العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ

ذوو الإعاقة... قدرات إبداعية تحتاج إلى نبش

محمد ملاس - فريد مجيد
محمد ملاس - فريد مجيد

أعمال يدوية زينت المكان ولوحات فنية صفت على الجدار، من لا يعرف أصحابها قد لا يتصورهم، أشغال يدوية لا تختلف درجة إتقانها عما يقدمه أي طفل في العالم، ولكن ما يميز هذه الأعمال أصحابها الذين نراهم مختلفين وقد تشابهت أشكالهم، أشخاص يمتلكون الروح التي تصنع المعجزات، يحاولون بأبسط الأشياء التعبير عن ما بداخلهم.

«الوسط» التقت بعدد من الأطفال من ذوي الإعاقة وأهاليهم، والذين ينتجون أعمالاً إبداعية كأي طفل سليم.

وكان من بينهم، الطفلة ندى السندي، التي قالت بعبارات غير واضحة نوعاً ما: «أحب العزف والرسم».

والدة الطفلة ندى، الطبيبة إيمان الناصر، قالت: «الطفل من ذوي الإعاقة تنطبق عليه نظرية الإبداع مثلما هي موجودة لدى أي طفل آخر، ولكن بنسب متفاوتة، وعلى الأهل الوعي لها». وبينت أنها استشعرت وجود حس إبداعي لدى ندى في الجانب الموسيقي والرسم، على رغم أن الرسم يعتمد على المزاج والحالة النفسية لدى ندى.

وبجهود فردية عملت والدة ندى على تطوير ميول ابنتها الموسيقية منذ البداية، إذ خصصت لها معلمة خاصة لتدريبها على الموسيقى منذ كان لا يتجاوز عمرها الستة أعوام.

ميرة الأنصاري، التي تنتمي أيضاً للمصابين بمرض «متلازمة داون»، عبرت لـ «الوسط» عن حبها لعمل العرائس بالصوف ورسم الفتيات والزهور، وتفرح كثيراًَ عندما يصفق لها الآخرون، كما أنها تفضل إنجاز أعمالها لوحدها وتتمنى أن تصبح ممثلة وتظهر على شاشات التلفزيون.

وأكدت والدة أميرة، والتي كانت إحدى المتطوعات في نشاط صيفي لذوي الإعاقة، على ضرورة محاولة صقل أي مهارة لدى المصابين بمتلازمة داون، والالتزام بتنمية وتطوير الجانب الإبداعي لهذه الفئة من خلال أنشطة خفيفة، ومراقبة مدى الاستجابة وعلى قدر الاستجابة يتم تطوير مهاراتهم خطوة بخطوة.

وأشارت أخت محمد ملاس (أصم)، إلى شغفه وتعلقه بفن «الاورجامي»، مبينة أن حبه لهذا الفن جعل منه يرى في كل ورقة تقع عيناه عليها تحفة فنية تتكلم يهديها لمن يحب.

وبإيماءات بسيطة منه، حاول محمد التعبير عن طموحه بأن يصبح صانع ألعاب حتى يدخل الفرحة على قلوب الآخرين.

وفي هذا الصدد، أكدت الناشطة في إحدى الجمعيات المعنية بذوي الإعاقة، هدى رحمة على ضرورة اهتمام الأهل بأطفالهم من ذوي الإعاقة في المراحل العمرية الأولى حتى يخلقوا لديهم شخصية متزنة بعيده عن العنف من خلال لين المعاملة واتباع أسلوب التشجيع.

وتطرقت في سياق حديثها إلى أحد المصابين بمرض «متلازمة داون»، واسمه فريد مجيد، وأشارت إلى أنه شخص متعاون يتقن الأعمال التي يكلف بها بشكل جيد، مرجعة الفضل في ذلك إلى والدته التي علمته وشجعته للعمل معها في المنزل منذ البداية، منوهة في هذا الصدد بأهمية الدور الذي تلعبه أسرة الشخص المصاب في بداية حياته والتي جعلت منه شخصاً قادراً على إثبات وجوده.

ومن جهته، قال أحد المتطوعين في برنامج صيفي لذوي الإعاقة، نبيل العسيري:»هناك تباين بين ردات الفعل تجاه التشجيع عند إنجاز الأعمال اليدوية من قبل الأطفال من ذوي الإعاقة، فهناك أشخاص يحبون العمل من أجل الحصول على مكافأة وإن اقتصرت فقط على التصفيق، فيما آخرون يحبون العمل في هدوء وبمساعدة المتطوعين على إنجاز ما أرادوا صنعه بصمت دون لفت انتباه الآخرين، فهم أشخاص تتحدث أعمالهم عنهم».

ويرى عضو جمعية تعنى بذوي الإعاقة، عبدالرحمن السيد أن الأنشطة الصيفية المتكررة تصقل إبداعات ذوي الإعاقة إلى حد محدود جداً، وأنه من المفترض أن تكون هناك برامج على مدار العام لتعزيز وتنمية الإبداع الفني وحتى المهاراتي لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة.

العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً