العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ

مع الفيصل لدورة أولمبية

دورة كأس الخليج ولدت لكي تبقى، إنها مقولة كثيرا ما نسمعها، لكن مع انطلاق أية نسخة من هذه الدورة العريقة تخرج بعض الأصوات المطالبة بإيقاف البطولة أو المشككة في نجاعة بقائها، وهذا الأمر أصبح متكررا.

هذا الأمر تكرر كثيرا، وأصبح اسطوانة مشروخة تبعث على الملل، فقد أصبح من الواضح جدا مدى نجاح دورة كأس الخليج منذ انطلاقة على أرض المنامة قبل أكثر من أربعين عاما، فالعديد من نجوم الرعيل الأول يدركون تماما ماذا تعنيه الدورة، لأنهم أكثر من استفاد منها، فضلا عما تلا ذلك من تطور كبير على البنى التحتية بالدول المشاركة بعد وضع اشتراطات للاستضافة، بالإضافة إلى ما تنتجه البطولة من تجمع إعلامي كبير.

إن المكاسب التي حققتها دورة كأس الخليج متعددة ومتنوعة، فهي لم تقتصر فقط على تجميع الشباب الخليجي في مساحة جغرافية واحدة خلال فترة أسبوعين، ولا على تطوير منشآت الدول المشاركة، وإنما تجاوزت ذلك كأن صنعت نجوم وإداريين وحكام وإعلاميين اكتسبوا الخبرة والمعرفة من خلال مشاركتهم في البطولة، وها هم النجوم اليوم متوزعون في كل مكان.

صحيح أن البطولة وجدت خلال فترة لم تكن فيها تجمعات رياضية لأبناء الخليج، الذين أصبحوا اليوم منخرطين في جميع المسابقات، ويلتقون بشكل متكرر تحت مظلة الاتحاد الآسيوي والدولي واللجنة الأولمبية الدولية، إلا أن البطولة نجحت في تشكيل رمزية خاصة بها، يحرص أبناء الخليج على متابعتها كل سنتين.

وصحيح أن البطولة تحتاج إلى تطوير بعد مضي أربعة عقود على انطلاقها، لكن لا يعني ذلك إلغاءها، وخصوصا بعد دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لتحويل البطولة من كروية إلى أولمبية تشمل جميع الألعاب والثقافات في بيت واحد، وهذا الرجل الذي كان صاحب فكرة الدورة يعرف تماما ما يعنيه تطوير البطولة بهذا الشكل لتكون تجمعا حضاريا كبيرا يثري البيت الخليجي ويلم شمله بما يعود بالفائدة على جميع أبنائه.

إن بطولة الخليج ورغم عدم حصولها على الاعتراف الدولي من قبل الفيفا، تعتبر واحدة من الفعاليات الرياضية المهمة، ولو لم تكن كذلك لما وجدنا رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر أول من يحرص على حضور حفلها الافتتاحي في كل مناسبة فضلا عن رؤساء الاتحادات القارية الأخرى، وهذا تأكيد على الثقل الذي تتمتع به الدورة.

نحتاج اليوم إلى تطبيق فكرة الأمير خالد الفيصل لوضع البطولة في سياق تصاعدها الطبيعي، وإيصالها إلى مرحلة أكثر شمولية مما هي عليه، وأما الأصوات المنادية بإلغائها فهي لن تؤثر على مسيرتها أبدا.

العدد 4457 - الأربعاء 19 نوفمبر 2014م الموافق 26 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً