قالت عائلة الطفل يوسف الأحمد، الذي قُطع لسانه من المنتصف أثناء تواجده في روضته في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، إن قضية ابنهم لاتزال تراوح مكانها لدى السلطات الأمنية، وإن الغموض يلف الحادثة، التي لم تصدُر نتائج التحقيق فيها على رغم فتحه (التحقيق) لدى وزارة التربية والتعليم منذ أكثر من أسبوعين.

وذكرت العائلة لـ « الوسط» يوم أمس الثلثاء (25 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي، إثر نشر الحادثة في الصحف المحلية، قام بزيارة منزلهم، وعلى إثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيق مع الروضة لمعرفة ملابسات الحادث، وأسباب تأخرها في إبلاغ الوزارة بذلك، مخالفةً بذلك التعليمات الصادرة لرياض الأطفال وغيرها من المؤسسات التعليمية الخاصة بأن يتم الإبلاغ الفوري عن أي حادث يقع في تلك المؤسسات لاتخاذ الإجراءات المناسبة، فيما ذكرت أنها تلقت اتصالاً من إدارة رياض الأطفال يفيد بفتح تحقيق في الحادثة.

وأضافت أنها سجلت شكوى في مركز الشرطة بحق الروضة وإدارتها، في يوم الحادثة، ومع مرور أكثر من شهر عليها، إلا أن الملف مازال يراوح مكانه على حدِّ وصفها.

وذكرت أنها راجعت السلطات الأمنية، حيث أبلغوها بأن الملف أحيل إلى النيابة العامة في الخامس من الشهر الجاري، مستدركة أنه لم يحدث أي تطور آخر بعد ذلك.

وذكرت أنه، وعلى رغم أن إدارة الروضة سبق أن صرحت في الإعلام بأنها تعلم حقيقة ما حدث ليوسف، وتنتظر نتائج لجنة التحقيق التي شكلتها وزارة التربية والتعليم، وبناء عليه سيتضح الأمر، إلا أنها هي الأخرى لم تفصح عن ذلك حتى الآن. واستغربت من التأخر في إعلان نتائج التحقيق لمعرفة ما حدث بالضبط للطفل في الروضة، و «تجاهل» التربية للحادثة.

وعن الحالة الصحية ليوسف، ذكرت العائلة أن الطفل خضع لعملية في لسانه، وأنه مازال عاجزا عن الكلام، فيما يعاني كوابيس متكررة. وذكرت أن التقرير الطبي لم يصدر حتى الآن على رغم جهوزيته، وأن الطبيب المشرف على العملية في إجازة وسيعود الشهر المقبل.

وبينت العائلة، أنه وبناء على توجيهات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قام وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي بزيارة منزلهم ونقل الوزير إليهم تحيات رئيس الوزراء، واهتمام سموه، بموضوع الطفل وتوجيهاته بمتابعته بالعناية اللازمة، مستدركة أنها وعبر هذه السطور تناشد سموه التدخل وحماية حق طفلها، وتوجيه الجهات المختصة لمعرفة ما حدث له بالضبط في روضته منذ أكثر من شهر. وأكدت ثقتها الكاملة بسموه ومدى اهتمامه بأبناء شعبه وسلامتهم.

يذكر أن تفاصيل قصة الطفل يوسف تعود إلى أكثر من شهر، وتشير وفق رواية العائلة إلى أن والدته تفاجأت بحال طفلها حينما ذهبت لتسلمه من الروضة ظهراً على غرار كل يوم، مستغربة عدم اتصال إدارة الروضة بها ولاسيما أنه تعرض للحادثة في الصباح، مستدلة في ذلك بحديث الطبيب فيما بعد والذي أشار إلى أن لسانه نزف كثيراً لدرجة أن لونه مال إلى الزرقة، و أنها رأت طفلها متعباً ومرهقاً وآثار الدماء على ملابسه، ويبكي والأطفال يحيطون به، ولسانه ينزف، وأنها حينما احتضنته كانت رائحة الدم تفوح منه على حد وصفها، وفور رؤية ابنها على ذلك الحال قامت بنقله إلى المستشفى العسكري لقوة دفاع البحرين وهناك أجريت له عملية على الفور بملابس الروضة تحت تخدير كامل تمت فيها خياطة الجروح في لسانه واستغرقت العملية 40 دقيقة، فيما أشارت إلى أنه سيخضع في الفترة المقبلة لعلاج من أجل إعادة النطق إليه».