أثارت الكثير من القرارات التحكيمية استياء عدد من المنتخبات الخليجية في دورة كأس الخليج العربي الثانية والعشرين التي أسدل الستار على منافساتها يوم أمس (الأربعاء) في العاصمة السعودية الرياض.

وحرم المنتخب العراقي من ركلة جزاء واضحة في لقاء الكويت حينما أبعد حسين فاضل كرة جاستن ميرام على خط المرمى باليد، لكن الحكم السلوفيني دامير سكومينا أشار باستمرار اللعب رغم اعتراضات لاعبي العراق قبل أن يخسر الأخير بهدف نظيف.

ولم تقتصر الأخطاء على مباراة العراق والكويت، إنما شملت أيضاً مباراة عمان والإمارات عندما أبدى مدرب عمان لوجوين احباطه بعد عدم احتساب ركلة جزاء لمنتخب عمان إثر احتكاك مع مدافع إماراتي، وقال لوجوين: «أشعر بالإحباط بسبب القرار الخاطئ من الحكم، لأننا كنا نستحق ركلة جزاء، وأعتقد أنه خطأ ضخم ويجب إدراك ذلك، يجب أن نلعب بتحكيم جيد يحتسب ركلات جزاء عند وقوع أخطاء في منطقة الجزاء». وكان المباراة أدارها الحكم السعودي مرعي العواجي الذي تم استبداله بعد اللقاء بالحكم فهد المرداسي.

وفي هذا السياق، أكد الخبير التحكيمي الحكم الدولي البحريني المتقاعد جاسم مندي أن الجميع تفاجأ من الأداء التحكيمي في «خليجي 22»، إذ كان متواضعا للغاية وخصوصاً في المرحلة الأولى.

وقال في حديثه لـ «الوسط الرياضي»: «هفوات تحكيمية كثيرة شهدتها الجولتان الأولى والثانية وتحسن الأداء في الجولة الثالثة ونصف النهائي، وخصوصاً من جانب الحكام الأجانب، أما الطواقم الخليجية فقدمت أداء تحكيميا جيدا للغاية».

وأضاف «الطاقم الأوروبي والاسترالي لم يقدم المستوى المطلوب، وكانت هفواته واضحة وشكلت خطورة على المباريات التي أداروها، وتأثرت بعض المنتخبات وخصوصاً المنتخب العراقي الذي أعتقد بأن الأخطاء التحكيمية ساهمت بخروجه من الدور الأول، نعلم أن الأخطاء واردة ولا يوجد أحد معصوم عن الخطأ، لكن من الصعب أن تستمر في مثل هذه الأخطاء في الدورات المقبلة». وتابع «مباراة الكويت والعراق شهدت أخطاء تحكيمية فادحة تأثر منها المنتخب العراقي، هناك ركلة جزاء غير محتسبة وحالة طرد لم تحتسب، وأجمع عليها المحللون، وحالات تحكيمية أخرى تأثر منها منتخبات أخرى»، وكانت مباراة الكويت والعراق أدارها الحكم دامير سكومينا من سلوفينيا.

وواصل حديثه بالقول: «لو تحدثنا عن الحكام الخليجيين، سنرى بأن أداءهم كان جيدا وأخرجوا المباريات إلى بر الأمان، الطاقم القطري والعراقي والبحريني والسعودي أداروا مباريات جيدة».

وانتقد جاسم مندي المسئولين في الدول الخليجية وحملهم سبب الأخطاء التحكيمية عندما قال: «اللائحة واضحة لدى الجميع، لكن المسئولين لم يختاروا الحكام الأفضل في الدول الخليجية، بطولة الخليج صعبة وتحتاج إلى اسم تحكيمي قوي، لكن الدول الخليجية قامت باختيار الأسماء بشكل دوري أو ما يشبه «إرضاء الخواطر»، كيف لنا أن نتطور في الجانب التحكيمي ونحن لا نختار الأسماء الأفضل في البلدان».

وأضاف «لابد أن يتم تطبيق اللائحة باختيار الأفضل، طالبت عبر برنامج الحكم في قناة الكأس أن تكون هناك لجنة حكام على مستوى عال تنضم إلى اللجنة الفنية في الدورة حتى تحصل على أسماء حكام مميزين».

وأكد الخبير التحكيمي مندي أن دورات كأس الخليج ستشهد تراجعا ملحوظا في الجانب التحكيمي في حال الاستمرار على المنوال نفسه، إذ لابد أن يتم تجهيز الحكام بطريقة سليمة على غرار كأس العالم التي تكشف عن الحكام قبل عدة أشهر من انطلاق البطولة، ويتم تجهيزهم بشكل سليم وتشرف على تدريباتهم والأمور الأخرى من أجل العطاء الجيد.

وأوضح أنه عانى قبل انطلاق الدورة من الحصول على الطواقم التحكيمية من أجل الحصول على نبذة شخصية عن الحكام، وقال: «شخصياً حصلت على معاناة كبيرة قبل الحصول على الأسماء التي ستدير مباريات دورة الخليج الحالية، إذ قمت بالاتصال بأحد المسئولين من أجل الحصول على أسماء الطواقم، لكن لو يتم اختيار حكام النخبة لن نعاني من هذا الجانب لأننا نعرف كافة التفاصيل عنهم، وإذا كان حكام النخبة غير موجودين لابد أن تلتزم الدول بالاختيار السليم».

وأضاف «ما يحدث الآن باختيار الحكام خاطئ وإرضاء للخواطر فقط، وهذا لا يصح في التحكيم، ويجب أن لا تتم الاستعانة بحكام أجانب لأن دورتنا خليجية وليست دولية أو أوروبية أو آسيوية». وفي نهاية حديثه، أكد جاسم مندي أن اللجنة المنظمة يجب أن تهتم بالجانب التحكيمي بشكل أكبر من أجل نجاح الدورة وعدم تأثر المنتخبات بأداء الحكام.