عزا الرئيس الفخري للجنة الأولمبية البحرينية نائب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة خروج منتخب البحرين خالي الوفاض من بطولة كأس الخليج (22) للعديد من الأسباب الفنية والإدارية تمحورت في معظمها حول عدم التعاقد مع مدرب يتناسب مع المنتخب البحريني خلال المرحلة التي سبقت انطلاق البطولة، والارتباك الواضح في القرارات الحاسمة فيما يتعلق بالتعاقد مع الأجهزة الفنية للمنتخب إذ اعتبر أن تعيين المدرب الإنجليزي (انتوني هيدسون) كان السبب الرئيسي وراء تدني الحالة الفنية للمنتخب الوطني، كما بين العديد من الأسباب المتعلقة بالجهاز الإداري بالإضافة إلى الدور السلبي للمسابقات المحلية، مؤكداً أن اتحاد الكرة بات في موقفٍ صعب مع اقتراب منافسات كأس الأمم الآسيوية.

وبدأ الشيخ عيسى بن راشد حديثه بالمشاركة الباهتة للمنتخب البحريني في بطولة كأس الخليج (22) والمقامة حالياً في العاصمة السعودية الرياض، إذ خرجت البحرين دون أي تحقيق أي انتصار أو تسجيل أي هدف في مبارياته الثلاث التي تعادل فيها مع المنتخبين اليمني والقطري دون أهداف وخسر من المنتخب السعودي بثلاثية نظيفة، وعن ذلك قال: «المنتخب البحريني واجه ظروفاً عصيبة في هذه المشاركة، وسوء التقدير قاد للوقوع في خطأ جسيم حينما أسند المهمة للمدرب المساعد مرجان عيد في الجولة الأخيرة التي واجه فيها منتخبنا نظيره القطري، وأعتقد أن (مرجان) كان سيخرج بنتيجة أفضل لو انه عين في وقت مبكر».

وشدد عيسى بن راشد على أن الأسباب الأصلية في هذه المشاركة الباهتة تعود إلى قرار تعيين المدرب الإنجليزي أنتوني هيدسون خلفاً للأرجنتيني جابرييل كالديرون، إذ كان الأول مدرباً شاباً لم يتجاوز الـ(32) سنة من عمره ويفتقد للخبرة التي تؤهله لقيادة المنتخب البحريني، وأضاف «التعاقد مع الإنجليزي أنتوني هيدسون كان الخطأ الأساسي، فهو كان مدرباً للمنتخب الأولمبي ولم يسبق له وان اشرف على فريق أو منتخب للرجال، فظهر خائفاً ومرتبكاً حينما ولي مسئولية بحجم الفريق الأول مما دفعه لاستغلال أول فرصة لمغادرة البحرين هرباً من تلك المسئولية، وقبل بأول عرض جاءه من الاتحاد النيوزلندي للإشراف على منتخب بلادهم»، مؤكداً على أن المنتخب البحريني كان سيحقق الاستقرار الفني وسيقدم مستويات أفضل بكثير لولا القرارات المرتبكة في تعيين المدربين وعلى رأسهم الإنجليزي هيدسون.

وفي سياق متصل، أكد عيسى بن راشد على أن الوقت لم يسعف المدرب العراقي عدنان حمد للتعرف على إمكانات اللاعبين ووضع بصمته على الفريق إذ تم تعيينه قبل 3 أشهر فقط من انطلاق كأس الخليج وقال: «العراقي عدنان حمد مر بظروف مشابهة لتلك التي مر بها مرجان عيد، فكلاهما لم يحصل على الوقت الكافي لإصلاح الأخطاء الفنية وإظهار القدرات الكاملة للمنتخب البحريني».

وفيما يتعلق بالأحاديث التي تشير إلى وجود لوبي يعمل ضد مصلحة كرة القدم البحرينية داخل الاتحاد عطفاً على عدم نجاح قائمة الرئيس الشيخ علي بن خليفة في الوصول إلى مجلس الإدارة قال: «أنا لا أستطيع الجزم بوجود لوبي من عدمه، ولكن مصلحة البحرين هي الأهم مهما كانت القائمة التي وصلت لمجلس إدارة الاتحاد، أما وجود أناس يثيرون المشاكل والبلبلة في الاتحاد فهذا امر خاطئ ولا يجب أن يحدث».

وأكد الشيخ عيسى وجود العديد من الأسباب الإدارية التي أدت لوصول المنتخب لهذه الحالة من الضعف والتفكك، وقال: «هناك العديد من الأسباب الإدارية التي ساهمت إسهاماً كبيراً في نتائج المنتخب السلبية».

وحول إمكانية تصحيح أوضاع المنتخب قبل خوضه غمار بطولة كأس الأمم الآسيوية مطلع يناير/كانون الثاني المقبل، قال: «اتحاد الكرة لم يعد بإمكانه إجراء التبديلات والتعديلات نظراً لضيق الوقت، إذ تنطلق كأس الأمم الآسيوية بعد شهر تقريباً، لذا فإن اتحاد الكرة اتخذ أسهل الطرق بتجديد الثقة في المدرب مرجان عيد على رغم ملاحظاتنا الكثيرة حول قدرته على تولي هذه المهمة والتي استقيناها من تجربته مع فريق الرفاع في مرحلة سابقة».

وأبدى عيسى بن راشد عدم تفاؤله من مشاركة المنتخب البحريني في البطولة الآسيوية حين قال: «اتحاد الكرة وقع في مأزق صعب ولا يملك له حيلة، ولذا فنحن لسنا متفائلين من مشاركة المنتخب في كأس الأمم الآسيوية حالنا من حال أغلب المنتخبات الخليجية، فالمنافسات الآسيوية صعبة جداً والمستويات التي ظهرت عليها المنتخبات المشاركة في كأس الخليج لا تؤهلها للمنافسة على كأس آسيا».

وفي رده على سؤال يتعلق بالقرارات التي كان سيتخذها لتصحيح مسار المنتخب البحريني لو كان في موقع المسئولية، قال: «لو كنت صاحب القرار في اتحاد الكرة لسارعت إلى التعاقد مع مدرب قدير يمتلك الخبرة الكافية لانتشال المنتخب من وضعه الحالي، وكان من المفترض أن يتم ذلك بعد انتهاء عقد المدرب الأرجنتيني كالديرون مباشرة». مشدداً على انه لابد من العمل على تعزيز الجوانب المعنوية وتعزيز ثقة اللاعبين في أنفسهم لتجاوز هذه المحنة.

وتطرق الشيخ عيسى إلى ضعف المسابقات المحلية ودورها في إظهار المنتخب بهذه الصورة المهزوزة، إذ قال: «لا يمكن إغفال دور مسابقاتنا المحلية في هذا الوضع الفني المتدني، فمسابقاتنا هشة وضعيفة، وبطبيعة الحال فإن الدوريات الضعيفة تفرز لاعبين ضعفاء يفتقدون للقوة اللازمة من أجل خوض المنافسات الكبيرة، وهذا حال لاعبينا مع الأسف، فهم مخرجات دورينا الضعيف ويجب علينا العمل على تقوية المسابقات المحلية حتى نحسن من الوضع الفني للمنتخب».

وفي ختام حديثه، قال موجهاً النصح لمجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم: «انتم في وضع لاتُحسدون عليه بسبب سوء النتائج وبات لزاماً عليكم أن تسارعوا في التعاقد مع مدرب يتمتع بكفاءة عالية، وتصححون مساركم بتغيير بعض الوجوه الإدارية وإعادة النظر في مسألة استدعاء بعض اللاعبين الذين قد يتألقون في أنديتهم ولكنهم غير مؤهلين لتمثيل المنتخب الوطني».