العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ

البحريني أيمن سلطان: حاصل على البكالوريوس من بريطانيا وأفتخر بعملي بصناعة «الكريب» الإيطالي

الشاب أيمن سلطان يمارس عمله
الشاب أيمن سلطان يمارس عمله

تخرج الشاب أيمن سلطان من المدرسة والتحق بالدراسة الجامعية، وأكمل شهادة الدبلوما في هندسة الإلكترونيات، وبعدها نال شهادة البكالوريوس في علوم الحاسوب من جامعة بريطانية، بالإضافة إلى عدة دورات وشهادات تخصصية وأبرزها في مجال إدارة وحماية الشبكات ومنها من أكاديمية سيسكو الأميركية وجميع هذه الدورات والشهادات أنجزها على نفقته وحسابه الخاص، وبالإضافة إلى دورات أخرى حصل عليها من جانب العمل.

وكان سلطان يتوقع أن تكون أول وظيفة حصل عليها هي باكورة انطلاقته في مجال تخصصه وأحلامه الوردية، إلا أنه حدث ما لا يمكن توقعه بعد فصله من العمل، ومع مرور الوقت ذهبت آماله أدراج الرياح وذلك بعد أن فصل من عمله وبعدها عجز عن العثور على وظيفة تناسب مؤهلاته، فقرر عدم الرضوخ واليأس، وبدأ في مشروعه الخاص بصناعة «الكريب» الإيطالي بمحل تجاري قام بافتتاحه مؤخراً بقرية دار كليب. «الوسط» حاورت الشاب سلطان وكان اللقاء:

اجتهدت في دراستك أملاً في حصولك على وظيفة تناسب مؤهلاتك، فهل كان لك ذلك؟

- بالفعل فقد عملت في أول وظيفة بإحدى أكبر شركات تقنية أنظمة الحاسوب لمدة قصيرة وبعدها التحقت بالعمل في شركة كبرى للاتصالات، وذلك في منصب مخطط ومصمم شبكة الهاتف الأرضية لمدة سنتين وأثناء هذه المدة أنجزت الكثير من الأعمال المهمة في تطوير الشبكة بالإضافة إلى إنشاء نظام برمجي جديد يختصر الوقت والجهد على الموظفين ويضم خدمات كثيرة كمبادرة شخصية مني وأطلقت على النظام اسم «ماس».

هل حاز هذا النظام «ماس» على إعجاب الإداريين؟

- بلاشك، فقد حصل هذا النظام على إعجاب جميع الموظفين والمسئولين ومن ثم تم نقلي إلى قسم مركز إدارة الشبكات وإعطائي مهام أعلى من درجتي الوظيفية فكنت أعمل على ثلاث مهام رئيسية من المفترض أن تتوزع على ثلاثة موظفين وعلى رغم ضغط العمل الذي تسبب لي في مشاكل صحية إلا أنني أتقنت عملي في جميع المسئوليات وبعد حصولي على الوعود من مدير القسم بتحسين درجتي الوظيفية وراتبي، وبعد سنتين من العمل المتواصل بكل إخلاص وتفانٍ، لكني تفاجأت بحصولي على تقييم «صفر» في تقييم نهاية العام وحرماني من الزيادة السنوية بدلاً من حصولي على تقييم «ممتاز» مقابل عملي الشاق في ثلاث مسئوليات مهمة وحساسة وبشهادة جميع مسئولي الأقسام والموظفين الذين أتعامل معهم ولكن كنت ضحية السياسة العنصرية التي يتبعها مسئولي المباشر غير العربي الأصل لتمكين بعض الموظفين المحسوبين عليه والناطقين بلغته من الحصول على المكافآت والترقيات بغض النظر عن مستواهم الأكاديمي وإنجازاتهم، وحصولي على هذا التقييم الظالم كان بالتعاون مع مدير القسم لمصالح شخصية بينهم وهذه حقيقة يعلمها أغلبية موظفي القسم الذين أبدوا انزعاجهم من حصولي على هذا التقييم.

وما كانت ردة فعلك تجاه عدم إنصافك بالعمل؟

- لم أستطع المواصلة في العمل فقدمت استقالتي والتحقت بالعمل في شركة متعاقدة مع شركة أخرى في مشروعها الجديد لشبكة الإنترنت في منصب مهندس اتصالات أول وكان حينها بداية المشروع فكنت أعمل ما يقارب 17 ساعة وأكثر يومياً وأحياناً اضطر للنوم في مقر العمل وفي بعض الأحيان أعمل لفترة تتجاوز الشهر بدون إجازة أسبوعية بسبب نقص المهندسين في القسم وضغط العمل وهذا دون مقابل لساعات العمل الإضافية علماً أنني كنت البحريني الوحيد في قسم دعم وتشغيل الشبكة والبقية من الجنسية الباكستانية بمن فيهم مدير القسم والمدير العام للمشروع.

هل وجدتَ التقدير نظير عملك؟

- وجدت الكثير من الإهانات والمضايقات المتعمدة وفبركة المشاكل والاتهامات الباطلة ضدي لأن الآسيويين يعملون ويتعاملون بأسلوب العنصرية التامة مع كل من يختلف عن جنسيتهم، فلم يكن لدي خيار إلا الصبر وتحملت الكثير من المتاعب النفسية وجعلت تركيزي على عملي فقط بقدر المستطاع وكنت آمل أن تكون فترة مؤقتة ويتغير الوضع وخصوصاً أنني كنت المرشح الأول لمنصب مدير القسم بعد المدير الحالي وخصوصاً أنني من أقدم المهندسين وأقدم التدريب الفني إلى المهندسين الجدد ولكن الواقع كان مختلفاً تماماً بعد تعيين أحد المهندسين الجدد الذي يجهل أساسيات تقنية الاتصالات في منصب مدير القسم براتب يتجاوز راتبي بأربعة أضعاف.

الفصل من العمل

بعد ثلاث سنوات من العمل المتعب والشاق جسدياً ماذا حدث؟

- فصلني المدير الجديد، آسيوي الجنسية، من عملي بدون سبب حقيقي وبدون سابق إنذار علماً أنني كنت حينها أقدم مهندس وموظف في القسم وأكثرهم خبرة عملية ومؤهلاً دراسياً، كانت أسباب فصلي غير واقعية لا مصداقية لها ولا دليل عليها ولا أساس لها، فكان القرار والتنفيذ سهل بيد المدير الأجنبي الذي يمتلك كل الصلاحيات، فكان أسلوب التهديد سلوك يومي من المدير الجديد ومن المدير الذي قبله وغالباً كان التهديد المستمر لمنعي من كتابة الأسباب الحقيقية لمشاكل الشبكة في التقارير خوفاً من وصولها إلى مسئولي إدارة الشركة ومحاولة إخفاء مستواه ومستوى المهندسين المحسوبين عليه الذين من نفس جنسيته ويفتقدون إلى أبسط أسياسيات ومبادئ التكنولوجيا والخبرة والذين كانوا يفتعلون الأعطال في بعض الأحيان لضمان بقائهم لأطول فترة ممكنة في المشروع والحصول على راتب يقدر بأكثر من 10 أضعاف راتبهم في وطنهم، فمنذ اليوم الأول لي في القسم لم يكن وجودي مرحباً به وكان هدفهم إبعادي عن القسم والتخلص مني بأي طريقة وجعل مشاكل القسم وتجاوزاتهم بعيدة عن إدارة شركة ميناتليكوم، فكشفي الحقائق في التقارير ورفضي التستر على مشاكل سببها المدير والمحسوبين عليه هو سبب فصلي من عملي في يناير (كانون الثاني) 2011.

هل يعني هذا أن هناك سياسة لتفريغ المشاريع من الكفاءات البحرينية؟

- نعم وهذا هو الواقع، وهذه السياسة مستمرة بعد تقلص عدد البحرينين العاملين في المشروع بسبب مضايقتهم بأبشع الطرق لإجبارهم على تقديم الاستقالة أو فصلهم لأسباب لا وجود لها وأما البقية يعملون لحد هذه اللحظة في أسوأ الظروف مع عصابات أجنبية لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية.

هل رفعت قضية لاسترجاع حقك؟

- بعد فصلي لم أتأخر أو أتردد عن رفع قضية في المحكمة لاسترجاع حقي وخصوصاً أنني أملك ما يكفي من الأدلة والإثباتات والمستندات المكتوبة ما تثبت كيدية فصلي التعسفي. ولاتزال القضية في المحاكم لأكثر من 3 سنوات أنتظر صدور الحكم.

الانطلاقة بصنع الكريب الإيطالي

كيف قررت الاتجاه للعمل الحر؟

- لأكثر من 3 سنوات وبحثي المستمر عن عمل لم أتوفق في الحصول على وظيفة لمواصلة حياتي بالشكل الطبيعي وإكمال مشروعي الدراسي، فقررت الاتجاه للعمل الحر ربما يكون الخيار الأفضل في ظل هيمنة الأجانب على الوظائف في القطاع الخاص وحربهم المفتوحة على أبناء البحرين، لم تكن فكرة جديدة بقدر أن تكون مميزة.

وكيف أتت فكرة صنع الحلويات وتحديداً «الكريب»؟

- أتت الفكرة أثناء دردشة عائلية حضرت من خلالها كلمة «كريب» نعم كريب الخبزة الفرنسية الأصل التي تم عملها أول مرة في عام 1955 في فرنسا ومن ثم انتقالها إلى دول أخرى.

عملت على دراسة الجدوى وخطة عمل للمشروع بشكل تفصيلي لمدة 3 أشهر، فكانت النتيجة أن أسّس محلاً متخصصاً في الكريب بالطريقة الإيطالية مع تشكيلة من الميلك شيك.

ومتى كانت الانطلاقة في هذا المشروع؟

- في يونيو 2014 تم افتتاح المحل بالاسم الايطالي كرسبو CRESPO والكائن في منطقة داركليب بالقرب من مدينة حمد دوار 22 ومحطة الوقود، أصبح المحل بالشكل والمستوى الذي خططت له بعد عمل فردي متواصل لأكثر من 6 أشهر من تصميم المحل واختيار الألوان والديكور والتنسيق والتنفيذ.

هل خرج المشروع بالشكل الذي يرضي طموحك؟

- نعم والأهم أنه حصل على إعجاب الكثيرين من الزبائن الذين أصبحوا من الزبائن المميزين وبعضهم يأتي من مناطق بعيدة كالمحرق وضواحيها لتذوق الكريب والميلك شيك، اشتهر المحل بتعدد الأصناف وتجددها وجودة الطعم والحرص على أعلى مستوى من النظافة.

وماذا يقدم المحل لزبائنه؟ وهل بإمكانه منافسة المحلات العالمية؟

- يقدم المحل أكثر من 23 صنفاً ونوعاً من الكريب الإيطالي وأكثر من 17 صنفاً ونوعاً من الميلك شيك بنكهات مختلفة ومتعددة والأصناف في ازدياد متواصل، لاستخدم المنكهات والألوان الاصطناعية في عمل الكريب أو الميلك شيك، استورد أغلب المواد من خارج البحرين وخصوصاً المادة الأساسية في صناعة الكريب استوردها خصيصاً من إيطاليا لضمان جودة الطعم.

هل تقوم بالعمل بنفسك أو تعتمد على أحد آخر؟

- أقوم بإنجاز جميع الأعمال بنفسي في المحل من تنظيف وخدمة الزبائن وشراء المواد الأولية وتصوير الأصناف الجديدة وإدارة حساب الانستغرام وتقرير الحسابات الأسبوعي والشهري و...إلخ، أعمل 7 ساعات يومياً صباحاً وليلاً من الأحد إلى الخميس ويوم السبت 4 ساعات فقط ويوم الجمعة للراحة، حصلت على عوائق وصعوبات كثيرة ولكن لم أتوقف عن المحاولة حتى وصلت. تعلمت المهنة بنفسي وبالإصرار أتقنت العمل بشكل احترافي ولن يتوقف طموحي هنا.

هل يوجد لديك توجه لتوظيف بحرينيين معك؟

- نعم وهو فخر لي، وحالياً أدرس موضوع توظيف موظفين في المحل للتفرغ لدراسة افتتاح فرع آخر في البحرين في منطقة أكثر حيوية.

بعد هذه التجربة الصعبة في تفاصيلها، ما هي رسالتك؟

- رسالتي إلى كل شاب بحريني طموح: لا تدع الظروف تنال من طموحك وعزيمتك مهما كانت قسوتها فأنت تملك الكثير في داخلك، توكل على الله ومن ثم انطلق والتوفيق حليفك، ربما لا أملك الكثير من الخبرة ولكن يسعدني تقديم المساعدة والنصائح والمشورة إلى كل شاب يعتزم إنشاء مشروعه الخاص والاستفادة من تجربتي.

العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 9:41 ص

      عدم وجود ثقافة قانونية =ضياع الحقوق

      في شي اسمه اروح حق محامي ياخذ إستشارة

    • زائر 29 | 9:17 ص

      حسبي الله و نعم الوكيل

      بالتوفيق لك اخي الاعزيز "و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون"

    • زائر 10 | 11:44 م

      بالتوفيق

      مانقول إلا الله يوفقك في عملك وحسبي الله و نعم الوكيل على من جعل كلمة الأجنبي فوق كلمة أهل البلد

    • زائر 7 | 10:22 م

      حسبي الله ونعم الوكيل

      تفضيل الاجانب على البحريني الكفاءة، والفصل التعسفي، والتجنيس العشوائي، هي أهم الملفات التي يجب حلها، ولمصلحة الجميع "س و ش"
      الله يوفقه وينور دربه،
      المفروض يكون عنوان الخبر: "كفاح بحريني أصيل"!!

اقرأ ايضاً