العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ

إطلاق تقرير «البيئة والتنمية العربي»... والبحرين تُصنف ضمن الدول التي تعاني نُدرة بالموارد المائية ومناطق الزراعة

وزير البيئة اللبناني خلال تصريحه لـ «الوسط»
وزير البيئة اللبناني خلال تصريحه لـ «الوسط»

عمّان (الأردن) - علي العليوات 

26 نوفمبر 2014

شهدت العاصمة الأردنية (عمّان)، أمس الأربعاء (26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014)، إطلاق تقرير «الأمن الغذائي في البلدان العربية»، الذي تم إطلاقه في افتتاح المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) برعاية العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وصنف التقرير، البحرين بأنها ضمن فئة الدول التي تعاني ندرة استثنائية بالموارد المائية المتجددة، ومناطق الأراضي الصالحة للزراعة.

ووفقاً للتقرير، فإن نسبة الأراضي الزراعية في البحرين لا تتجاوز 11 في المئة، فيما يقدر حجم موارد المياه المتجددة الفعلية بنحو 83 متراً مكعباً للفرد سنوياً، ونوه معدو التقرير إلى أن فئة «ندرة استثنائية» هي فئة أدخلها المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، للإشارة إلى الظروف القاسية الخاصة في بعض البلدان العربية.

تقرير «أفد»: الأمن الغذائي مرهون برفع الإنتاجية

إلى ذلك، كشف تقرير «الأمن الغذائي في البلدان العربية»، أن العرب يستوردون نحو نصف حاجتهم من المواد الغذائية الرئيسية، مؤكداً إمكانات تعزيز الإنتاج الغذائي العربي بحزمة تدابير، في طليعتها تحسين الإنتاجية وكفاءة الري والتعاون الإقليمي.

ويشير تقرير (أفد) إلى أن الإنتاج الزراعي في البلدان العربية يواجه تحديات كبيرة، في مقدمتها الجفاف ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة وندرة مصادر المياه والنمو السكاني المتسارع، فضلاً عن مضاعفات تغير المناخ. ويبرز العجز الغذائي من خلال نسبة الاكتفاء الذاتي البالغة نحو 46 في المئة للحبوب، و37 في المئة للسكر، و54 في المئة للدهون والزيوت، أي أن العجز يصل إلى نحو نصف الحاجة من المواد الغذائية الأساسية.

ويدعو التقرير إلى جملة حلول، تتمحور حول زيادة كفاءة الري ورفع معدلات إنتاجية الأراضي، وهي اليوم من أدنى المعدلات في العالم. كما يدعو إلى التعاون الإقليمي للاستفادة من الميزات الطبيعية والبشرية المتفاوتة في الدول العربية.

وتُنشر في التقرير للمرة الأولى مجموعة خرائط، تم إنتاجها بناء على أحدث الأرقام والمعطيات، تظهر مواقع وجود المياه العذبة والأراضي الصالحة للزراعة والأراضي الصالحة للرعي، وتبيّن الأهمية الكبرى للتعاون الإقليمي في إنتاج الغذاء. وقد تم إنتاجها بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا).


وزير البيئة اللبناني لـ «الوسط»: ملف اللاجئين السوريين يشكل خطراً على الأمن الغذائي

قال وزير البيئة اللبناني محمد المشنوق في تصريح لـ «الوسط»: «إن ملف اللاجئين السوريين في لبنان والأردن يشكل خطراً على الأمن الغذائي في المنطقة».

وأوضح المشنوق أن «هذا الملف له تأثير على 4 جوانب، تتمثل في الصرف الصحي، النفايات الصلبة، قطع الأشجار، وكيفية استغلال الأراضي الزراعية التي تحولت إلى مخيمات للاجئين السوريين، والتي لم يعد هناك مجال لزراعتها، ما تؤدي إلى خسائر للمزارعين».

وتحدث المشنوق عن «جانب آخر مقلق، وذلك من خلال قيام بعض المزارعين بتحويل أراضيهم إلى مخيمات من أجل تحقيق الربح السريع والسهل».

وبخصوص تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي أطلق أمس، بيَّن المشنوق أن «هذا التقرير يتطرق إلى الحوكمة في موضوع الغذاء، من أجل الاستثمار في السياسات، وتطبيقها بشكل مستمر، وعدم ترك الأمور بتراخٍ، إذ لابد من وضع حد لعمليات الري التي تقوم على الصرف الصحي، وهو ما يؤذي المزارع والبيئة كذلك».

وركز الوزير المشنوق في حديثه على لبنان، إذ قال: «الأمن الغذائي له علاقة بسياسة السدود وسياسة المياه وسياسة البدائل الزراعية الموجودة، وكذلك انحسار الأراضي الزراعية في لبنان»، مشيراً إلى أن «حكومة لبنان لديها أكثر من لجنة وزارية تعمل على هذه الأمور، نأمل أن تقود تلك الجهود إلى قرارات تعمل على توفير نوع من الحماية في موضوع الأمن الغذائي، الذي له علاقة بالأمن البيئي».

وبيَّن أن «الأمن الغذائي لا يقتصر فقط على مدى توافر الغذاء، ولكن يتعلق ذلك بأسلوب الغذاء وتغيير أنماط الزراعة عن الأنماط المعتادة في لبنان، هذه المعالجات لا تنتهي في فترة عام ولكنها تحتاج إلى تغيير ثقافة الناس، من خلال توفير الأطعمة في لبنان محلياً من دون الحاجة إلى الاستيراد».

وأشار إلى أن «لبنان يستورد حالياً أطعمة من الخارج بنسبة تفوق 60 في المئة، سواء الثروة السمكية أو اللحوم أو الخضراوات».


وزير البيئة الأردني: نعاني أزمة غذائية لاستضافتنا ملايين اللاجئين السوريين

قال وزير البيئة الأردني طاهر الشخشير، في كلمته نيابة عن راعي المؤتمر، العاهل الأردني: «إن الأردن يعتبر من البلدان الأكثر شحاً بالمياه على مستوى العالم، وفي ظل الأزمات السياسية المتلاحقة في دول الجوار واستضافة الأردن لملايين الأشقاء العرب، وخصوصاً اللاجئين السوريين، فإن الأردن يشهد الآن أزمة غذائية غير مسبوقة نتيجة الطلب المتزايد على الماء والغذاء، ما يشكل تحدياً إضافياً على الحكومة الأردنية».

وشدد على ضرورة أن «يعمل صناع القرار على التنسيق والتعاون مع المجتمعين العربي والدولي لإيجاد الحلول المناسبة له من خلال التحرك السريع لمساعدة الأردن وتمكينه من تخطي هذه المعضلة واستمراره في إيصال المياه والغذاء للمواطنين والمقيمين في أراضيه بشكل عام».

الأمير الحسن بن طلال: شعارات أقل ومضمون أكبر

وكانت لرئيس منتدى الفكر العربي ومؤسس منتدى غرب آسيا وشمال إفريقيا الأمير الحسن بن طلال كلمة رئيسية تحدث فيها عن دور التعاون الإقليمي في تعزيز الأمن الغذائي، وخصوصاً مع توقع ازدياد الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المئة سنة 2030 نتيجة ازدياد عدد السكان.

وأكد أن الاستثمار في البحوث والبنى التحتية، والاستثمارات الزراعية المسئولة والصديقة للبيئة مدعومة بسياسات ملائمة ومؤسسات كفوءة، يمكن أن تزيد حصة الفرد العربي بنسبة 35 في المئة بحلول سنة 2050.

ورأى أن زيادة القدرة الإنتاجية للمجتمعات الريفية، من خلال تحسين حصولها على تكنولوجيات زراعية محسنة واستثمار في مهاراتها وتثقيف سكانها، هي ما يجب أن يتصدى له رؤساء الدول ورؤساء الحكومات والساعون الى تغيير حقيقي: شعارات أقل ومضمون أكبر.

بدران: تقرير «أفد» عمل جماعي محترف

من جهته، ألقى رئيس مجلس أمناء المنتدى العربي للبيئة والتنمية عدنان بدران كلمة، قال فيها: «إن تقرير (أفد) حول الأمن الغذائي العربي، الذي عملت عليه مجموعة خبراء ينتمون إلى مختلف مناطق العالم العربي، هو نتيجة عمل جماعي تعاوني، تم تحقيقه بالاشتراك مع منظمات وهيئات إقليمية ودولية وجامعات ومراكز أبحاث، وساهم فيه أكثر من 250 باحثاً واختصاصياً ينتمون إلى 20 بلداً و40 مؤسسة».

صعب: الاضطرابات الإقليمية منعت تنفيذ بعض أهداف 2014

إلى ذلك، قال الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)، نجيب صعب في كلمته في حفل الافتتاح: «لقد منعت الاضطرابات الإقليمية تنفيذ بعض أهداف سنة 2014 بالكامل، وخصوصاً في البلدان، حيث أدت الأحداث إلى عرقلة البرامج. ولكن أمكن تجاوز الأهداف الموضوعة في مجالات أخرى».

وأضاف «وسط تصاعد الاضطرابات في أكثر من نصف منطقة عملياته، تابع (أفد) العمل لتحقيق مهمته الهادفة الى دعم السياسات والبرامج البيئية الضرورية لتنمية العالم العربي، استناداً إلى العلم والتوعية، ذلك أننا ندرك أنه في أعقاب كل أنواع النزاعات والحروب، سيبقى الناس بحاجة إلى حماية رأس المال الطبيعي وتطويره، ليشربوا ويأكلوا ويتنفسوا».

العدد 4464 - الأربعاء 26 نوفمبر 2014م الموافق 03 صفر 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً