دخلت المحادثات بين إيران والقوى العظمى أمس الأربعاء (19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) في التفاصيل، في اليوم الثاني من اجتماع اللحظة الأخيرة في فيينا بغية التوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن البرنامج النووي الايراني.

ويلتقي دبلوماسيو مجموعة خمسة زائد واحد التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا مع دبلوماسيي الجمهورية الإسلامية للمرة الأولى في جلسة موسعة بعد محادثات ثنائية جرت الثلثاء. وامامهم حتى الرابع والعشرين من نوفمبر للتوصل إلى اتفاق.

ولدى وصوله إلى العاصمة النمساوية وعد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بـ «بذل جهود حتى اليوم الأخير»، واعتبر التوصل الى اتفاق أمراً «ممكناً» لكنه حذر محادثيه من طرح «مطالب مبالغ فيها».

وقد اتسمت التصريحات في الايام الاخيرة بالحذر من جانب كل الأطراف. وقال مصدر أميركي «مازال هناك هوة يجب ردمها ولا نعلم بعد أن كنا سنتمكن من تحقيق ذلك».

ومن المفترض أن يبت المفاوضون مسألة قدرات تخصيب اليورانيوم التي يمكن أن تحتفظ بها إيران بعد التوصل الى اتفاق.

وشدد مصدر غربي آخر على أن إيران «يجب أن توافق على تقليص القدرات الحالية بشكل كبير» على أن تستفيد بعد ذلك من «تعاون بشأن النووي المدني».

كذلك فإن مفاعل المياه الثقيلة في أراك وهو منشأة يمكن أن تنتج البلوتونيوم -وهي مادة اخرى يمكن استخدامها لصنع السلاح النووي- يعتبر من المسائل الأخرى المطروحة للمناقشة، إلى جانب نظام التفتيش المفترض أن تقوم به الأمم المتحدة وتخضع له إيران بعد التوصل إلى اتفاق، وكذلك وتيرة رفع العقوبات.

وبشأن هذه النقطة الأخيرة أخذ مصدر غربي على إيران أنها «تريد كل شيء على الفور، وهذا أمر غير واقعي».

من جهته، أرجأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري سفره إلى فيينا، كما أعلنت وزارته الثلثاء.

وكيري الموجود في لندن منذ مساء الاثنين كان يفترض ان يتوجه الى العاصمة النمسوية في منتصف الأسبوع لإبرام اتفاق بين الجمهورية الإسلامية ومجموعة 5+1.

والثلثاء استؤنفت في فيينا المفاوضات بين وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون والمدراء السياسيين في وزارات خارجية دول 5+1، وذلك تمهيداً لوصول الوزراء الستة لاحقاً هذا الأسبوع.

وأوضحت الوزارة أن «وزير الخارجية كيري سيبقى في لندن (الاربعاء) لمواصلة مشاوراته مع فريق المفاوضين» في فيينا ومع الإدارة في واشنطن، بحسب ما أعلنت المتحدثة باسم وزارته جنيفر بساكي في بيان. وأضافت أن كيري «سيتوجه صباح اليوم (الخميس) إلى باريس لإجراء اجتماعات منفصلة مع وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تتعلق بالمفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني».