العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ

«أوبك» مازالت منقسمة عشية أحد أهم اجتماعاتها... والسعودية ترفض خفض إنتاجها

لاتزال منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) منقسمة أمس (الأربعاء) عشية أحد أهم اجتماعاتها منذ سنين، مع استمرار رفض السعودية خفض إنتاج الكارتل، فيما دعت إيران إلى التصدي للفائض المتزايد للعرض في السوق النفطية.

وصرح وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنقانة لدى وصوله إلى فيينا بأن السوق النفطية تسجل فائضاً في التموين، مؤكداً أن الوضع سيتفاقم العام المقبل ويترتب على منظمة الدول المصدرة للنفط أن تعالج المسألة بمساعدة من الدول المنتجة غير الأعضاء في أوبك.

وقال زنقانة إن «جميع الخبراء يعتقدون أن هناك فائضاً في العرض في السوق النفطية وأن الفائض سيزداد العام المقبل».

وتدهورت أسعار النفط الخام بنسبة تزيد على ثلاثين في المئة منذ الربيع، وسجلت أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات بسبب الاختلال المتنامي بين العرض والطلب.

فمن جهة زاد الإنتاج العالمي مع ارتفاع العرض الأميركي للنفط بفضل ازدهار استغلال الموارد غير التقليدية مثل النفط الصخري. ومن جهة أخرى فإن التوقعات بشأن زيادة الطلب العالمي على الذهب الأسود تشير بعد مراجعتها إلى انخفاض هذا الطلب في الأشهر الأخيرة.

وفي هذا السياق، قال زنقانة: «علينا أن نتناقش ونقابل وجهات نظرنا ونتخذ قرارا لضبط السوق». وأضاف أنه «من أجل التعامل مع هذا الوضع يجب أن نحصل على مساهمة من الدول المنتجة من خارج أوبك»، وذلك غداة اجتماع بين وزيري فنزويلا والسعودية العضوين في أوبك، ووزير روسيا والمكسيك الدولتين غير العضوين في الكارتل النفطي.

وإن لم يتقرر أي تخفيض منسق للإنتاج أثناء هذه المحادثات الرباعية فإن الدول الأربع اتفقت على الاجتماع مجددا في فبراير/ شباط. وأعلنت شركة روسنفت الروسية العامة عن خفض رمزي لإنتاجها (25 ألف برميل في اليوم فقط)، ما يعتبر نقطة في بحر بالنسبة لروسيا التي تنتج قرابة 11 مليون برميل في اليوم.

وقبل عشرة أيام، قال زنقانة بعد محادثات مع فنزويلا المؤيدة لخفض منسق للإنتاج: «يجب السعي إلى تحسين الأسعار بقدر الإمكان مع الأخذ بالاعتبار الوضع الجديد للسوق».

لكن أوبك تبقى منقسمة حول الموقف الواجب اعتماده لمواجهة انخفاض الأسعار. وسيعيد وزراء الدول الاثنتي عشرة الأعضاء في أوبك اليوم (الخميس) في فيينا النظر في سقف إنتاجهم الجماعي المجمد منذ ثلاث سنوات عند 30 مليون برميل في اليوم، أي نحو ثلث النفط الخام المستخرج يومياً في العالم.

وألمح وزير البترول السعودي علي النعيمي أمس إلى أنه سيدافع عن إبقاء سقف إنتاج أوبك على حاله ما يقضي على الآمال بخفض السقف. وقال لصحافيين بحسب تصريحات أوردتها وكالة داو جونز نيوزوايرز: «إن السوق ستستقر في نهاية المطاف».

وعلق المحللون في مصرف كومرزبنك بأنه نظراً إلى هذه التصريحات «لم يعد هناك الكثير من الفرص ليتقرر خفض للإنتاج أثناء اجتماع أوبك».

وفي غياب التفاهم حول تدبير كهذا يرى هؤلاء المحللون أن أوبك التي يتجاوز إنتاجها بوضوح هذا السقف، قد تتعهد على الأقل بتطبيقه بانضباط أكبر، موضحين أن تصريحات الوزير السعودي «تعزز رأينا بأن أوبك ستكتفي فقط باحترام أفضل لسقفها الحالي».

وفي تشرين أكتوبر/ الأول أنتجت أوبك 30.6 مليون برميل في اليوم في الإجمال، بحسب أرقام وكالة الطاقة الدولية، و30.3 مليون برميل يومياً بحسب تقديرات أخرى نقلها الكارتل.

وفي هذا الوضع بقيت أسعار النفط أمس قريبة من أدنى المستويات التي سجلتها مؤخراً منذ أربع سنوات. ففي لندن زاد برميل نفط البرنت 39 سنتاً ليبلغ 78.72 دولاراً للبرميل نحو الساعة 10.40 ت غ، فيما كسب برميل النفط الخفيف الأميركي 15 سنتاً ليبلغ 74.24 دولاراً، بعد أن سجل مجدداً أمس عند الإقفال أدنى مستوى منذ 2010.

العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً