنسحبوا. ولئن انسحبتم لتعودوا ولو بعد حين (...) وها أنتم لم تنسحبوا وإنما اختبأتم ببعض قواتكم خلف الوكلاء وانسحبتم بالبقية لتعود قواتكم أكثر مما كانت».

وأضاف «ها نحن ندفن أول صليبي أميركي في دابق (مدينة في شمال سورية) وننتظر بلهفة مجيء بقية جيوشكم لتذبح أو تدفن هنا».

ولم يذكر المتحدث تاريخ قتل كاسيغ.

وبيتر كاسيغ (36 عاماً) جندي أميركي سابق قاتل في العراق، لكنه ترك الجيش وقرر تكريس حياته للعمل التطوعي.

وعمل كاسيغ في مستشفيات وعيادات في لبنان وتركيا تستقبل السوريين الذين نزحوا من بلادهم هرباً من أعمال العنف، بالإضافة إلى عمله في مناطق منكوبة في سورية. ويقول أصدقاؤه إنه اعتنق الإسلام واتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن. وخطف في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 بينما كان في مهمة لنقل مساعدات إنسانية إلى سورية.

وظهر كاسيغ في شريط فيديو تم بثه في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول إلى جانب عامل الإغاثة البريطاني آلان هينينغ، بينما كان عنصر في تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» يذبح هينينغ. ثم قام العنصر بتقديم كاسيغ على أنه الضحية التالية، إذا لم يوقف التحالف الدولي الذي تشارك فيه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضرباته الجوية.

وأعلن البيت الأبيض في السابع من نوفمبر أن أوباما وافق على إرسال 1500 عسكري إضافي إلى العراق لتدريب القوات الحكومية والكردية على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، ما يضاعف تقريباً عدد الجنود الأميركيين في البلاد.

ووردت الصور المتعلقة بكاسيغ في الدقائق الأخيرة من الشريط المصور الذي يروي تاريخ نشوء تنظيم «القاعدة» في العراق بعد الاجتياح الأميركي وصولاً إلى مقتل زعيمه ابو مصعب الزرقاوي ومبايعة ابو بكر البغدادي وإقامة «الخلافة» في يونيو/ حزيران.

كما تضمن الشريط مشاهد لعملية ذبح جماعية بأيدي عناصر من التنظيم استهدفت 18 شخصاً قدموا على أنهم جنود سوريون، من دون أن يحدد المكان الذي تم فيه ذبحهم أو التاريخ. ويبدو في الصور عناصر من التنظيم بزي عسكري بني اللون، وهم يقومون بذبح رجال ارتدوا زياً موحداً كحلي اللون، جاثين أرضاً وموثقي الأيدي، قدموا على أنهم «ضباط وطيارو النظام النصيري».

ويظهر الشريط مشاهد مروعة لعملية الذبح بشكل كامل، وبالتصوير البطيء.

بعد ذلك، يعرض الشريط لقطات لعناصر التنظيم وأمام كل منهم جثة ممدة على البطن، وقد وضع على ظهر كل منها رأس مقطوع.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن «القتل بدم بارد» الذي كان ضحيته بيتر كاسيغ، أمر «مروع».

ووصف رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس «العمل الوحشي الجديد» ضد كاسيغ والجنود السوريين، بأنه «جريمة ضد الإنسانية (...) لا يمكن لفرنسا أن لا تفعل شيئاً إزاءها».

في واشنطن، صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت سابق الأحد أن الرئيس السوري بشار الأسد «قتل مئات الآلاف من مواطنيه بوحشية. ونتيجة لذلك فقد شرعيته بالكامل في غالبية هذا البلد».

ورأى أن الوقوف إلى جانب الأسد «ضد الدولة الإسلامية سيدفع مزيداً من السنة في سورية باتجاه دعم الدولة الإسلامية في العراق والشام وسيضعف التحالف».

في هذا الوقت، واصلت طائرات التحالف العربي الدولي قصف مواقع لتنظيم «داعش» في مدينة عين العرب الحدودية مع سورية حيث دخل هجوم التنظيم الجهادي بهدف السيطرة على المدينة شهره الثالث.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأحد) أن عدد القتلى في معركة عين العرب السورية خلال شهرين وصل إلى 1153، غالبيتهم العظمى من مقاتلي تنظيم «داعش» و»وحدات حماية الشعب» الكردية.

كما تتواصل المعارك على الجبهة الجنوبية خصوصاً من المدينة منذ ثلاثة أيام تقريباً من دون توقف، ويسعى المقاتلون الأكراد الذين استعادوا زمام المبادرة على الأرض على ما يبدو بعد دخول تعزيزات من البشمركة العراقية والجيش الحر إلى المدينة لمساندتهم، إلى طرد التنظيم الجهادي من المناطق التي احتلها في المدينة.

العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً