العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ

التصريحات الإعلامية فاكهة دورات الخليج أم تجاوز للخطوط الحمراء؟

قضية تفرض نفسها منذ سنوات طويلة في التجمع الخليجي:

من التصريحات الإعلامية في خليجي 22
من التصريحات الإعلامية في خليجي 22

الرياض – الوفد الإعلامي 

22 نوفمبر 2014

ارتبطت التصريحات الإعلامية بدورات كأس الخليج لكرة القدم منذ سنوات طويلة وأصبحت واحدة من علامات الدورة وبها ذكريات عالقة في أذهان من عاصروها وتابعوها حتى أصبحت إحدى مميزات هذه الدورة وخصوصاً مع ازدياد الزخم الإعلامي بها في السنوات الأخيرة.

والملاحظ أنه في الدورات الأخيرة ومنها الدورة الحالية «خليجي 22» المقامة في الرياض اتخذت التصريحات نوعاً من الحدة والإساءات والتي تختلف أهدافها ودوافعها ومنها ما يكون متعلقاً بأمور أخرى غير دورات الخليج أو انتخابات أو صراعات مثلما حصل في تصريحات الشيخ أحمد الفهد بحق رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال والتي عكست آثار وترسبات صراع انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لدرجة أن اللجنة الفنية للدورة اضطرت إلى اتخاذ عقوبات بحق الحكم السعودي العواجي والمنسق الإعلامي للمنتخب الكويتي طلال المحطب باستبعادهما من البطولة الحالية بسبب تصريحاتهما الإعلامية وهو الأمر الذي لم يحدث في الدورات الأخيرة.

وفي التحقيق التالي رصدنا آراء من أجل التعرف على قضية «التصريحات الإعلامية المثيرة» في دورات الخليج سواء بجوانبها الايجابية التي اعتبر البعض أنها ميزة وفاكهة دورات الخليج، أو السلبية لأنها بدأت تأخذ منحى الإساءات والتأثير السلبي على الأهداف التي وجدت من أجلها الدورة في التآخي والتجمع الأخوي الخليجي.


رضا سليم: التصريحات خروج عن الخطوط الحمراء

أكد الصحافي بصحيفة الاتحاد الإماراتية رضا سليم أن دورة «خليجي22» شهدت تجاوزاً للخطوط الحمراء من جانب التصريحات الإعلامية الأمر الذي يستوجب إعادة صياغة وتنقيح اللوائح وتشديد العقوبات في اللائحة الخاصة بالدورة من أجل المحافظة على أهداف الدورة.

وقال سليم: «حضرت شخصياً خمس دورات خليجية وفيها التصريحات الإعلامية المثيرة من الشخصيات والمسئولين عن الأمور الفنية وترشيحات المنتخبات وغيرها وخصوصاً أن تصريحات كبار الشخصيات والشيوخ كانت تهدف إلى منح الدورة وأجوائها مزيداً من الزخم الإعلامي الذي ارتبط بهذه الدورة دون أن تحمل معها أية إساءات لشخص ما أو دولة، لكن ماشاهدته في هذه الدورة (خليجي22) يعتبر تجاوزاً للحدود والخطوط الحمراء مثل تطاول وإساءة أحد الحكام لرئيس اتحاد كرة في دولة مشاركة أو إساءة شخصية إلى شخصية رياضية أخرى، وعلى رغم العقوبات التي صدرت بحق الحكم وكذلك المنسق الإعلامي لمنتخب الكويت إلاّ أن الأمر بات يتطلب تشديداً لمنع تفاقم مثل هذه الإساءات والتجاوزات مستقبلاً».

وأضاف «نشر التصريحات المسيئة الصادرة من الشخصيات أو الإداريين وغيرهم يرجع في المقام الأول إلى أمانة الكلمة والمسئولية المهنية وضمير الإعلامي فالبعض للأسف يعتبر هذه النوعية من التصريحات هدفاً جاذباً للقراء، في حين نحن في صحيفة الاتحاد الرياضي الإماراتية منعنا نشر أية تصريحات للشيخ أحمد الفهد والتي أطلقها طيلة دورة (خليجي 22) والتي تحمل في مضامينها إساءات، لأننا ننظر إلى الموضوع من زاوية مهنية أكثر ويجب أن تكون هناك ضوابط في نشر بعض التصريحات وخصوصاً أن البعض يتعامل معها من زاوية تصفية الحسابات الشخصية واستثمارا للحضور والزخم الإعلامي الذي تحظى به دورات الخليج».


عيسى بن راشد: التصريحات ارتبطت بتاريخ دورات الخليج

تحدث الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة وفاكهة دورات الخليج عن ظاهرة التصريحات المثيرة فقال أنها ارتبطت بتاريخ الدورة منذ سنوات طويلة وكان في السابق أكثر حدة من خلال تواجد عدد من الشخصيات أمثال المرحوم الشيخ فهد الأحمد والمرحوم فيصل بن فهد وسلطان السويدي وكانت بينهم مناورات وتصريحات إعلامية مثيرة تدور في إطار المباريات والحرب النفسية للتأثير على الفرق لكن لاتحمل أية إساءات.

وقال: «الأمور اليوم اختلفت وتقلصت التصريحات والشخصيات التي تتحدث بشكل يومي وها أنا محافظ على تواجدي في أروقة البطولة ونتعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بأريحية، واليوم مع ازدياد الزخم والاهتمام الإعلامي وظهور القنوات الفضائية وكثرة الصحف أصبح البعض يتخوّف من تأثيرات ذلك على فرقهم ويفرضون السرية ومنع التصريحات، بالإضافة إلى قيام بعض الصحافيين بنقل تصريحات غير صحيحة للمسئولين وغيرهم ما يتسبب في حصول مشكلات».


عصام هجو: ميزة لاتجدها في بقية الدورات

اعتبر الصحافي عصام هجو من صحيفة «الخليج» الإماراتية التصريحات الإعلامية المثيرة هي ملح الدورة وجزءاً من كيانها منذ انطلاقة هذه الدورة وازداد تأثير الإعلام في الدورات الأخيرة.

وقال عصام: «التصريحات الإعلامية تعطي أجواء الدورة مزيداً من الإثارة والتنافس والتحدي لهذه الدورة وخصوصاً أن هناك عدة مباريات تمثل ديربيات في تاريخ الدورة، وأعتقد أن التصريحات تميّز دورات الخليج أكثر من أية بطولات أخرى على المستويات القارية أو الدولية، وبعدما كانت التصريحات سابقاً تدور في الإطار الدبلوماسي أصبحت تتميز اليوم بالإثارة أكثر ولكن يبقى الشيخ عيسى بن راشد فاكهة دورات الخليج ولايزال الشخصية القادرة على التعامل مع الإعلام في أي وقت بتصريحاته التي تسير بأسلوب السهل الممتنع وشفافة وصريحة في جميع القضايا ودون أن تحمل أية إساءة ودائماً مايكون متواجداً في مجلس الدورة بشكل يومي وقلبه مفتوح ويصبح محط أضواء الإعلام، أما الجانب السلبي في التصريحات الإعلامية فسيكون حين تتجاوز السقف في العلاقات وتصل إلى حد الإساءات الشخصية والتجريح».


سطام السهلي: فرصة للظهور وعقوبات متدرجة

قال نائب رئيس القسم الرياضي بصحيفة «السياسة» الكويتية سطام السهلي إن التصريحات الإعلامية هي ميزة دورات الخليج من خلال ما تحظى به من حضور الشخصيات والإعلاميين بصورة مكثفة لاتجدها في دورات أخرى.

وأضاف السهلي «بعض الشخصيات والإداريين يجدون في دورة الخليج فرصة للظهور الإعلامي وإيصال آرائهم بصورة قد لايحصلون عليها في دورات أخرى، وهناك جوانب إيجابية لمثل هذه التصريحات لأنها تنعكس على إثارة المباريات والتحدي والتنافس وإن كنا نلاحظ أن إثارة التصريحات تفوق إثارة المستويات الفنية داخل الملعب، لكن في الوقت نفسه لاحظنا الوجه السلبي لهذه التصريحات وهي يمكن اعتبارها حالات شاذة مثل تصريح الحكم السعودي تجاه رئيس الاتحاد العماني وكذلك تصريح المنسق الإعلامي للمنتخب الكويتي المحطب تجاه رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال وبالتالي يجب تطبيق اللوائح والإجراءات تجاه كل مسيء ولكن يفترض أن تكون العقوبات تدريجية».


نبيل المرزوعي: التصريحات فاكهة كأس الخليج

وصف مراسل إذاعة الوصال العمانية نبيل المزروعي التصريحات الإعلامية المثيرة بمثابة فاكهة دورات الخليج وتعطي زخماً إعلامياً وجماهيرياً لهذه الدورة وهو ماعرف عنها منذ انطلاقتها.

وقال المزروعي «أعتقد أن التصريحات المثيرة أصبحت مرتبطة بشخصيات معينة مثل الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الذي يمتلك أسلوباً خاصاً في التعامل الإعلامي في دورات الخليج، كما لاحظنا أن هناك بعض رؤساء الاتحادات الخليجية يطلقون تصريحات أحياناً ذات مغزى عند هزيمة منتخباتهم في مباريات معينة وتهدف إلى إبعاد الضغوطات والمسئوليات عن الاتحاد أو فرقهم، لكنني أرى أنه يفترض ألاّ تخرج هذه التصريحات عن الجوانب الفنية ومستويات المنتخبات وتبتعد عن الإساءات والأمور الشخصية».

العدد 4460 - السبت 22 نوفمبر 2014م الموافق 29 محرم 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً