العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ

ما بعد الانتخابات... الأزمة باقية

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليوم السبت (22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) يوم فتح صناديق الاقتراع لاختيار نواب المجلس النيابي وأعضاء مجالس بلدية أربع محافظات بعد إقصاء العاصمة وتحويلها لأمانة عامة في مخالفة دستورية واضحة ولأهداف سياسية.

انتخابات اليوم بمشهدها السياسي المعقد وقطبيها المعروفين، المعارضة المقاطعة، والسلطة ومواليها والمستقلين المشاركين ليس جديداً على الرأي العام البحريني، فهذه القطبية (المقاطعة والمشاركة) عشناها مرتين في انتخابات 2002، وكذلك في انتخابات 2011 التكميلية بعد استقالة كتلة الوفاق البرلمانية.

اليوم شبيه بأيام مضت، فيوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2002، شهد مقاطعة لقوى المعارضة في ذلك الوقت، وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات بحسب ما هو معلن رسمياً 53.48 في المئة، بينما بلغت نسبة المشاركة في انتخاب أعضاء مجلس النواب (انتخابات 2006) التي أجريت في 25 نوفمبر 2006 وبمشاركة «الجمعيات السياسية المعارضة»، 73.60 في المئة من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم التصويت، وقد شارك في الانتخاب غالبية الجمعيات السياسية في البحرين.

في 23 أكتوبر 2010 جرت انتخابات 2010، بمشاركة المعارضة، وبلغت نسبة المشاركة في انتخاب أعضاء مجلس النواب 67.70 في المئة من إجمالي الناخبين الذين يحق لهم التصويت، وبمشاركة غالبية الجمعيات السياسية في البحرين.

على صعيد الانتخابات التكميلية في 2011 بعد استقالة نواب كتلة «الوفاق» (المعارضة) فقد جرت في 25 سبتمبر/ أيلول 2011، وشهدت جدلاً حول نسبة المشاركة، إذ أعلنت السلطة أنها بلغت 51.4 في المئة من خلال جمعها مع نتائج انتخابات 2010 والدوائر التي لم تشهد انتخابات تكميلية، وبين ما تؤكده المعارضة من أن النسبة لم تتعدَّ الـ 17 في المئة.

في انتخابات 2014 التي عاد لها مشهد «القطبية» بين المقاطعة المشاركة، تأمل الحكومة بحسب تصريحات رسمية أن تصل نسبة المشاركة إلى 60 في المئة، لتعلن انتصارها على مقاطعة المعارضة، فيما تتوقع المعارضة المقاطعة ألا تزيد نسبة المشاركة على 30 في المئة، على رغم تلميحاتها بإمكانية حدوث تلاعب في الأرقام بحسب ادعاءاتها.

بعيداً عن لعبة الأرقام، ونسبة المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات، فإن الواقع المتأزم سياسياً في البحرين هو الذي يفرض نفسه، وإن المجلس النيابي المقبل بأية صورة لن يكون حلاً ولا مخرجاً، ولا حتى مشروعاً سياسياً قادراً على إيجاد صيغة توافقية تنهي احتقاناً سياسياً انفجر في 14 فبراير/ شباط 2011، ومازال ممتداً حتى الآن.

بعيداً عن «المشاركة والمقاطعة» فإن من يعول على المجلس النيابي المقبل على أنه «الحل» فهو غير ملم بطبيعة الأزمة البحرينية، ومن ينظر إلى أنه قادر على تغيير المعادلة السياسية من تحت قبة البرلمان، فهو غير مدرك لحقيقة الواقع، وصلاحيات المجلس النيابي.

بعد الانتخابات التكميلية في 2011، تحدث كثيرون ومن بينهم مسئولون عن أن «السفينة» ماضية ومن تخلف عنها «غرق» وخسر، ولكن واقع المشهد السياسي، كان مختلفاً فلم تتحرك السفينة من مكانها، بل ما ألم به الشعب بمختلف تلوينه وأطيافه أن تلك السفينة تراجعت للوراء وسجلت حالات «تخلف سياسي» عندما أقر مجلس النواب تقليص صلاحياته البرلمانية، فيما حملت «المعارضة» مسئولية ذلك «التخلف» السياسي لمجلس النواب باستقالتها أولاً، ومقاطعتها ثانياً.

مهما كانت نتائج الانتخابات اليوم، ومهما كانت إفرازاتها، وحتى نسب المشاركين فيها أو المقاطعين، فإن كل ذلك لن يغير من الواقع المتأزم شيئاً، ولن ينقل البحرين لمرحلة أو حقبة جديدة، بل يعتقد البعض أن ذلك سيزيد من حالة الاحتقان والتوتر، وأن المجلس النيابي المقبل لن يكون أفضل مما سبقه، بل يذهب البعض للحديث عن الأسوأ في ظل الصورة العامة لطبيعة المترشحين بين موالين أو متسلقين وقليل من السياسيين، وكثير من الساعين لتأمين مستقبلهم المالي عبر مكافآت نيابية وتقاعد مجزٍ بعد أربع سنوات.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4459 - الجمعة 21 نوفمبر 2014م الموافق 28 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:48 ص

      وماذا عن الجمعيات المقاطعة

      وماذا سيكون مصير الجمعيات المقاطعة في الأربع سنوات القادمه ،،نأكل الحصرم .. لا صوت يحمينا ولو بكلمة ولا نستطيع الاتصال مع بالخارج الا شذرآ ،،من سيدافع عن المسجونين والمظلومين .. سنكون نسيآ منسيا وستعيش الجمعيات في قحط سياسي لمدة اربع سنوات ،، سأشارك انا والعائلة بعيدآ عن عيونكم ،، شكرآ

    • زائر 7 | 12:43 ص

      من يكذب في كل شيء فهل يتوقف عن الكذب في الانتخابات؟

      من جعل الكذب ديدنه في كل شيء فهل سيتوقف عن الكذب في ارقام الانتخابات؟
      لا اعتقد ذلك وقد صدحوا بعلم الغيب وقالوا ان المشاركة ستصل الى 60% واذا كانوا ضامنين لهذه النسبة فلماذا الاستماتة في محاولة الدعوات حتى للاموات؟
      امور اغرب من غريبة واعجب من عجيبة

    • زائر 6 | 10:55 م

      ما الذي يدفعني إذاً كمواطن لحضور المهرجان؟

      1) إن المجلس النيابي المقبل بأية صورة لن يكون حلاً ولا مخرجاً، ولا حتى مشروعاً سياسياً قادراً على إيجاد صيغة توافقية تنهي احتقاناً سياسياً انفجر في 14 فبراير/ شباط 2011، ومازال ممتداً حتى الآن.
      2) الصورة العامة لطبيعة المترشحين بين موالين أو متسلقين وقليل من السياسيين، وكثير من الساعين لتأمين مستقبلهم المالي عبر مكافآت نيابية وتقاعد مجزٍ بعد أربع سنوات.

    • زائر 3 | 9:36 م

      صدقت ولد الفردان

      لن يتغير مشهد السفينة ستظل ملتحمة بقاع البحر لن يزيدنا الوضع سوى إصرارا على التغيير مما ذكره الميثاق الذي تم الكذب والالتفاف عليه ونقول اكثر المترشحين يسعون لتامين مستقبلهم سيارة فارهة وراتب مجزي وجواز اخضر والوطن اخر تفكيرهم

    • زائر 2 | 9:19 م

      صوتُ أم لم أصوت

      فإن كل ذلك لن يغير من الواقع المتأزم شيئاً

    • زائر 1 | 8:58 م

      شكرا للاخ هاني

      مع كامل احترامي لك اخي العزيز هاني
      الا اني اختلف معك بما تفضلت به
      سفينة الوطن تسير إلى الامام و عجلة التطوير كل الشعب حس فيها
      و المشروع الإصلاحي أعطى جرعة كبيرة للعمل الوطني و الانفتاح السياسي و البحرين افضل بلد ديمقراطي في كل الشرق الأوسط و البحرين البلد المدني الوحيد في المنطقة
      و بالنسبة للمعارضة و قطاعهم هم الخاسرين و سفينة الوطن ماضية بقيادتنا الحكيمة

    • زائر 29 زائر 1 | 3:17 ص

      المعلق رقم واحد

      شكلك تضحك على نفسك... أقراء تصريحات مسئولينك بتعرف أن الوضع متأزم

    • زائر 30 زائر 1 | 3:18 ص

      الرد على الزائر رقم 1

      اعتقد انك اذا اردت ان تتكلم فتكلم بشكل شخصي و لا تعمم فقلت ان ان كل الشعب حس فيها اشارة الى عجلة التقدم لفأنا و أنا واحد من هذا الشعب و غيري الكثير ممن لا يحسون بذلك ممن عايشتهم و سمعت تصريحاتهم مباشرة او في وسائل الاعلام المختلفة.
      ثانيا : بالنسبة للمعارضة فهي الاقوى و هي التي ستجعل من البحرين واحة عدل وامان و سينقضي التمييز الممارس حاليا على الكثير من مواطني هذا البلد الاصليين.

اقرأ ايضاً