قررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، أمس (الخميس)، الإبقاء على سقف إنتاجها النفطي، بحسب تصريح وزير النفط الكويتي علي العمير للصحافيين، على رغم الفائض في العرض العالمي من النفط ما أدى إلى خفض أسعاره بشكل كبير.

وقررت المنظمة التي تضم 12 بلداً الإبقاء على سقف إنتاجها اليومي عند 30 مليون برميل، حتى بعد هبوط أسعار النفط بأكثر من الثلث منذ يونيو/ حزيران.

وأدى قرار «أوبك» إلى انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات.

وهبط سعر النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، تسليم يناير/ كانون الثاني، إلى 74.36 دولاراً للبرميل، فيما هبط سعر النفط المرجعي الخفيف في نيويورك، تسليم يناير، إلى 70.87 دولاراً للبرميل. وآخر مرة سجلت فيها هذه الأسعار كانت أواخر أغسطس/ آب 2010. واجتمعت الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» أمس في فيينا لاتخاذ أبرز قرار منذ سنوات في غياب توافق على خفض سقف الإنتاج، ما أدى إلى تسجيل تراجع جديد في الأسعار النفطية.

من جانب، قال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في حسابه على «تويتر»: «هبوط حاد في أسعار الخام الأميركي والبرميل 67 دولاراً، والخشية من منحدر منتصف الثمانينيات، ما الذي يحصل ولماذا رفضت السعودية تخفيض الإنتاج؟».

الخام الأميركي يهبط إلى 71 دولاراً للبرميل

«أوبك» تقرر الالتزام بسقف الإنتاج الحالي من النفط

فيينا، المنامة - د ب أ، رويترز، عباس المغني

أعلن وزير النفط الكويتي علي صالح العمير أمس (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014) أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قررت الإبقاء على السقف الحالي لإنتاج النفط.

وهبط سعر خام برنت أكثر من ثلاثة دولارات إلى أدنى مستوياته في أربع سنوات دون 75 دولاراً للبرميل أمس الخميس بعد أن قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عدم خفض الإنتاج رغم تخمة المعروض الكبيرة في الأسواق العالمية.

وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي للصحفيين رداً على سؤال بخصوص ما إذا كانت أوبك قررت عدم خفض إنتاج النفط «هذا صحيح».

ونزل سعر مزيج برنت في العقود الآجلة 2.50 دولار إلى 75.25 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 1500 بتوقيت جرينتش بعد أن هوى إلى 74.36 دولاراً للبرميل أدنى مستوى له منذ أغسطس/ آب 2010.

وانخفض سعر الخام الأميركي 2.19 دولار ليصل إلى 71.50 دولاراً للبرميل.

وقال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري إن المنظمة «لا تستهدف سعراً محدداً» وذلك رداً على سؤال عن التطلعات السابقة لسعر عند 100 دولار للبرميل.

وخلا بيان أصدرته أوبك عقب اجتماعها من أي ذكر لضرورة التزام الأعضاء بهدف سقف الإنتاج الحالي البالغ 30 مليون برميل يومياً.

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعى أن منتجي النفط خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» يتحملون اضطراب السوق العالمية للنفط مؤكداً «أننا لا ننسق مع روسيا» وهي أكبر مصدر للنفط من خارج أوبك حيث يبلغ إنتاجها اليومي حوالي 7 ملايين برميل.

وقال المزروعي «إن الانخفاض الحالي للأسعار غير مبرر وربما يكون له تأثير سلبي على الاستثمار في القطاع النفطي معرباً عن قلقه من إحجام المستثمرين عن العمل في هذا القطاع متوقعاً ألا يدوم الانخفاض طويلاً.

وأشار المزروعي إلى أن الإمارات نجحت في تنويع مصادر الدخل ورفع مساهمة القطاعات غير النفطية إلى نحو 70 في المئة من الناتج الإجمالي.

وكان سعر نفط البحرين قد تهاوى إلى أدنى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول 2010، ليصل سعره إلى 73.2 دولاراً للبرميل في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي.

وتبيع البحرين حصتها البالغة 150 ألف برميل يومياً من النفط الخام المستخرج من حقل أبوسعفة والمصنف ضمن الزيت العربي المتوسط، في الأسواق العالمية.

إلى ذلك، بلغ سعر نفط عمان تسليم شهر يناير/ كانون الثاني المقبل 74.21 دولاراً أميركي. وقالت منظمة أوبك إن متوسط أسعار خاماتها بلغ 73.7 دولاراً للبرميل. وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام القياس الدولي مزيج برنت إلى أدنى مستوياتها في أربعة أعوام أثناء التعاملات الآسيوية أمس (الخميس) وسط توقعات بأن منظمة أوبك من غير المرجح أن تقرر خفض الإنتاج لدعم الأسعار في اجتماعها هذا الأسبوع.

وقال المنتجون العرب الخليجيون في أوبك - السعودية والكويت وقطر والإمارات إنهم لن يقترحوا خفضاً في الإنتاج أثناء الاجتماع الرسمي للمنظمة وهو ما يقلص احتمالات إجراء مشترك لأوبك لدعم الأسعار التي هوت بأكثر من 30 في المئة منذ يونيو/ حزيران.

إلى ذلك، قالت وكالة الطاقة الدولية أمس إن سوق النفط دخلت حقبة جديدة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني وطفرة الإنتاج الصخري الأميركي ما يجعل العودة سريعاً إلى الأسعار المرتفعة أمراً مستبعداً.

وقالت الوكالة التي تحجم عن التكهن بأسعار النفط في تقريرها الشهري إن الأسعار قد تتراجع بدرجة أكبر في 2015 بعد انخفاضها إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر 2010.

وقالت «في حين ثمة تكهنات بأن التكلفة المرتفعة لإنتاج النفط غير التقليدي قد تصنع نقطة توازن جديدة لأسعار برنت في نطاق 80 إلى 90 دولاراً للبرميل فإن موازين العرض والطلب تنبئ بأن تدهور الأسعار لم يبلغ مداه بعد».

وأضافت أنه ما لم تقع أي تعطيلات جديدة للمعروض فإن «الضغوط النزولية على السعر قد تتصاعد في النصف الأول من 2015».

وبالنسبة لعام 2015 أبقت وكالة الطاقة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط دون تغيير عند 1.13 مليون برميل يومياً من أدنى مستوى في خمس سنوات البالغ 680 ألف برميل يومياً في 2014 قائلة إن من المتوقع تحسن المناخ الاقتصادي.

وفي حين دخلت الصين التي كانت مصدراً رئيسياً للزيادة المطردة في الطلب على مدى الأعوام الأخيرة مرحلة أقل استهلاكاً للنفط من مسارها التنموي فإن سنوات ارتفاع الأسعار ساعدت في استخدام التكنولوجيا الجديدة لاستغلال موارد النفط في أميركا الشمالية ومناطق أخرى.