العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ

قضية البوسعيدي والعواجي تثير تساؤلات تطبيق اللوائح

ما هي كلمات عبر فيها رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي عن رأيه في حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حتى أثار زوبعة لا يبدو وأنها ستنتهي في القريب العاجل.

البوسعيدي كتب في حسابه بعد المباراة التي جمعت منتخب بلاده بنظيره الإماراتي إن الحكم مرعي العواجي وقع في أخطاء تجعله غير جدير بحمل الشارة الدولية، فبدأت الحكاية تأخذ منحى خطيرا في حجم المساحة الممنوحة لانتقاد حكام البطولة وخصوصا مع تزايد الأخطاء المكلفة التي شهدتها الدورة منذ اليوم الأول.

الحكم وعلى غير عادة الحكام، رد بقوة هو الآخر على رئيس الاتحاد العماني في حسابه بتويتر، ليطلق تغريدة هاجم بها البوسعيدي ورد عليه بالمثل وقال بأن البوسعيدي بعد تغريدته ليس جديرا برئاسة الاتحاد العماني. وسائل الإعلام المكتوبة والمقروءة والمرئية تلقفت الحادثة على الفور ودار نقاش طويل عريض حول أحقية البوسعيدي أو غيره من المسئولين في توجيه الانتقادات اللاذعة للحكام وخصوصا أن هذا الأخير مسئول في لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم أي أنه معني بالدفاع عن الحكام وليس الهجوم عليهم.

لكننا اليوم أمام جدلية حقيقية في دورات كأس الخليج، لأن اللائحة تبدو خالية من العقوبات التي يمكن أن يتم استخدامها في مثل هذه الحالات، وهذا ما تبين في تصريح لعضو اللجنة الفنية باللجنة المنظمة لدورة كأس الخليج إبراهيم البوعينين الذي اكتفى بالقول في تصريحات لبرنامج ليالي الخليج على القناة السعودية إن اللجنة تدعم الحكام وتساندهم وترفض مثل هذه التصريحات.

والمثير هنا أن هذه الحادثة على وجه التحديد تفتح الباب على مصراعيه لمناقشة اللائحة الأساسية وقدرة اللجان العاملة في اللجنة التنظيمية بمختلف فروعها على تطبيق القانون في حال وجدت بنود تعني بإصدار عقوبات تردع الهجوم على الحكام أو غيرهم ممن يشاركون في الدورة وخصوصا عندما تكون العقوبات موجهة لرئيس اتحاد في الدول الثمان. لقد كان رد العواجي غير مسبوق على رئيس الاتحاد العماني، فغالبا ما يصمت الحكام ويتغاضون عن الرد على التصريحات الإعلامية أو الخوض في غمار سجالات من هذا النوع، إلا أن الهجوم الذي واجهه كان هو الآخر عبر وسيلة مستحدثة يبدو أنها خارج تغطية القوانين الموجودة في لوائح الدورة التي مضى على انطلاقة أكثر من 40 عاما.

إن المعروف عن دورات كأس الخليج تميزها بالتصريحات الإعلامية والإثارة الصحافية التي تضفي عليها نوعا فريدا من أنواع التشويق والمتابعة وهو ما يفسح المجال أمام الإعلام ليكون اللاعب رقم واحد كونه قادرا على الحصول في أي لحظة من اللحظات على مادة دسمة وقوية، لكن السؤال المهم هو هل ستكون هناك مادة بهذه الدسومة لو أن ثمة قانونا واضحا يحمي حقوق الآخرين؟.

فعلى سبيل المثال، هل يحق لرئيس اتحاد كرة أن ينتقد حكم بهذه الطريقة، وهل يحق للحكم أن يرد عليه بذات الأسلوب، والسؤال الأهم، هل توجد حالات مشابهة في جميع المسابقات الأخرى؟. أسئلة عديدة مطروحة تطرحها قضية البوسعيدي والعواجي، وهي بكل تأكيد تحتاج إلى إجابة، فتطوير دورات الخليج لا يتم فقط بالنقل التلفزيوني أو شروط الاستضافة وإنما أيضا باللوائح والقوانين بما يوفر حالة احترافية ترفع من مستويات البطولة على جميع المستويات والأصعدة.

العدد 4454 - الأحد 16 نوفمبر 2014م الموافق 23 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً